قاوَم الموت مرتين.. قصة إعدام أول أميركي بـ"النيتروجين"

تطرح الولاية هذه الطريقة بصفتها بديلا أبسط للإعدام بدلا من الحقن القاتلة.

تصف الولاية هذا البروتوكول الجديد بأنه "طريقة الإعدام الأكثر إنسانية، والأقل ألما التي عرفها الإنسان".

وتعتمد هذه الطريقة على "ضخ النيتروجين دون أكسجين"، حيث يُوضع قناع تنفس على وجه السجين، ويتم إطلاق الغاز دون هواء التنفس، ما يحرم الفرد من الأكسجين، ويؤدي إلى فقدان الوعي في بضع ثوان، وفي النهاية يُفارق الحياة في عدة دقائق.

أما الحقنة المستخدمة في عمليات الإعدام منذ العام ١٩٨٢ في الولايات المتحدة، فلها إجراء معين، إذ يجري ربط السجين على نقالة مبطنة، تُستخدم عادة لنقل المرضى في المستشفى، ويبدأ حقنه في الذراع.

وتتكون الحقنة المميتة من 3 مواد كيميائية:

1. ثيوبنتال الصوديوم: وهو مخدر من المفترض أن يؤدي إلى فقدان الوعي خلال 20 ثانية تقريبا.
2. بروميد البانكورونيوم: وهو باسط كليّ للعضلات، يؤدي تناوله بجرعات كبيرة إلى شل جميع العضلات ما يسبب الاختناق.
3. كلوريد البوتاسيوم: الذي يسبب توقفا قلبيا لا رجعة فيه.

وإذا سارت الأمور كما هو مخطط، فإن عملية الإعدام بالحقن تستغرق نحو 5 دقائق، وعادةً ما تحدث الوفاة بعد أقل من دقيقتين من الحقنة الأخيرة.

ومع ذلك، تتطلب الحقن المميتة الفاشلة، في بعض الأحيان، أكثر من ساعتين لتحقيق الوفاة.

كينيث سميث، صاحب تجربة أول إعدام بالنيتروجين، لديه قصة غريبة، إذ نجا من محاولة سابقة لإعدامه بالحقنة القاتلة.

في 17 نوفمبر 2022، ربط مسؤولو سجن ألاباما، سميث على نقالة لأكثر من ساعة، وحاولوا الوصول إلى عروقه وحقن المواد السامة، لكنهم لم ينجحوا.

وقبل منتصف الليل بقليل، اضطر مسؤولو السجن والولاية إلى وقف المحاولات المستمرة لإعدامه، ما جعله الشخص الثاني في أقل من شهرين، الذي ينجو من عملية إعدام فاشلة في ولاية ألاباما.

قبل المحاولة الأولى لإعدامه، قال سميث إنه لا يمكن الوثوق بسلطات ولاية ألاباما لتنفيذ الحكم دون تعذيبه، وهو ما يراه انتهاكا للتعديل الثامن للدستور الأميركي.

أما في المحاولة الثانية، هذه المرة بالغاز، فتم تأخيرها، لأنه كان يعاني من الغثيان، وسط مخاوف من أنه قد يتقيأ في القناع ويختنق.

وفي رحلة سميث الثانية والأخيرة إلى غرفة الإعدام يوم الخميس 25 يناير، تم تقييده على نقالة، وربطوا قناع التنفس الصناعي على وجهه.

بدأ الإعدام الساعة 7:53 مساء بالتوقيت المحلي، فيما أُعلنت وفاته الساعة 8:25 مساء، وبحسب وكالة أسوشيتد برس، استغرقت عملية الإعدام كاملة 22 دقيقة.

وبدا أن سميث ظل واعيا لعدة دقائق بعد تنشيط النيتروجين، وفقا لصحافيين سُمح لهم بمشاهدة عملية الإعدام.

في الطبيعي، من المفترض أن تستغرق عملية الإعدام بالغاز بضع دقائق فقط، بحسب المحكمة التي أصدرت الحكم.

مفوض السجون في ألاباما، جون هام، حاول شرح العملية بالقول: "يبدو أن سميث كان يحبس أنفاسه لأطول مدة ممكنة".

وأضاف "لقد قاوم القيود بعض الشيء، لكنها كانت حركة لا إرادية، وهذا كان متوقعا".

من وجهة نظر مقابلة، قال مستشار سميث الروحي، القس جيف هود: "لم نر شخصا يفقد وعيه خلال 30 ثانية، ما رأيناه كانت دقائق لشخص يكافح من أجل حياته".

وقبل تشغيل غاز النيتروجين، أدلى سميث ببيان نهائي مطول بدأه: "الليلة، تسببت ألاباما في تراجع البشرية خطوة إلى الوراء".

سعى خبراء حقوق الإنسان في الأمم المتحدة ومحامو سميث، إلى منع إعدامه بهذه الطريقة وقالوا إنها محفوفة بالمخاطر، ويمكن أن تتسبب في ألم خلال الوفاة أو تصيب المحكوم عليه دون قتله.

وجاء الإعدام بعد معركة قانونية، قال فيها محامو سميث إن الولاية تجعل من موكّلهم "موضوع اختبار لطريقة إعدام تجريبية".

وانتهت المحاولات بموافقة المحكمة العليا الأميركية، الخميس، على "الطريقة الجديدة للإعدام".

كتبت القاضية سونيا سوتومايور، التي عارضت الحكم مع قاضيين ليبراليين آخرين: "بعد فشلها في قتل سميث في محاولتها الأولى، اختارت ولاية ألاباما أن يكون فأر تجارب لاختبار طريقة إعدام، لم تُجرب من قبل".

ولم يصدر قضاة الأغلبية أي تصريحات.

في 18 مارس 1988، قتل كينيث يوجين سميث، إليزابيث سينيت، 45 عاما، بطريقة وحشية، بحسب حاكمة ولاية ألاباما كاي آيفي، التي أشارت إلى أن حكم إعدامه يأتي "بعد أكثر من 30 عاما ومحاولات متتالية للتلاعب بالنظام القضائي، رغم اعتراف سميث بجرائمه الفظيعة".

وأُدين سميث بقتل سينيت، بعد أن وافق على تلقي أجر من زوجها الواعظ، بقيمة 1000 دولار.