الأونروا مقابل "العدل الدولية".. إسرائيل تبدأ خطة "المراحل الـ3"

ملف الادعاء الذي قدمته حكومة جنوب أفريقيا لمحكمة العدل الدولية اعتمد بشكل كبير على الأدلة والبيانات والتصريحات العامة لوكالات الأمم المتحدة المختلفة مثل برنامج الغذاء العالمي، ومنظمة الصحة العالمية، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

وكانت الأونروا أحد أبرز تلك المنظمات الأممية نظراً لتواجدها الكبير على أرض غزة، بالإضافة لقتل إسرائيل نحو 150 من موظفيها خلال الحرب، وهو العدد الأكبر لقتلى موظفي الأمم المتحدة في أي صراع حول العالم.

رئيسة محكمة العدل الدولية جوان دونوغو استشهدت بتصريحات مفوض الأونروا العام في النطق بالحكم وذكرت اسم الوكالة عشر مرات.

التهمة الإسرائيلية ضد الأونروا كانت أن 12 من موظفيها، معلمي مدارس وأمين مخازن، شاركوا بأشكال مختلفة في 7 أكتوبر.

18 دولة غربية اعتمدت على هذا الادعاء في قرار تعليق مساعداتها على الرغم من أن الأونروا قامت بفصل جميع من طالتهم تلك الاتهامات وباشرت بفتح تحقيق عاجل لاتخاذ كافة الإجراءات القانونية في حال ثبوت التهم ضد أي من هؤلاء الأفراد.

علاوة على ذلك، ذكرت قناة سكاي نيوز البريطانية أن ادعاء إسرائيل حاليا هو أن 6 من الـ12 موظفاً عبروا داخل إسرائيل 7 أكتوبر، وقام 4 منهم فقط باختطاف رهائن.

وأضافت سكاي نيوز بأن وثائق الاستخبارات الإسرائيلية لم تقدم أدلة للعديد من الاتهامات والادعاءات تلك.

الأونروا توظف نحو 30 ألف شخص في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفي مخيمات اللجوء الفلسطينية في الأردن ولبنان وسوريا، لذلك استهجن العديد من المراقبين تحميل الوكالة مسؤولية أفعال ما يقل عن 0.04٪ من إجمالي موظفيها.

عداء إسرائيل لوكالة الأونروا ليس بالأمر الجديد، فمنذ عقود والحكومة الإسرائيلية تدفع باتجاه تفكيك المنظمة ونقل صلاحياتها في الأراضي الفلسطينية لمنظمات أممية أخرى.

السبب الرئيسي في هذا العداء هو اعتقاد الإسرائيليين بأن إنهاء الأونروا يعني إنهاء حق العودة لملايين اللاجئين الفلسطينيين، فهي المنظمة المسؤولة عن توثيق حالات اللاجئين ومنحهم تلك الصفة بشكل قانوني ومستندات رسمية.

لكن بعد السابع من أكتوبر، رأت الحكومة الإسرائيلية فرصة سانحة لتوجيه ضربة قاضية للوكالة عبر ربطها بحركة حماس.

ففي شهر ديسمبر الماضي، نشرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل تقريراً داخلياً لوزارة الخارجية الإسرائيلية يصف خطة من ثلاث مراحل لتدمير الأونروا.

• المرحلة الأولى: وصمها بالتواطؤ مع حركة حماس.
• المرحلة الثانية: تقليص أعمال الأونروا في غزة ونقل بعض تلك الصلاحيات لمنظمات إغاثية أخرى.
• المرحلة النهائية: نقل كامل مهام الأونروا للهيئة التي ستتولى إدارة غزة بعد الحرب.

نتنياهو أكد ذلك المسعى في لقائه مع السفراء حيث قال "حان الوقت لكي يفهم المجتمع الدولي والأمم المتحدة نفسها أن مهمة الأونروا يجب أن تنتهي. الأونروا تعمل على الاستدامة الذاتية، وهي تجدد نفسها أيضاً في رغبتها في إبقاء قضية اللاجئين الفلسطينيين حية".