ما هي دلالات فوز ترمب في ولاية أيوا؟

أستاذ التاريخ في معهد ميدلبري للدراسات الدولية في مونتيري، نيكولاس كريري، قال في حديث مع موقع بلينكس، إن فوز ترمب "لم يكن مفاجأة، لأن النتيجة كانت متوقعة سلفا".

هذا الأمر أكده أستاذ العلوم السياسية بجامعة نيويورك، آرون كوفمان، إذ قال لموقع بلينكس: "ليس من المستغرب على الإطلاق أن يفوز ترمب" في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري بولاية أيوا.

وبغض النظر عن النتائج، يرى كوفمان أن ترمب لا يتمتع بالشعبية الكبرى في الحزب الجمهوري، لأن "ما يقرب من نصف ناخبي الجمهوريين لم يصوتوا لصالحه"، وهو ما يشير إلى "الكثير من التفضيلات المتضاربة" عندما يقف ترمب أمام منافسه من الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية.

لم تتأخر الوسائل الإعلامية في الحديث عن فوز ترمب، إذ أعلنت وكالة أسوشيتد برس تقدمه بشكل لا يمكن التغلب عليه بعد 30 دقيقة فقط من بدء أعضاء المجلس الانتخابي في أيوا مناقشات الاختيار.

واعتمدت الوكالة، التي لا تعلن عادة النتائج قبل الموعد المقرر لإغلاق صناديق الاقتراع، في تحققها من احتمال فوز ترمب على استطلاعات رأي للمواطنين الذين أدلوا بأصواتهم وعلى تاريخ انتخابات الولاية.

وجاء حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس في المركز الثاني بفارق كبير، وفقا لإحصاء شركة إديسون للأبحاث، متفوقا على السفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي. ويتنافس الاثنان للظهور كبديل رئيسي لترمب.

وفي هذا السباق التمهيدي، أنهى رجل الأعمال فيفيك راماسوامي حملته الرئاسية بعد حصوله على ما يقل عن 8% من الأصوات، وأعلن تأييده لترمب في خطاب ألقاه أمام أنصاره.

وعلى الرغم من أنّ عدد سكان أيوا لا يتخطّى 1% من سكان الولايات المتحدة، فإنها تحتل مكانة خاصّة على الساحة السياسية الأميركية منذ أكثر من 50 عاماً، لأنّها تسمح بتقدير مسار السباقات التمهيدية التالية.

ومع ذلك، لم تكن الولاية الأميركية دائما تتنبأ بمن سيفوز بالحزب للترشح للرئاسة، لأنها لا تمثل بالكامل سكان الولايات المتحدة، إذ إن أغلبية سكانها من المحافظين البيض.

في الانتخابات الماضية، اختار الجمهوريون في ولاية أيوا مايك هاكابي عام 2008، وريك سانتوروم عام 2012، وتيد كروز عام 2016، لكن لم يفز أي منهما بالترشيح، وفقا لشبكة سي بي إس نيوز.

وفي المقابل، حقق بعض المرشحين الذين واجهوا الهزيمة في ولاية أيوا، مثل رونالد ريغان وجورج بوش الأب ودونالد ترمب، نصرا أوصلهم إلى البيت الأبيض.

منذ إنشائها عام 1972، لم يصل إلى الرئاسة سوى 3 مرشحين رئاسيين فازوا في المؤتمرات الحزبية في ولاية أيوا: الديمقراطيان جيمي كارتر عام 1976 وباراك أوباما عام 2008، والجمهوري جورج دبليو بوش الابن عام 2000.

عقب الإعلان عن فوزه، دعا ترمب مواطنيه، من خلال خطاب ألقاه أمام حشد من أنصاره في دي موين بولاية أيوا، لـ"الاتّحاد"، قائلا: "أعتقد أنّ الوقت حان لأن يتحد الجميع ببلادنا (...). سواء كانوا جمهوريين أو ديمقراطيين أو ليبراليين أو محافظين، لنقضي على كل المشكلات و كل الدمار والمآسي التي نشهدها".

ووصف ترمب منافسيه الجمهوريين بأنهم "أشخاص أذكياء للغاية، وأشخاص ذو كفاءات"، ثم انتقل لعرض برنامجه الانتخابي، متعّهداً "بإغلاق الحدود" مع المكسيك وحفر المزيد من آبار النفط.