لماذا عاد شاليط للصورة مجددا؟

بحسب القناة 12 الإسرائيلية، بادر غلعاد شاليط لمخاطبة أهالي الأسرى الإسرائيليين في الأيام الأولى من الحرب وعرض عليهم المساعدة والالتقاء بهم، لكنه لم يجد أذناً صاغية من عائلات المحتجزين.

خوف الأهالي في ذلك الحين من لقاء شاليط كان نابعاً من الاعتقاد بأن الجيش والحكومة سيتمكنا من استعادة أبنائهم بسرعة من غزة وأنه من غير المعقول أن يظلوا في الأسر لمدة طويلة مثلما حدث مع شاليط.

لكن بعد مرور حاجز الـ100 يوم على الحرب دون التمكن من تحرير الأسرى العسكريين، عدا أسيرة عسكرية واحدة، قبلت العائلات طلب الاجتماع مع "عميد الأسرى" ليسمعوا منه عن تجربته وما مر به.

المصادفة هي أن أحد المحتجزين في غزة عمير شيم توف كان قد حضر قبل 15 عاماً مظاهرة للمطالبة بالإفراج عن شاليط.

أثناء اللقاء، عبّر شاليط عن دعمه لعائلات المحتجزين وحاول غرس الأمل في نفوسهم عبر اطلاعهم على ما مر به خلال سنوات احتجازه الخمس في غزة، وكيفية تعامله مع الظروف وطرق التكيف والبقاء.

أخبرهم شاليط أيضاً عن القدرة على إعادة تأهيل المحتجزين وبناء حياة جيدة ومكتملة لهم بعد إطلاق سراحهم.

حركة حماس كانت قد نشرت مقاطع فيديو لشاليط وهو يشوي اللحم على شاطئ البحر رفقة عناصرهم، وأيضاً وهو يمارس الرياضة ويحلق شعره، وهو ما قد يساعد على طمأنة العائلة حول ظروف الاحتجاز في غزة.

لكن بمجرد نشر الخبر على مواقع التواصل الاجتماعي، كانت ردود بعض الإسرائيليين بأن تجربة شاليط "ليست ذات صلة"، لأنه عندما تم احتجازه، لم تكن هناك حرب واجتياح بري ودمار شاسع، ولم يكن على الأرجح محتجزاً في الأنفاق، وكان هناك دخول أكبر للطعام والشراب لغزة.

وقال آخر إن حماس تحتجز حالياً 136 إسرائيليا، وليسوا بحاجة للإبقاء عليهم جميعاً أحياء، بل يكفي أن يبقى بضعة منهم على قيد الحياة للوصول لصفقة مثل صفقة شاليط.

إسرائيليون آخرون رأوا أن لقاء شاليط مع العائلات نذير شؤم بأن الأسرى سيقبعون في الأسر لمدة طويلة قبل أن ترضخ الحكومة الإسرائيلية للضغوط الشعبية طالما بقي نتنياهو في الحكم.

وقال أحدهم "الحقيقة القبيحة خير من الكذبة الجميلة: نتنياهو لن يطلق سراح المختطفين، بل يستغلهم سياسياً، ولن يسعى إلى إطلاق سراحهم إلا عندما يكون ذلك في صالحه سياسياً. لقد فعل الشيء نفسه مع جلعاد شاليط".

وقال أخصائي الذكاء الاصطناعي الإسرائيلي عاميت مانديلباوم بأن نتنياهو لم "يرضخ" في عام 2011 لحملة تحرير جلعاد شاليط عندما وافق على صفقة التبادل.

بل وافق عليها لتشتيت الانتباه عن التظاهرات الواسعة التي قادتها الناشطة دافني ليف، وهو ما كان يهدد استمرار حكومته آنذلك.

الصحافي اليميني وعضو الكنيست السابق ينون ميغال ناشد نتنياهو بألا يقبل "صفقة انهزامية" مثل صفقة شاليط، وهو ما أثار غضب المعارضة الإسرائيلية.

اليمين الإسرائيلي يرى بأن تحرير شاليط جاء بنتيجة عكسية كونه أعطى الفلسطينيين أملاً بأن اختطاف المزيد من الإسرائيليين هو السبيل لتحرير الأسرى الفلسطينيين.

يضاف إلى ذلك اعتقاد بعض الإسرائيليين بأن صفقة شاليط كانت سبباً غير مباشر في هجوم طوفان الأقصى في 7 أكتوبر، ومقتل أكثر من 1200 إسرائيلي.

ففي عام 2011، كان من بين المعتقلين الفلسطينيين المفرج عنهم يحيى السنوار رئيس حركة حماس في غزة، والذي تصفه إسرائيل بالعقل المدبر لهجوم 7 أكتوبر.

بالإضافة لقادة آخرين مثل توفيق أبو نعيم الذي أسس جهاز الأمن الداخلي في غزة، وحسام بدران عضو المكتب السياسي لحماس، وزاهر جبارين مسؤول ملف الأسرى في الحركة.