واشنطن تدفع الصين نحو الشرق الأوسط؟

تزايدت الأزمات التي خلفتها حرب غزة الدائرة في الوقت الحالي، وبدأ البعض يدخل طرفا، خاصة جماعة الحوثي المدعومة من إيران، إذ أربكت الملاحة البحرية في البحر الأحمر بمهاجمة بعض السفن، لا سيما تلك المرتبطة بإسرائيل.

وفي ظل تلك التطورات، أصبحت الولايات المتحدة بحاجة إلى تدخل الصين، للحد من اتساع رقعة الحرب في الشرق الأوسط، معولة على نفوذها لدى طهران، الداعم الرئيسي لحماس والحوثيين في اليمن، وبعض الجماعات الأخرى في المنطقة.

موقع أكسيوس أشار إلى أنه رغم قلق الولايات المتحدة من النفوذ الصيني، فإنها بحاجة إليه الآن، خاصة أن جهود واشنطن للحد من العنف لم تنجح، منوها بأن هذا الأمر هو ما دفعها إلى إرسال مستشار الأمن القومي الأميركي، جايك سوليفان، لتايلاند، للقاء وزير الخارجية الصيني وانغ يي، إذ كانت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر من بين المناقشات.

وقال البيت الأبيض في بيان مساء الخميس، إن هدف الاجتماع هو الحفاظ على التواصل الاستراتيجي وإدارة العلاقة بصورة مسؤولة، تماشيا مع الالتزامات التي تم التعهد بها في قمة "أبيك" في نوفمبر، بحسب بيان البيت الأبيض.

وكانت وزارة الخارجية الصينية قالت لرويترز: "الصين صديق مخلص لدول الشرق الأوسط، وملتزمة بتعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين، والسعي لتحقيق التنمية والازدهار المشتركين". وتابعت: "ندعم بقوة دول الشرق الأوسط في تعزيز استقلالها الاستراتيجي، وتوحيد الصف، والتعاون لحل قضايا الأمن الإقليمي".

ترتبط بكين بعلاقة وثيقة مع إيران، المنعزلة عن جزء كبير من الاقتصاد العالمي بسبب العقوبات الأميركية، إذ تعتمد على الروابط التجارية ومبيعات النفط إلى الصين.

فعلى سبيل المثال، اشترت شركات تكرير النفط الصينية أكثر من 90% من صادرات النفط الخام الإيرانية العام الماضي، وفقا لبيانات تتبع الناقلات من شركة التحليلات التجارية كبلر، في وقت يبتعد فيه العملاء الآخرون عن النفط الإيراني، نتيجة للعقوبات الأميركية، في حين استفادت الشركات الصينية من الخصومات الكبيرة.

لهذا السبب تثق الولايات المتحدة بقدرة بكين على الضغط على إيران، لحث الحوثيين على وقف هجماتهم في البحر الأحمر.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جون كيربي، يوم الثلاثاء: "للصين تأثير على طهران، ولديها القدرة على إجراء محادثات مع القادة الإيرانيين، وهو ما لا نستطيعه".

وأضاف: "ما قلناه مرارا وتكرارا هو أننا نرحب بدور بناء للصين، باستخدام النفوذ والقدرة على الوصول التي نعرف أنها تتمتع بها، لمحاولة المساعدة في وقف تدفق الأسلحة والذخائر إلى الحوثيين"، بحسب صحيفة وول ستريت جورنال.

ويبدو أن بكين تستجيب لمطالب واشنطن، إذ نقلت رويترز، الجمعة، عن 4 مصادر إيرانية ودبلوماسي، أن مسؤولين صينيين طلبوا من نظرائهم الإيرانيين المساعدة في وقف هجمات الحوثيين على سفن في البحر الأحمر، وأن ضررا قد يلحق بالعلاقات التجارية مع بكين، حال عدم الاستجابة إلى هذه المطالب.

عثرت قوات الجيش الإسرائيلي على كميات كبيرة من الأسلحة المصنعة في الصين، يتم استخدامها في غزة، حسبما ذكرت قناة 12 الإسرائيلية.

وعادت القناة لتنفي أن تكون الأسلحة سُلمت على متن سفن صينية، وأضافت: "لكن كميات الأسلحة تشير إلى أنه تم جلبها إلى غزة في عملية توريد منظمة، وليس عن طريق التهريب".

بكين رفضت اتهامها بتسليح حركة حماس، إذ قال وزير الدفاع دونغ جيون: "الصين لم تسلح أي طرف نزاع في العالم، بما في ذلك النزاع الفلسطيني الإسرائيلي"، بحسب ما كشف موقع "ساوث تشينا مورنينغ بوست"، الصادر من هونغ كونغ.