هارفرد تتخبط بين "معاداة السامية والإسلاموفوبيا"

عقب هجوم السابع من أكتوبر والاجتياح البري الإسرائيلي لقطاع غزة، امتدت أصداء الصراع إلى شوارع وحرم الجامعات حول العالم، وخصوصا في أميركا.

في جامعة هارفرد، مثلا، تسببت النقاشات الساخنة حول القضية الفلسطينية في استقالة رئيستها، كلودين غاي، من منصبها بعد رفضها التعليق على شعارات كانت تتردد خلال احتجاجات داعمة لغزة، والتي كان يُزعم أنها تشجع على إبادة اليهود.

وبسبب تزايد أعمال معاداة السامية ومعاداة الإسلام في الحرم الجامعي، قرر الرئيس المؤقت للجامعة، آلان غاربر، إنشاء فريقي عمل يركزان على فهم أسباب الأزمة وتحديد سبل التعامل معها، وفق إعلان نشرته الجامعة.

يفيد الإعلان أنه سيشترك في رئاسة فريق العمل المعني بمعاداة السامية ديريك بانسلار، أستاذ التاريخ اليهودي في كلية ويليام لي فروست في كلية الآداب والعلوم، ورافائيلا سادون، أستاذة تشارلز ويلسون لإدارة الأعمال في كلية هارفرد للأعمال.

في المقابل، يترأس فريق العمل المعني بالتحيز ضد العرب وكراهية الإسلام كل من وفائي فوزي، أستاذ ريتشارد سالتونستال لعلوم السكان، وعاصم إعجاز خواجة، أستاذ سوميتومو-فاسيد للتمويل الدولي والتنمية في كلية كينيدي بالجامعة.

لكن قرار تعيين بانسلار خلق جدلا واسعا انتقده الكثيرون ومن بينهم رئيس هارفرد السابق لورانس سامرز، الذي عمل أيضا وزيرا للخزانة في عهد الرئيس السابق بيل كلينتون.

بدأ فريق العمل المعني بمعاداة السامية في جامعة هارفرد في تلقي شكاوى جراء تعيين بانسلار، بسبب توقيعه على رسالة في أغسطس 2023، تنتقد إسرائيل وتتهمها بمخطط للتطهير العرقي للفلسطينيين، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز.

ونشر موقع ناشيونال ريفيو مقتطفات من الرسالة التي تقول: "نحن، أكاديميون ورجال الدين، وشخصيات عامة أخرى من إسرائيل وفلسطين وخارجها، نلفت الانتباه إلى العلاقة المباشرة بين هجوم الحكومة الإسرائيلية على السلطة القضائية، واحتلالها غير القانوني لأراضي ملايين الفلسطينيين".

وتذكر صحيفة نيويورك تايمز أن تعيين بانسلار قوبل بمعارضة من لورانس سامرز، رئيس جامعة هارفرد السابق، الذي اتهمه بالتقليل من أزمة معاداة السامية في جامعة هارفرد، ورفض "التعريف الذي تستخدمه الولايات المتحدة لمعاداة السامية باعتباره فضفاضا للغاية".

إلى جانب، سامرز، انتقد الملياردير بيل أكمان، مدير صندوق التحوط الذي ساهم بقدر كبير في استقالة غاي، بانسلار قائلا إن "تجربته لا تتناسب مع الوصف الوظيفي لفريق العمل المعني بمعاداة السامية".

لكن متحدثا باسم جامعة هارفرد عقّب على هذه الانتقادات موضحا أن بانسلار هو عالم مشهور في التاريخ اليهودي والإسرائيلي الحديث ويحظى بتقدير كبير باعتباره رائدا في مجاله وملتزما بشدة بمعالجة معاداة السامية وتحسين تجربة الطلاب اليهود في جامعة هارفرد، وفقا لموقع بلومبرغ.

سخر رئيس رابطة مكافحة التشهير المؤيدة لإسرائيل جوناثان غرينبلات من جامعة هارفرد معتبرا تعيين بانسلار خطوة لتعلم كيفية عدم مكافحة معاداة السامية.

ووصف غرينبلات في تدوينة على حسابه بمنصة إكس هذه الخطوة قائلا إنها "تبدأ بتسمية أستاذ يشهّر بالدولة اليهودية ويدعي أن "شرايين الكراهية تجري عبر الحضارة اليهودية" هذا لا يغتفر له على الإطلاق، ولهذا السبب جامعة هارفرد فاشلة".