90 ثانية على النهاية.. القصة الكاملة لـ"ساعة يوم القيامة"

من بين العوامل التي يُحدد من خلالها مدى اقتراب عقارب الساعة من "لحظة الفناء":

• التغير المناخي.
• مخاطر الذكاء الاصطناعي.
• التكنولوجيا الحيوية الجديدة.
• إلا أن العامل الأقدم هو التهديد النووي.

بسبب العامل الأخير، ولدت هذه الساعة في أربعينيات القرن الماضي.

فهذه "الساعة الرمزية" أطلقتها منظمة "نشرة علماء الذرة"، على يد علماء أميركيين شاركوا في مشروع مانهاتن، الذي نجح في إنتاج القنبلة النووية الأميركية، وشهدت البشرية أهوالها للمرة الأولى في العام 1945.

بعد انتهاء الحرب العالمية سعى هؤلاء عن طريق نشرتهم إلى توفير نظرة فاحصة للجماهير تشرح لهم كيف يمكن للمنجزات العلمية التأثير على البشرية.

بالإضافة إلى إمداد صناع السياسات أنفسهم بالمعلومات اللازمة للحد من التهديدات التي صنعها الإنسان على وجوده الفعلي، بحسب موقع جامعة شيكاغو.

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، بدت ملامح حرب أخرى في الظهور، هذه المرة بين قطبي العالم الشرقي والغربي، وظهرت بوادر سباق تسلح نووي بزعامة الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي.

حينها طلب المحرر المشارك بالنشرة هايمان غولدسميث من الفنانة مارتيل لانجسدورف أن تعد تصميم لأول نسخة من النشرة تصدر في هيئة مجلة في يونيو من العام 1947.

في البداية تخيرت لانجسدورف رمز اليورانيوم، إلا تصميمها النهائي استقر على هيئة ساعة، ترمز بإلحاح للحاجة إلى السيطرة على الأسلحة النووية، بحسب موقع نشرة علماء الذرة.

تقع الساعة الرمزية في مكتب "نشرة علماء الذرة"، الواقع في كلية هاريس للسياسات العامة بجامعة شيكاغو في الولايات المتحدة.

في البداية، احتفظ محرر النشرة يوجين رابينوفيتش، بقرار تحريك عقارب الساعة من عدمه، بناء على مناقشاته المستمرة مع العلماء والخبراء والمسؤولين الحكوميين حول العالم.

ولكن بعد وفاته في العام 1973، أصبحت مسؤولية تحريك عقارب الساعة بين يدي مجلس العلوم والأمن التابع أيضا للنشرة، والذي يجتمع مرتين كل عام لمناقشة أحداث العالم الساخنة، وإعادة ضبط الساعة.

ويتشاور المجلس مع عدد من الزملاء في مختلف التخصصات، وكذلك يتشاور مع مجلس رعاة النشرة الذي يضم ٩ حائزين على جائزة نوبل.

تستقر عقارب الساعة على 90 ثانية قبل منتصف الليل، وذلك بعد تحركها في العام 2023 إلى 100 ثانية.

وتقول رئيسة النشرة ومديرتها التنفيذية، راشيل برونسون، لوكالة رويترز إن بقاء الساعة دون تغيير ليس مؤشرا على أن العالم مستقر، بل إن بؤر الصراع الساخنة حول العالم من وجهة نظرها تحمل خطر التصعيد النووي.

وتعلق برونسون على الحرب في قطاع غزة قائلة: "كدولة نووية، من الواضح أن تصرفات إسرائيل ذات صلة بالحديث عن ساعة يوم القيامة".

تضيف: "ما يثير القلق الشديد أن الصراع قد يتصاعد على نطاق أوسع في المنطقة، ويؤدي إلى حرب تقليدية أكبر ويجذب المزيد من القوى النووية، أو القوى شبه النووية".

يذكر أن "أبعد نقطة عن يوم القيامة" كانت 1020 ثانية (17 دقيقة)، وذلك في العام 1991 مع نهاية الحرب الباردة وتوقيع الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي معاهدة خفض الأسلحة الاستراتيجية.