أميركا تبحث عن "يد إيران الخفية" في اليمن

وفقاً لتقارير استخباراتية، تلقت بلينكس نسخة منها، تم رصد قادة وخبراء من نخبة "الحرس الثوري الإسلامي الإيراني" بشكل ميداني في اليمن، كما تم رصد هؤلاء وهم يلعبون دوراً مباشراً في هجمات الحوثيين على حركة الملاحة التجارية في البحر الأحمر.

وتشير تلك التقارير، أنه تم نشر مُشغلين للصواريخ والطائرات بدون طيار ومدربين من الحرس الثوري الإيراني في اليمن، بالإضافة إلى أفراد يُقدمون الدعم الاستخباراتي التكتيكي للحوثيين.

يقول جاي سولومون، زميل زائر مميز في "زمالة سيغال" بالعاصمة الأميركية واشنطن، ومؤلف الكتاب، "حروب إيران: التي أعادت تشكيل الشرق الأوسط"، إن عدداً من المسؤولين الأميركيين ومن الشرق الأوسط، أكدوا له، أن الحرس الثوري الإسلامي الإيراني، أشرف أيضاً من خلال "فيلق القدس" التابع له في الخارج، على نقل الطائرات الهجومية بدون طيار وصواريخ "كروز" والصواريخ الباليستية متوسطة المدى إلى الحوثيين، لاستخدامها في العمليات الحوثية في البحر الأحمر ضد أهداف إسرائيلية.

البيت الأبيض كان قد رفع السريّة الشهر الماضي عن بعض المعلومات المتعلقة بدعم إيران للحوثيين في اليمن، ولكن لم تتضمن تلك المعلومات أي إشارة لوجود ميداني لعناصر "للحرس الثوري" في اليمن، أو إلى دور شهلائي في عمليات الحوثيين، في خطوة وصفها المراقبون آن ذاك، "لتجنب المواجهة المباشرة مع إيران".

وحذّر المراقبون وقتها، أن اعتراف البيت الأبيض بالوجود الميداني للحرس الثوري في اليمن، يهدد بإشعال مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة مع استمرار الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزّة.

في غضون ذلك، أفادت التقارير الاستخباراتية الأميركية، أن الوجود العام للحرس الثوري الإسلامي الإيراني داخل اليمن، هو تحت إشراف الجنرال الإيراني عبد الرضا شهلائي، والمتواجد حالياً في طهران.

وكشف الباحث الأميركي سولومون، أن الاستخبارات الأميركية الـ CIA لديها اقتناع أن شهلائي منخرط بشدة في "العمليات الإرهابية" التي تقوم بها طهران في الخارج من خلال دوره كنائب قائد "فيلق القدس"، مشيراً إلى أن إدارة ترمب حاولت اغتياله بالفعل في غارة لطائرة بدون طيار عام 2020 في اليمن، لكنه نجا منها.

وتابع، كانت طهران قادرة سابقاً على تنفيذ عمليات عن طريق الحوثيين بتكلفة منخفضة للغاية، لكن هذا الثمن قد يرتفع الآن إذا استمر التهديد الحوثي للملاحة البحرية في البحر الأحمر.

ولم يستبعد سولومون، سقوط عناصر من الحرس الثوري الإيراني بشكل مباشر في غارات الولايات المتحدة ضد الحوثيين، قائلاً "مع الضربات الجوية المتتالية للولايات المتحدة وحلفائها ضد الأهداف الحوثية فإن هذا يزيد من احتمال إلحاق الولايات المتحدة الأذى بعناصر الحرس الثوري أيضاً".

الجنرال عبد الرضا الشهلائي، المعروف أيضاً باسم عبد الرضا شهلاي، هو قائد رفيع المستوى في قوة القدس وقوات الحرس الثوري الإيراني.

لديه تاريخ حافل باستهداف الأميركيين وحلفاء الولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم، حيث خطط لاغتيالات متعددة بين صفوف قوات التحالف في العراق وعمل على تزويد الجماعات المتحالفة مع إيران بالأسلحة والمتفجرات، كما خطط لهجوم في كربلاء بالعراق في 20 يناير 2007، أسفر عن مقتل 5 جنود أميركيين وجرح ثلاثة آخرين.

في ديسمبر 2019، عرضت وزارة الخارجية الأميركية مكافأة قدرها 15 مليون دولار مقابل معلومات تؤدي إلى شهلائي وتعطيل الآليات المالية للحرس الثوري الإيراني، وصنفته وزارة الخزانة الأميركية في عامي 2008 و2011 كإرهابي عالمي من نوع خاص (SDGT)، كما صُنف أيضاً في المملكة العربية السعودية والاتحاد الأوروبي وبريطانيا والبحرين في عام 2018.

كما أنه متّهم بالضلوع والإشراف على مؤامرة إيران الفاشلة عام 2011 لاغتيال سفير السعودية لدى الولايات المتحدة آنذاك، عادل الجبير، في أحد مطاعم العاصمة واشنطن.

الجنرال المتقاعد كينيث ماكنزي، القائد العام للقيادة المركزية الأميركية في الشرق الأوسط، قال الأسبوع الماضي، في منتدى بالعاصمة واشنطن، حول أزمة البحر الأحمر، إن إيران لديها بالفعل "يد خفية" في اليمن، مع وجود الكثير من الإيرانيين، من عناصر فيلق القدس على الأرض في اليمن.

وأضاف لقد خاض "الحوثيون، أو الذراع اليمنية للحرس الثوري، حرباً ضد السعودية والحكومة اليمنية، وهم الآن يخنقون الشحن العالمي في مضيق باب المندب بثمن منخفض جداً بالنسبة لإيران".

تصريحات ماكنزي، جاءت لتعكس اتجاهاً عاماً لدى جناح الصقور في واشنطن، بضرورة أن تدفع إيران الثمن، لاسيما أن التقارير الاستخباراتية تشير إلى أن الصراع بين واشنطن والحرس الثوري الإيراني، هو في الحقيقة "صراع دم" يعود لعقود من الزمن.