لماذا غضب بايدن من نتنياهو؟

أفاد موقع أكسيوس أن آخر مكالمة معروفة بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي كانت في 23 ديسمبر الماضي، وانتهت بإنهاء الرئيس الأمريكي المحادثة بغضب بسبب رفض نتنياهو الإفراج عن عائدات الضرائب الفلسطينية التي تحتجزها إسرائيل.

وأموال الضرائب المحتجزة تعرف باسم أموال "المقاصة" وهي الضرائب المستحقة للسلطة الفلسطينية، وعادة ما تجمعها إسرائيل ثم تعطي كل شهر السلطة الفلسطينية حصتها.

ويقول المراقبون إن نتنياهو يشعر بقلق كبير بشأن بقاء حكومته وحياته المهنية. وكتب وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير على منصة إكس: "نهاية الحرب تعني نهاية الحكومة".

وشهدت إسرائيل قبل ٧ أكتوبر مظاهرات ضد بنيامين نتنياهو بسبب التعديلات القضائية التي كان نتنياهو عازما على تنفيذها.

وبحسب ما ورد في موقع سيمافور الأميركي فإن مسؤولي البيت الأبيض وبرغم الخلافات مع نتنياهو لم يتركوا مجريات الحرب في غزة، فهم على اتصال منتظم مع عضو مجلس الوزراء الحربي لنتنياهو ووزير الدفاع السابق بيني غانتس، الذي اختلف مع رئيس الوزراء بشأن الأهداف العسكرية الإسرائيلية في غزة.

يقول موقع أكسيوس إن صبر الرئيس الأميركي بدأ ينفد تجاه نتنياهو الذي رفض مرارا طلبات بايدن في الحرب أو تهرب منها.

إحدى القضايا التي يختلف عليها بايدن ونتنياهو هي مصير الإسرائيليين المتبقين الذين تحتجزهم حماس كرهائن. ويعتقد المسؤولون الأميركيون أن نتنياهو يتعمد تأخير التقدم في هذه القضية لأن عودة الرهائن ستلزم إسرائيل بسحب قواتها من غزة، وهذا ما لا تريده تل أبيب بحسب مراقبين لأن ذلك يكتب نهاية الحكومة الإسرائيلية.

وقال أحد أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين لموقع أكسيوس: "في كل موقف، تجاهل نتنياهو بايدن".

وأضاف عضو مجلس الشيوخ لأكسيوس أن البيت الأبيض يشعر بالإحباط بسبب عدم رغبة الزعيم الإسرائيلي في بذل المزيد للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة أو مناقشة خطط ما بعد الحرب.

ويقول المسؤولون إنهم يشعرون بقلق متزايد من أن إسرائيل لن تفي بجدولها الزمني للانتقال إلى عمليات منخفضة الكثافة في القطاع بحلول نهاية يناير الجاري.

يواجه بايدن في أميركا دعوات لتغيير دعمه المطلق للحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، ويقول مراقبون إن بايدن عليه أن يقرر ما إذا كان سيلجأ "لتغيير المسار" في التعامل مع نتنياهو، كما كتب أحد الدبلوماسيين الإسرائيليين لصحيفة "هآرتس".

وقال إن أحد الخيارات "الجريئة" التي يتعين على بايدن تصحيح مسارها هو تقديم رؤية الولايات المتحدة لغزة ما بعد الحرب إلى إسرائيل، والتي "بالضرورة" ستشمل دعما للسلطة الفلسطينية، على حد تعبيره.

لكن الدلائل التي ظهرت في الأيام الماضية تظهر أن الحرب في غزة قد تصاعدت بالفعل إلى صراع إقليمي بالوكالة من اليمن حتى لبنان والعراق وإيران، وأن المزيد من التصعيد قد يكون لا مفر منه في الأيام المقبلة.

وقال سياسيون أميركيون إن على أميركا أن تبدأ في وضع شروط على المساعدات العسكرية لإسرائيل. وفي رسالة إلى بايدن قبل عيد الميلاد، حثت مجموعة من الديمقراطيين الرئيس على استخدام نفوذ الولايات المتحدة من أجل "تحول فوري وكبير في الاستراتيجية والتكتيكات العسكرية في غزة".