ضربات الـ30 دقيقة.. ماذا استهدفت أميركا في العراق وسوريا؟

قال المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، إنّ وزارة الدفاع الأميركيّة لا تزال تُقيّم الأضرار الناجمة عن ضربات المقاتلات الأميركيّة المُشاركة في هذه العمليّة، التي استهدفت في المجموع 85 هدفا في 7 مواقع مختلفة (3 في العراق و4 في سوريا).

واستهدفت الضربات فيلق القدس، الجناح المسؤول عن العمليات الخارجية والذراع شبه العسكرية للحرس الثوري الإيراني الذي له نفوذ قوي على الفصائل المتحالفة معه في الشرق الأوسط بما في ذلك لبنان والعراق واليمن وسوريا.

في العراق، تم استهداف أحد مقارّ الفصائل المسلّحة ضمن منطقة القائم، الذي يضم مخزنا للسلاح الخفيف، وموقعا لكتائب حزب الله، بحسب معلومات أوليّة أفاد بها مسؤولان في وزارة الداخليّة العراقيّة والحشد الشعبي، لفرانس برس، وطالبا بعدم الكشف عن هويّتهما.

واستهدفت ضربة ثانية مركز قيادة للعمليّات تابعا للحشد الشعبي، وهو تحالف فصائل مسلّحة باتت منضوية في القوّات الرسميّة العراقيّة، في منطقة العكاشات الواقعة إلى الجنوب والقريبة من الحدود.

وفي سوريا، استهدفت الضربات الأميركية مواقع بطول 130 كيلومترا، من مدينة دير الزور وصولا للحدود السورية -العراقية مرورا بالميادين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

واستهدفت الضربات 26 موقعا للميليشيات الإيرانية، ففي مدينة الميادين قصفت حي التمو وقاعدة عين علي بالقرب من قلعة الرحبة، وحي الشبلي والحيدرية وصوامع الحبوب. وفي البوكمال قرب الحدود السورية -العراقية استهدفت عدة مواقع في الهجانة والهري.

وفي مدينة دير الزور استهدفت بعض مواقع الميليشيات الإيرانية بالقرب من كلية التربية سابقا، ومحيط المطبخ الإيراني، وقرب الرادارات وطب هرابش وحويجة صكر ومستودعات عياش.

وأسفرت الضربات عن مقتل 18 عنصرا من الميليشيات في حصيلة غير نهائية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

قال الجيش الأميركي إنه تم إطلاق "أكثر من 125 قذيقة دقيقة التوجيه في نحو ثلاثين دقيقة". وغادرت المُقاتلات المناطق المُستهدفة بعدها.

شبكة سي إن إن الأميركية، نقلت عن مسؤول دفاعي، أن الجيش الأميركي استعان بقاذفات القنابل B-1 bombers، وقالت إنها لعبت دورًا رئيسيًا في الهجوم، حيث كانت من بين الطائرات التي نفذت الضربات، وهي قاذفة قنابل ثقيلة بعيدة المدى يمكنها نشر أسلحة دقيقة.

وتوجهت أطقم القاذفات إلى المنطقة من الولايات المتحدة في رحلة واحدة بدون توقف، وفقًا لللفتنانت جنرال دوغلاس سيمز مدير العمليات بهيئة الأركان المشتركة الأميركية، الذي قال إن الجيش واثق من أنه "أصاب بالضبط ما كنا ننوي ضربه"، مشيدًا بدقة القاذفات B-1، بحسب سي إن إن.

وقال سيمز في تصريحات نقلتها رويترز، إن الضربات كانت ناجحة على ما يبدو وأدت إلى انفجارات ثانوية كبيرة عندما أصاب القصف عتاد المسلحين، على الرغم من أنه لم يتضح ما إذا كان أي مسلحين قد قُتلوا.

وقاذفة "بي-1" دخلت الخدمة العسكرية الأميركية عام 1986، وتمثل "العمود الفقري" للقاذفات الاستراتيجية بالجيش الأميركي، ولها أكثر من طراز، من بينها "بي -١ لانسر"، التي استخدمت للمرة الأولى في عملية ثعلب الصحراء، التي استهدفت بعض المواقع العراقية عام 1998.

وحسب مجلة Military Watch المتخصصة في الشؤون العسكرية، فإن القاذفة "B-1" قادرة على نقل أكبر حمولة من الأسلحة الموجهة (24 صاورخ كروز) وغير الموجهة (نحو 34 طناً)، ويتكون طاقمها من 4 عناصر فقط، لكنها ليست قادرة رسميًا على نشر أسلحة نووية.

وبخلاف " B-1 bombers"، استخدمت الضربات طائرات F-16 وA-10 warthog، بحسب تقارير صحفية أميركية.

قال الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان "ردنا بدأ اليوم وسيستمر في الأوقات والأماكن التي نحددها". وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن بايدن أصدر تعليمات بالمزيد من التحرك ضد الحرس الثوري الإيراني والجماعات المرتبطة به. وأضاف "هذه بداية ردنا".

لكن وزارة الدفاع قالت إنها لا تريد حربا مع إيران ولا تعتقد أن طهران تريد حربا كذلك، على الرغم من تزايد ضغوط الجمهوريين على بايدن لتنفيذ ضربة مباشرة على إيران.

وقال أوستن "لا نريد صراعا في الشرق الأوسط أو أي مكان آخر، لكن الرئيس وأنا لن نتهاون مع أي هجمات على القوات الأميركية".

وقبل الضربات الانتقامية، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إن إيران لن تبدأ حربا لكنها "سترد بقوة" على كل من يستأسد عليها.

وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض إن إدارة بايدن لم تتواصل مع إيران منذ هجوم الأردن.