"العنف ضد المرأة.. سهاد و90 عراقية يفكرن بالانتحار ""يوميا"" "

نجح عشرات الآلاف في النجاة بحياتهم في رحلة أشبه بالمستحيلة، وهربوا تاركين أموالهم وبيوتهم ومصادر دخلهم وكل ما يملكونه خلفهم، ونزحوا إلى بورتسودان، بحثا عن الأمان.

ولكن الأمان يبقى حلما للعديد منهم بسبب الأسعار المبالغ بها للعقارات التي لا تتناسب بأي شكل من الأشكال مع دخل المواطن السوداني، أو النازح السوداني، بكل تأكيد.

فمنذ بداية الحرب، التي تستمر في التوسع للسيطرة على مناطق وولايات جديدة كل فترة، ترتفع أسعار العقارات بشكل فلكي.

ففي بورتسودان، الشقق المفروشة التي كانت تتراوح أسعار إيجارها اليومية من 25 إلى 35 ألف جنيه سوداني، (41- 58 دولارا) باتت تكلف بين 35 و150 ألف جنيه سوداني (58-249 دولارا) في اليوم.

إذا قررت الأسرة استئجار الشقة بالشهر بدلا من اليوم، يرتفع الإيجار إلى أكثر من 700 دولار، ويصل أحيانا إلى 1200 دولار أميركي.

بينما لا يتجاوز دخل المواطن السوداني 525 دولارا "سنويا".

أما اليوم، فقد دُمرت الشركات ونُهبت المحلات وتوقفت المؤسسات الحكومية والخاصة عن العمل، وجُرد السودانيون من كل مصادر أمانهم.

تعزى الزيادة، بحسب أصحاب العقارات، لانتكاس سعر الجنيه السوداني مقابل الدولار، الأمر الذي ينعكس سلبا على أسعار مواد البناء.

بالتالي بات أصحاب العقارات يتكلفون مبالغ أكبر لإعمارها وترميمها وتأهيلها، ويحاولون لاحقا استرداد هذه المبالغ من المستأجرين، وذلك بحسب تصريحات لرئيس شعبة المكاتب العقارية بولاية البحر الأحمر، مالك عبدالله عكام، لوسائل إعلام سودانية.

في المقابل، يربط خبراء اقتصاد، الارتفاع الحاد إلى زيادة الطلب، وبالتالي ارتفاع الأسعار.

المواطنون، اختاروا تبرير الواقع بـ"جشع ملاك العقارات" الذين "يتاجرون" بأزماتهم، حتى باتوا مضطرين لافتراش الشوارع. فحتى مراكز الإيواء تشهد اليوم اكتظاظا حادا بسبب التدفق الكبير للنازحين.

ويتوزع آلاف السودانيين على 20 مركز إيواء في ولاية البحر الأحمر، التي كانت في الأصل مدارس أو دور عبادة أو صالات أفراح، وهي ليست مجهزة بالحد الأدنى للحياة.

وبجولة بسيطة على الصفحات والحسابات السودانية على السوشيال ميديا، تجد منشورات النازحين اليائسين الباحثين عن أي سقف يأويهم من شرور الشارع، مستمرة في التدفق.

بعض المنشورات تحدثت عن نساء بمفردهن لا يملكن مكانا يلجأن إليه، أسر بأطفالها، أسر يرافقها كبار سن، وغيرهم، يتشاركون جميعهم قلة الحيلة.

واستمرت الحرب لأكثر من 9 أشهر، أسفرت عن مقتل أكثر من 13 ألف شخص، وتهجير أكثر من 7.5 ملايين، داخل البلاد وخارجها، بحسب الأمم المتحدة.