نتنياهو يريد تحرير الأسرى بـ"الراديو"

بحسب موقع يديعوت أحرونوت، نتنياهو رفض مقترح حماس لعقد صفقة تبادل مشترطة بإنهاء الحرب أولاً، وأخبر عائلات الأسرى بأنه إذا قبلت إسرائيل بإيقاف القتال بشكل رسمي، فلن يكون من الممكن استئناف الحرب مرة أخرى لأن حماس تطلب ضمانات دولية بالهدنة.

في الوقت نفسه، لم يقدم نتنياهو أي بديل جدي للعائلات لتحرير ذويهم، سوى مقترح بهدنة إنسانية مؤقتة أخرى مقابل عودة الأسرى وهو ما رفضته حماس من قبل.

هذا يعني أن رئيس الوزراء الإسرائيلي وضع استمرار الحرب بشكل ضمني كأولوية أهم من استعادة المحتجزين، وزاد الأمر سوءًا أنه أخبر العائلات بشكل صريح بعدم وجود خطة لتحرير أبنائهم عسكرياً.

ولكن نتنياهو جادل بأن استمرار الحرب سيرفع من الضغط على حركة حماس للإفراج عن الإسرائيليين لديها.

وفي خطاب حماسي للشعب الإسرائيلي، كرر نتنياهو رفضه لإيقاف الحرب مقابل استعادة الأسرى، وقال "لو وافقنا على ذلك لكان جنودنا قد قتلوا هباءً، ولن نكون قادرين على ضمان أمن مواطنينا، ولن نتمكن من إعادة الأشخاص الذين تم إجلاؤهم إلى منازلهم بأمان، وسيكون السابع من أكتوبر المقبل مجرد مسألة وقت".

بعض القادة الإسرائيليين يرون بأن هدف نتنياهو الرئيسي من عدم إنهاء الحرب في غزة وبالتالي رفض عرض حماس هو هدف شخصي لتأمين بقائه في الحكم.

على سبيل المثال، نقلت صحيفة هآرتس عن وزير في كابينت نتنياهو الأمني قوله إن الحرب "لا مستقبل لها" وأن ما يفعله نتنياهو ببساطة هو شراء الوقت للتهرب من سؤال مسؤوليته عن 7 أكتوبر وما تلاها.

وكان شقيق الأسير المحتجز في غزة إستحاق إلجيرت قد قال إن "اللعبة انتهت في غزة، وخسرنا هناك. نحن متوهمون"، واتهم إلجيرت نتنياهو باستعمال الرهائن كدروع بشرية للبقاء في منصبه.

ودعا رئيس المعارضة الإسرائيلية ورئيس الوزراء السابق يائير لابيد لعقد صفقة لاسترجاع المحتجزين في غزة بأي ثمن، قائلاً "من شأن هزيمة حماس أن تنتظر، إرجاع الرهائن من غزة لا يمكنه الانتظار".

وازداد الضغط بشكل كبير على زعيمي المعارضة بيني غانتس وغادي أيزنكوت اللذين انضما لحكومة مجلس الحرب بعد هجوم 7 أكتوبر حيث يطالبهم الجمهور بالاستقالة من الحكومة، وهو ما قد يؤدي لفقدان الثقة في تلك الحكومة وتفجير موجات غضب في الشارع.

عضوة الكنيست عن حزب الليكود تالي غوتليب تعتبر من حلفاء نتنياهو المقربين. لذلك عندما تعطي تصريحاً فإن بعض المراقبين يرونها تنطق بلسانه.

النائبة اليمينية المتطرفة خاطبت أهالي الأسرى الإسرائيليين بتعالي واتهمتهم بتقوية موقف حماس، بعد قيام بعضهم باقتحام جلسة للكنيست للاحتجاج على تلكؤ الحكومة في إتمام صفقة تبادل مع حماس.

وقالت غوتليب "أهالي المختطفين الأعزاء، نحن في حرب وجودية، وأنا أقول هنا إن حكومة إسرائيل تبذل كل ما في وسعها لإعادة المختطفين. الصراخ الآن، والثورات في اجتماعات الكنيست - هذا سلاح لحماس، وهو وقود لحماس، وهذا ما يعيق فعلياً تقدم صفقة إطلاق سراح المختطفين".

صحيفة معاريف التي نقلت ذلك تصريح وصفته بـ"المشين" في عنوان الخبر.

ويأتي هذا التصريح بعد أيام من اجتماع أثار الجدل بين سارة نتنياهو وعائلات الأسرى أمرتهم فيه بعد الظهور الإعلامي والعلني لأن ذلك يصب في مصلحة حماس، وسارع زوجها للتدخل لتخفيف التوتر عندما اعترض الأهالي على ذلك المطلب.

وزير الاتصالات الإسرائيلي عن حزب الليكود موشيه كاري هو صاحب فكرة تضخيم وبث موجات راديو الجيش نحو الأنفاق عبر نقلها لتردد AM بدلاً من FM.

الوزير قال إن هدف ذلك هو تخفيف اليأس بين الأسرى بحسب صحيفة جيروزاليم بوست التي قالت إن إذاعة الجيش تبث رسائل عدة مرات في اليوم بلا توقف تطمئن الأسرى الإسرائيليين وتقول لهم "ابقوا أقوياء. نحن نقاتل من أجلكم. لا تقلقوا. سنصل إليكم".

لكن هناك مشكلتان في هذه المبادرة الرمزية، الأولى هي افتراض أن الأسرى لديهم أجهزة راديو في أعماق الأنفاق.

والمشكلة الثانية بحسب الصحيفة هي أن الجنود بعد أن استولوا على أحد الأنفاق في شمال قطاع غزة، قاموا بالنزول لباطن ذلك النفق وهم يحملون معدات غير اعتيادية عبارة عن أجهزة راديو ترانزستور من الطراز القديم.

وكانت مهمة أولئك الجنود النزول لفحص على أي عمق توقفت أجهزة الراديو عن استقبال موجات الإذاعات الإسرائيلية، ولكنهم وجدوا بأن تلك النقطة كانت على عمق 10-12 متر، بينما أنفاق حماس أعمق من ذلك بكثير.