"باذنجان" و"سرير".. ما سر الرموز الانتخابية الغريبة في باكستان؟

بكلّ فخر، يرفع عامر مغال المرشّح للانتخابات المزمع إجراؤها الخميس 8 فبراير، باذنجانة، محاولا الاستفادة من هذا الرمز الغريب الذي منح له، لحشد صفوف الناخبين.

يقول المرشّح للنيابة في العاصمة إسلام آباد والمؤيّد لرئيس الوزراء السابق عمران خان القابع في السجن، بسخرية "بات الباذنجان رمزا شهيرا الآن في أنحاء باكستان كلها".

وأوضح ناطق باسم اللجنة الانتخابية أن الرموز تختار من بين قائمة مخصّصة للمرشّحين المستقلين، "وهي من صلاحيات مدراء عملية الاقتراع حصرا".

الباذنجان مثلا مكوّن رئيسي من مكوّنات المطبخ الباكستاني، لكنه يحمل أيضا مدلولات أخرى على صلة بالذكورية.

ويؤكّد عامر مغال من جهته "منحتنا اللجنة الانتخابية هذا الرمز استخفافا بنا".

غير أن المرشّح البالغ من العمر 46 عاما قبل بنصيبه. ويرافقه في كلّ تنقلاته معاون يحمل كيسا مملوءا بالباذنجان يستخدمه عامر مغال تميمة في حملته.

رفع الباذنجان وقت إلقاء خطاباته، ساهم في زيادة شعبيته وفي ارتفاع سعر الباذنجان أربع مرّات، بحسب ما يقول لفرانس برس.

ويؤكّد المرشّح "هذا الرمز جلب لي سمعة رائعة".

في وقت يكثّف الجيش حملته ضدّ المعارضة في البلاد، يتّهم بعض المرشّحين السلطات بتقويض حملاتهم من خلال منحهم رموزا غريبة أو حتّى مهينة في بعض الأحيان.

فمُنُع حزب خان "حركة الإنصاف الباكستانية" من استخدام مضرب الكريكت الذي اعتمده رمزا له منذ فترة طويلة.

ورفضت طلبات ترشيح عشرات المسؤولين في الحزب، في حين يضطر آخرون منهم للترشّح بصفة مستقلّة. وقد تعرّض عدد كبير منهم لمضايقات أو اضطر للتواري عن الأنظار.

ومُنح البعض منهم بصفة اعتباطية رموزا تثير العجب تصعّب عليهم التقدّم في حملاتهم.

على الجانب الآخر، فإن حزب رئيس الوزراء السابق نواز شريف "الرابطة الإسلامية الباكستانية" الذي يحظى بدعم الجيش، فهو يرفع الأسد رمزا له في هذه الحملة الانتخابية.

لطالما اعتبر إعجاز غدان دائرته الانتخابية في إقليم بنجاب "المثوى الأخير" لأجداده، ومن غرائب الصدف أنه حصل على سرير كرمز في حملته الانتخابية.

ويقول الرجل البالغ 50 عاما والمرشّح في دائرة بهاولبور "يقصدون إهانتنا بهذه الرموز. بعض المرشّحين محرجون من الكشف عن الرموز التي تلقّوها".

ويضيف "هذه ليست انتخابات. هذه فظاعة".

ورمزه كناية عن سرير تقليدي من الخشب والقصب المجدّل شائع الاستخدام في أوساط الأسر الفقيرة، "هي قطعة أثاث جدّ مفيدة تتيح لنا الراحة في حياتنا وتنقلنا إلى مثوانا الأخير في مماتنا"، يقول إعجاز غدان.

ويتابع متفائلا "رمزي موجود في كلّ منزل. وأنا لست بحاجة لتقديمه للناخبين".

في شمال شرق باكستان، استشاط شهريار عفريدي المنتمي إلى حركة الإنصاف غضبا عندما عرف أن الزجاجة اختيرت رمزا لحملته الانتخابية.

ففي اللغة البشتوية، يشير نعت أحد بالزجاجة يعني أنه فاقد العقل ويفترض أنه يعاقر الخمر.

ويقول عفريدي البالغ 45 عاما إن "غالبية مرشحي حركة الإنصاف الباكستانية، وأنا منهم، حصلوا على رموز مقرونة بصور نمطية سلبية".

ويؤكّد "أعطونا عن قصد هذه الرموز بهدف الاستهزاء بنا". يضيف "رفعت قضية أمام القضاء المحلي لكن لم أنجح".

غير أنه لم يستسلم ساعيا إلى قلب الوضع لمصلحته، "فالزجاجة لا تمثّل الكحول فحسب بل هي تمثّل أيضا الدواء".

ويلفت "لهذا السبب حوّلنا رمزنا الانتخابي لزجاجة دوائية، كي يتسنّى لنا مداواة علّات المجتمع".