"عين أبو عبيدة" تشغل إسرائيل

اسم أبو عبيدة ارتبط في الحرب الجارية على قطاع غزة بالتحديثات الميدانية الدعائية لحركة حماس مثل عدد الجنود والمركبات الإسرائيلية التي تقول حماس إنها نجحت في استهدافها، أو أحوال الأسرى المحتجزين لدى الحركة في غزة.

لذلك أصبح صوته ولثامه الأحمر أشهر عناصر الحرب النفسية والدعائية التي ترافق الاقتتال العسكري في الميدان.

الإسرائيليون يقولون إنهم لم يعطوا اهتماماً كبيراً لتصفية أبو عبيدة بعد ظهوره الأول في عام 2006 لإعلان اختطاف الجندي جلعاد شاليط، وأن ذلك سمح له "بالنمو والتطور" إلى أن أصبح وجوده سبباً في "ضرر كبير لإسرائيل" بحسب والا.

الموقع الإسرائيلي ينقل عن مسؤول أمني كبير قوله إن أبو عبيدة شخص واحد، لكنه "يُنشط العديد من الأشخاص الذين ينتجون الدعاية الكاذبة ضد إسرائيل" ويستخدم وسائل الاتصال الغربية ومواقع التواصل الاجتماعي "لبث الرعب والخوف".

ويصف المسؤول ذلك بـ"حرب نفسية متطورة للغاية تؤثر على المجتمع الإسرائيلي بما في ذلك في قضية المناورة البرية والمختطفين وما هو أبعد من ذلك".

وظيفياً، يشرف أبو عبيدة على دائرة الإعلام العسكري في كتائب القسام التي تنتج مقاطع فيديو "المثلث الأحمر" لاستهداف القوات الإسرائيلية وتوثيق عمليات عناصر الحركة.

لذلك تنقل والا عن مسؤول أمني رفيع قوله إن أبو عبيدة هو من يقف وراء استراتيجية تصوير هجوم 7 أكتوبر بالتفصيل ونشر مقتطفات منه على مواقع التواصل الاجتماعي.

ترى إسرائيل في ذلك خطراً على عدة أصعدة، أحدها هو رفع شعبية الأعمال المسلحة والتحريض على المزيد العمليات ضد إسرائيل ونشر الخوف والذعر في صفوف الإسرائيليين والتشكيك في مصداقية ما يقوله الجيش الإسرائيلي لشعبه.

خلال الحرب الإسرائيلية على غزة بعد هجوم "طوفان الأقصى"، كان أبو عبيدة أكثر عناصر حماس ظهوراً في الإعلام بخطاباته الدعائية المسجلة.

لذلك أصبح أبو عبيدة واجهة المعارك وارتبطت الحرب بصورته وظهوره كمؤشر رمزي على عدم انكسار حماس بعد.

خاصة في ظل تغيب كلاً من يحيى السنوار رئيس حماس في غزة ومحمد الضيف القائد العام للقسام عن الخطابات الإعلامية منذ 7 أكتوبر.

هذا الأمر دفع مسؤولين أمنيين إسرائيليين للمطالبة ببذل جهود كبيرة للقضاء على أبو عبيدة مثل التي يبذلها الجيش حالياً في الوصول لرأس يحيى السنوار وشقيقه محمد وغيرهم من القادة الكبار في القسام مثل رافع سلامة قائد لواء خان يونس، وعز الدين حداد قائد لواء غزة، ومحمد شبانة قائد لواء رفح.

إسرائيل كانت قد ألقت منشورات على خان يونس تحمل صور الشقيقين السنوار، وسلامة، والضيف وتعرض مكافآت تتراوح ما بين 100 إلى 400 ألف دولار لأي شخص يدلي بمعلومات عنهم.

الحكومة الإسرائيلية ترى أن النجاح في قتل أي من أولئك القادة سيمنحها صورة الانتصار المطلوبة لحفظ ماء الوجه فيما يتعلق بالانتقام للسابع من أكتوبر وتنفيذ أهداف العملية في كسر حركة حماس.

وينقل موقع دايلي بيست عن رئيس محطة CIA السابق دوغ لندن قوله إن أبو عبيدة يعتبر الراوي الرئيسي للمعارك في غزة.

ويشرح: "إذا تمكنت إسرائيل من إلقاء القبض على أبو عبيدة أو قتله، فيمكنها ادعاء النصر، ومن المحتمل أن يضعه موظفو العمليات النفسية الإسرائيلية لديهم على رأس قائمتهم، وسيؤثر على عدوهم".

نجاح شخصية أبو عبيدة هو أنها أصبحت كـ"العلامة التجارية" لتضخيم رسائله بحسب دوغ لندن رئيس محطة CIA السابق.

الخبير الأمني الذي خدم في أكثر من دولة في الشرق الأوسط قال إن تقديراته أن حماس ربما على مر السنين اعتمدت على أكثر من شخص ليقوم بدور أبو عبيدة. لكنه قال إن ذلك مجرد تخمين.

"من المحتمل أن يكون هناك فريق يقوم بإعداد الإنتاجات، مما يسهل استمرارها بغض النظر عن المكان الذي قد يكون فيه أبو عبيدة الأصلي، أو إذا قُتل".

ويخلص دايلي بيست إلى أنه حتى في حال تمكن الجيش الإسرائيلي في نهاية المطاف من القبض على أبو عبيدة أو قتله، فإن حماس قد ترد بأن هذا ليس أبو عبيدة الحقيقي، وإخراج شخص آخر للإعلام لينوب عنه.