ماذا تعني إعادة الحوثي إلى "التنظيمات الإرهابية"؟

خلال فترة حكم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، أدرجت إدارته الحوثيين على قائمتي "التنظيمات الإرهابية الأجنبية"، و"الكيانات الإرهابية العالمية المصنفة بشكل خاص" معا.

وبعد تسلم الرئيس جو بايدن مفاتيح السلطة بنحو ثلاثة أسابيع في يناير 2021، أصدرت إدارته قرارا يلغي قرارات سلفه.

جاء قرار إدارة بايدن حينها ردا على مخاوف مجموعات إغاثة من أنها قد تضطر إلى الانسحاب من اليمن لأنها ملزمة بالتعامل مع المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق كثيرة من بينها العاصمة صنعاء.

بعد مرور 3 سنوات من إلغاء التصنيف، أصدر البيت الأبيض أمرا تنفيذيا لإعادة إدراج التنظيم على قائمة "الكيانات الإرهابية العالمية"، وفقا لمجلة فورين بوليسي.

وتعتبر العقوبات التي يفرضها التصنيف الأخير أقل صرامة، حيث يسمح للمساعدات التي توجه للشعب اليمني من تجنب أية مخالفات قانونية، وفقا لما ذكره المتحدثُ باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر.

يفيد موقع مكتب مراقبة الأصول الأجنبية أن التصنيف، الذي سيدخل حيز التنفيذ في 16 فبراير 2024، يشمل عقوبات مثل "حظر المعاملات التي تتم بين مواطنين أميركيين أو أشخاص داخل الولايات المتحدة، وجماعة أنصار الله"، في إشارة إلى عناصر جماعة الحوثيين.

وسيمكن هذا الحظر من منع وصول عناصر الجماعة إلى النظام المالي الأميركي كما سيمكن من متابعة مصادر التمويل ما يساعد على وقف تدفق الموارد التي توفرها شبكات الدعم.

أصدرت وزارة الخزانة الأميركية تصاريح تسمح بمعاملات معينة تتعلق بالحوثيين، بما في ذلك المعاملات المتعلقة بشراء السلع الزراعية، والأدوية، والأجهزة الطبية، والاتصالات، والتحويلات الشخصية.

كذلك أُجيزت المعاملات مع الحوثيين فيما يتعلق بعمليات الموانئ والمطارات وكذلك المنتجات النفطية المكررة في اليمن.

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قال إن القيود والعقوبات المرتبطة بالتصنيف لن تدخل حيز التنفيذ لمدة 30 يوما.

فما سبب التأخير؟

بحسب بلينكن، "يهدف التأجيل إلى ضمان الحد الأدنى من عدم تأثر تدفق المساعدات والسلع التجارية إلى المدنيين اليمنيين".

كما أوضح وزير الخارجية الأميركي أنه "يمكن التراجع عن القرار إذا أنهى الحوثيون هجومهم على حركة المرور البحرية"، غير أن الحوثيين ردوا في نفس اليوم، الأربعاء 17 يناير، أنهم لن يوقفوا هجماتهم.

يقول خبراء لوكالة أسوشيتدبرس إن التصنيف، في صيغته المخففة، يهدف لتحقيق التوازن الذي يحمي تدفق المساعدات الإنسانية التي يحتاجها الشعب اليمني.

ويعتقد آخرون أن العقوبات الأميركية قد يكون لها تأثير ضئيل على الحوثيين، وهم جماعة معزولة نسبيا ولديها القليل من الأصول المعروفة في الولايات المتحدة، التي يمكن تهديدها.

من جهته، يقول المدير المساعد لمنظمة أوكسفام أميركا، سكوت بول، لوكالة فرنس برس، إن القرار لن يؤدي إلا إلى إضافة "مستوى آخر من عدم اليقين والتهديد لليمنيين الذين ما زالوا عالقين في واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم".