"واجب التحذير".. ما التدبير الأميركي الذي أنقذ روسيا ولم ينفع إيران؟

كانت صحيفة وول ستريت جورنال أول من ينقل الخبر عن مسؤول أميركي قال إنه "قبل الهجوم الذي شنّه تنظيم داعش في 3 يناير 2024، في كرمان، زوّدت الحكومة الأميركية إيران بتحذير خاص بوجود تهديد إرهابي داخل الحدود الإيرانية".

قال المسؤول للصحيفة: "اتبعت حكومة الولايات المتحدة سياسة واجب التحذير، والتي نفذّتها الإدارات المختلفة، لتحذير حكومات من تهديدات قاتلة محتملة"، مشيرا إلى أن "الولايات المتحدة تقدم هذه التحذيرات جزئيا، لأننا لا نريد أن نرى أرواحا بريئة تُزهق في الهجمات الإرهابية".

في المقابل، نفى "مصدر دبلوماسي مطلع"، لوكالة إرنا، المعلومات الواردة في تقرير وول ستريت جورنال.

وقال: "إذا كانت هناك رسالة أمنية متبادلة من قبل الولايات المتحدة، فقد كان ذلك بهدف أن تكون في مأمن من رد إيران، خصوصا بعد حرب غزة"، حسب ما ذكرت إرنا.

حسب الإدارة الأميركية يعني هذا الواجب، "تحذير الأشخاص الأميركيين وغير الأميركيين من:

• التهديدات الوشيكة بالقتل.
• أو الإصابة الجسدية الخطيرة.
• أو الاختطاف".

ووفق تفسير الإدارة "يجري تحديد النهج المتسق والمنسق لكيفية تقديم الإدارات الاستخباراتية للتحذير".

تؤكد الولايات المتحدة أن قرارها "لا يهدف إلى إنشاء أي حق أو منفعة قابلة للتنفيذ بموجب القانون أو في حقوق الملكية، من قبل أي طرف ضد الولايات المتحدة الأميركية أو إداراتها، أو وكالاتها أو كياناتها أو مسؤوليها".

تشارك الولايات المتحدة بشكل روتيني التحذيرات بشأن النشاط الإرهابي المحتمل مع الحلفاء والشركاء.

وفي بعض الحالات، تحذر أيضا خصومها، حسب وول ستريت جورنال التي لفتت إلى واقعة ديسمبر 2019، عندما شكر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ترمب على تبادل المعلومات الاستخبارية التي ساعدت الكرملين في إحباط "مؤامرة" في سان بطرسبرغ.

أورد بيان الكرملين وقتها أن بوتين "شكر نظيره الأميركي ترمب على المعلومات التي سلمتها السي آي ايه وأتاحت "كشف واعتقال مجموعة إرهابية كانت تجهّز لاعتداءات في سان بطرسبورغ".

"تبين أن المعلومات التي تلقتها السي آي ايه كانت كافية لرصد المجرمين والبحث عنهم واعتقالهم".

وقتها أشار الكرملين إلى أن المجموعة كانت تعتزم "تنفيذ تفجيرات في كاتدرائية سيدة قازان وأماكن أخرى مزدحمة بالناس في المدينة"، وفق فرانس برس.

وأعلنت أجهزة الاستخبارات الروسية، إف إس بي، حينها، أنها اعتقلت خلية تابعة لتنظيم داعش كانت تستعد لارتكاب اعتداءات في 16 ديسمبر في سان بطرسبورغ.

وأوضحت الأجهزة الروسية أنها ضبطت "عددا كبيرا من العبوات الناسفة وأسلحة آلية وذخائر"، لافتة إلى أن المجموعة كانت تخطط خصوصا لتنفيذ هجوم انتحاري، إضافة إلى مجازر وتفجيرات في أماكن مكتظة".

حسب تقرير الصحيفة، قال مسؤولون أميركيون إن الولايات المتحدة حذّرت إيران سرّا من أن تنظيم داعش يستعد لتنفيذ هجوم، وإن التنبيه السري جاء بعد أن حصلت واشنطن على معلومات استخبارية تفيد بأن فرع داعش في أفغانستان، كان يخطط لمهاجمة إيران.

وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم المعلومات الكافية فشلت إيران في منع التفجيرات في كرمان.

وكانت التفجيرات التي وقعت في كرمان، والتي أسفرت عن مقتل 84 إيرانيا وإصابة مئات آخرين، أكثر الهجمات الإرهابية دموية داخل إيران منذ عام 1979.

قال مسؤول أميركي سابق لوول ستريت جورنال إنه قد يكون هناك عدد من الأسباب التي تدفع واشنطن لتحذير إيران:

• بالإضافة إلى حماية المدنيين الأبرياء
• منع طهران من الرد على الهجوم بطريقة يمكن أن تؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار في المنطقة وربما تقويض المصالح الأميركية.