توفالو.. 3 دول تتنافس على جزيرة "ستغرق قريبا"

تحتل توفالو المركز الرابع عالميا بين الدول الأصغر، بمساحة تبلغ 26 كيلومترا مربعا، وفي الوقت ذاته فإن التغير المناخي يهددها بالغرق الكامل خلال العقود المقبلة.

حتى الآن اختفت جزيرتان من جزر توفالو التسع تحت المياه، بحسب فرانس برس، وتوصل تقييم لوكالة ناسا إلى أن الكثير من الأراضي والبنية التحتية الحيوية في توفالو ستكون تحت مستوى المد المرتفع الحالي بحلول عام 2050.

وبحلول نهاية القرن، ستشهد توفالو أكثر من 100 يوم من الفيضانات في كل عام.

في نوفمبر الماضي، وقّع رئيس وزراء توفالو كوسيا ناتانو ونظيره الأسترالي أنتوني ألبانيز اتفاقا تاريخيا، عرف بمعاهدة اتحاد فاليبيلي، تمنح بموجبه كانبرا لمواطني توفالو الحق في الحصول على "لجوء مناخي" والعيش في أستراليا، حال غرقت بلادهم بفعل التغير المناخي، بحسب فرانس برس.

لكن هذه الاتفاقية لم تُصدق عليها بعد، ولا تزال محل جدل في توفالو، إذ قال زعيم المعارضة إنيلي سوبواغا إنه سيرفض ذلك.

وتعطي الاتفاقية أستراليا الحق لمواطني أرخبيل توفالو المهدد بالغرق بسبب التغير المناخي، الحق في الحصول على لجوء مناخي والعيش على أراضيها.

في الوقت نفسه، فإن هذه الاتفاقية لا تقف عند حد المناخ، لكن تمتد إلى حدود الأمن، لا سيما مع عيون الصين الممتدة على الجزر الواقعة في منتصف الطريق بين أستراليا وهاواي.

وتنص النقطة الرابعة من البند الرابع من الاتفاق على أن الدولتين تتفقان بصورة متبادلة "على أي شراكة أو ترتيب أو تعامل مع أي دولة أو كيان آخر بشأن المسائل المتعلقة بالأمن والدفاع".

وتشمل هذه الأمور، على سبيل المثال لا الحصر، الدفاع والشرطة وحماية الحدود والأمن السيبراني والبنية التحتية الحيوية، بما في ذلك الموانئ والاتصالات والبنية التحتية للطاقة.

هذه النقطة والاتفاق يعدان وسيلة أستراليا للمساعدة في إبعاد توفالو عن نفوذ الصين المتزايد في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، لا سيما وأنها تمنح كانبرا "فيتو" على أي ترتيب أمني للدولة، بحسب المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية.

بعد فرز الأصوات في الانتخابات، تجري مفاوضات برلمانية لتشكيل حكومة جديدة وانتخاب رئيس للوزراء، في الدولة التي تخضع للتاج البريطاني، إذ يتنافس رئيس الوزراء كوسيا ناتانو مرة أخرى، مع وزير المالية سيف باينيو.

في الوقت ذاته، يأمل زعيم المعارضة إنيلي سوبواغا في أن يصبح رئيسا للوزراء مرة أخرى، بعد خسارته أمام ناتانو في انتخابات عام 2019.

وخلال الفترة الماضية رفض ناتانو الميل إلى بكين، إذ إن توفالو لا تزال تقيم علاقاتها الدبلوماسية مع تايوان.

أما باينيو فقد قال، إنه يريد مراجعة علاقات توفالو مع كل من تايوان والصين، بحسب أسوشيتد برس.

ومطلع 2024، انخفض عدد الدول المعترفة بتايوان وتقيم معها علاقات دبلوماسية، ومعظمها دول جزرية، إلى 12 دولة بعد أن نقلت ناورو، المجاورة والمشابهة لتوفالو، اعترافها من تايوان إلى الصين الشعبية.

في الوقت الحالي توجد 3 دول فقط في المحيط الهادئ، لا تزال تحتفظ بعلاقاتها الدبلوماسية مع تايوان، هي توفالو وبالاو وجزر مارشال، بحسب بلومبرغ.