إسرائيل تطبق سيناريو "فوضى" في جنين

تأسست وحدة المستعربين إبان الانتفاضة الفلسطينية الأولى المعروفة باسم "انتفاضة الحجارة" في عام ١٩٨٧ وأوكلت إلى هذه الوحدة مهمة الاغتيالات السريعة، المراد منها التخلص من شخصية أو أكثر بشكل سريع ودقيق دون إحداث "ضجة أو خسارات بشرية في الصفوف الإسرائيلية" وذلك حسبما حلل الصحفي الفلسطيني ناصر اللحام في برنامجه "جولة في الصحافة العبرية" على قناة معا الفلسطينية.

ويرتدي المستعربون لباسا مدنيا يتم تحديد طبيعته حسب ظرف العملية المراد تنفيذها. ففي عام ٢٠١٨ تسلل المستعربون بلباس مدني وكوفية فلسطينية يغطون وجههم بها بين متظاهرين فلسطينيين على دوار البيرة في مدينة رام الله. واعتقلوا عددا ممن كانوا يلقون الحجارة على الجيش الإسرائيلي.

في تمام الساعة ٣ فجرا من صباح يوم ٣٠ يناير الجاري، اقتحم الجيش الإسرائيلي مدينة جنين وظلت جيباته تتجول في المدينة دون اشتباك مسلح أو اعتقال لأي مواطن في جنين، حسبما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي على تلغرام.

وتواصلت بلينكس مع شهود عيان كانوا داخل مستشفى ابن سينا وقت الحادثة. وأوضح الشهود أن القوات الخاصة دخلت إلى المستشفى في تمام الساعة ٥:٣٠ فجرا، وكانوا امرأة وأكثر من رجل أحدهم "واضح عليه أنه في أواخر الأربعينات" والآخرين بدا عليهم أنهم "شباب في العشرينات" حسبما أوضح الشهود.

وأضاف الشهود الذين كانوا في الطابق الثالث من المستشفى حيث وقعت عملية الاغتيال، أن ممرضين اثنين كانوا يرافقون القوة الخاصة وتبين فيما بعد أنهم عناصر من المستعربين أنفسهم "وكان أحد الممرضين يلبس مريولا أبيض والأخر مريولا أزرق".

دخل المستعربون على الغرفة التي كان يتواجد فيها المصاب باسل الغزاوي وكان في زيارة باسل أخوه محمد وصديقه محمد جلامدة. وأطلق المستعربون النار على الشبان الثلاثة من أسلحة عليها كاتم صوت وأغلقوا الغرفة خلفهم وخرجوا من المستشفى في تمام الساعة ٥:٤٥ فجرا بالتوقيت المحلي، أي استغرقت عملية دخولهم وتنفيذهم للعملية وخروجهم مدة ١٥ دقيقة فقط.

باسل الغزاوي كان قد أصيب قبل ٣ أشهر في اجتياح لمخيم جنين بعد أيام من ٧ أكتوبر، وما زال يتلقى العلاج في مستشفى ابن سينا التخصصي، وفي مرات سابقة كان الجيش الإسرائيلي يحاصر مستشفى ابن سينا ليلقي القبض على باسل أو يقتله.

في عام ٢٠٢١ وفي شهر أكتوبر اغتالت وحدة من المستعربين قائدا من مؤسسي كتيبة جنين يدعى فاروق سلامة.

تنكر المستعربون وقتها كان مختلفا، ولبسوا لباسا شتويا واستقلوا سيارة فيها صناديق فواكه وخضروات كثيرة، وبدوا للفلسطينيين وكأنهم سينزلون البضاعة في السوق.

وقبالة بقالة فاروق فتح أحدهم شباك السيارة وأطلق رصاصة استقرت في قلب فاروق وقتلته، وانسحبت القوات وقتها إلى حاجز الجلمة المحاذي لمدينة جنين دون أن يصاب أي من أفرادها بأذى.

مسلسل فوضى من إنتاج إسرائيلي يحكي قصة وحدة إسرائيلية من المستعربين تنفذ

مهمات خاصة في فلسطين بلباس عربي.