دولة فلسطينية منزوعة السلاح.. ماذا نعرف عن الفكرة الجديدة-القديمة؟

تُعرّف الدول المجردة من السلاح والقوات المسلحة، أنها تلك "المناطق التي يحظر فيها وجود أي مقاتلين أو أسلحة أو معدات أو مرافق عسكرية، ولا يجوز أن تنطلق منها أي أعمال أو نشاطات عدائية تساند أو ترتبط بالعمليات العسكرية" بحسب تعريف مكتبة داغ همرشولد التابعة للأمم المتحدة.

وخلال الصراعات المسلحة فإن المناطق المنزوعة السلاح يتفق عليها الأطراف المتصارعة، ولا يجوز احتلالها أو استخدامها لأغراض عسكرية من قبل أي طرف، بحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وتنشأ هذه المناطق بموجب اتفاق شفاهي أو كتابي في أوقات السلم أو حتى في أوقات الصراع، ويجب أن تستوفي 4 شروط، بحسب الصليب الأحمر:

• إجلاء جميع المقاتلين وكذلك الأسلحة المتنقلة والمعدات العسكرية، منها.
• لا يجوز استخدام المنشآت أو المؤسسات العسكرية الثابتة بشكل عدائي.
• عدم ارتكاب أي أعمال عدائية من قبل السلطات أو السكان.
• توقف جميع الأنشطة المرتبطة بالمجهود العسكري.

الاتفاقيات التي تحدد هذه المناطق يجب أن تصف بدقة حدود المنطقة أو الدولة، وتحديد أساليب الإشراف، إضافة إلى إمكانية وجود قوات من الشرطة لحفظ النظام.

وفقا لاتفاق أوسلو الموقع عام ١٩٩٣ بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، والذي يهدف في نهاية المسار إلى إقامة سلطة حكومة ذاتية انتقالية فلسطينية، حوى بين طياته تأسيس قوة شرطية فلسطينية عبر المجلس المنتخب لفترة انتقالية، حسب بنود الاتفاق.

يشير الاتفاق إلى أن إسرائيل ستستمر في مسؤولية الدفاع ضد التهديدات الخارجية، وكذلك مسؤولية أمن الإسرائيليين؛ بغرض حماية أمنهم الداخلي والنظام العام، ما يعني دولة ذات قوات شرطة، دون جيش.

خلال السنوات التالية، تحدث قادة فلسطينيون وإسرائيليون عن فكرة الدولة منزوعة السلاح.

في العام ٢٠٠٩، وخلال خطاب في جامعة بار إيلان، قال نتنياهو إنه مستعد لإبرام اتفاق سلام يشمل قيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح مقابل اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل باعتبارها "دولة الشعب اليهودي"، بحسب رويترز.

وفي أكثر من مناسبة، خرج الرئيس الفلسطيني محمود عباس ليتحدث عن تأييده لدولة فلسطينية منزوعة السلاح، مثل تصريح يعود للعام ٢٠١٨، نقلته صحيفة تايمز أوف إسرائيل.

في معرض حديثه لصحيفة نيويورك تايمز عام ٢٠١٤، ومع الإشارة إلى عدم وجود جيش لدولة فلسطين المستقبلية ولكن قوة شرطة فقط؛ تتولى قوة تابعة لقوات حلف شمال الأطلسي، الناتو، مسؤولية منع تهريب الأسلحة، ومكافحة الإرهاب.

واقترح رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، على وزير الخارجية الأميركي، في ذلك الوقت، جون كيري، أن تقود الولايات المتحدة قوة تابعة للحلف دوريات في الدولة الفلسطينية المستقبلية إلى أجل غير مسمى، مع نشر القوات في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية، وعلى جميع المعابر، وداخل القدس الشرقية.

وبعد شهر من اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر الماضي، تحدث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن دولة فلسطينية مستقبلية يمكن أن تكون منزوعة السلاح مع وجود قوات أمن دولية مؤقتة لتحقيق الأمن لها ولإسرائيل.

وأشار السيسي في تصريحات نقلتها رويترز "قلنا إن إحنا مستعدين يبقى هذه الدولة منزوعة السلاح، وأيضا مع ضمانات بقوات سواء هذه القوات من الناتو، أو قوات من الأمم المتحدة أو قوات عربية أو أميركية زي ما أنتم عايزين حتى نحقق الأمن للدولتين، الدولة الفلسطينية الوليدة والدولة الإسرائيلية".

ورفضت الدول العربية اقتراحات بإرسال قوة عربية لتوفير الأمن في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب.