لماذا لجأ بايدن إلى "القوة المحسوبة" في ضربات العراق وسوريا؟

رئيس مجلس النواب الأميركي، مايك جونسون المنتمي للحزب الجمهوري، انتقد بايدن لتأخره "أسبوعا" للرد على الهجوم الذي قتل 3 جنود أميركيين.

ليس هذا فحسب، بل اعتبر أن بايدن أعلن طبيعة رده خلال هذا الوقت للعالم، بما في ذلك إيران.

الجمهوريون خارج الكونغرس أيضا وجهوا انتقادات قاسية لإدارة بايدن، إذ اعتبر مستشار الأمن القومي السابق في حقبة ترمب، جون بولتون، أن "قتل الأميركيين هو خط أحمر يجب الرد عليه بضربات مباشرة على إيران، وليس على وكلائها".

وخلال الفترة الماضية، وفي أعقاب الضربات الإسرائيلية وتسريب خطة الولايات المتحدة، قلص الحرس الثوري الإيراني وجود كبار ضباطه في سوريا، واعتمد بصورة أكبر على ميليشيات متحالفة مع طهران للحفاظ على نفوذه هناك، بحسب رويترز.

كما انسحب كبار ضباط الحرس الثوري من دير الزور، ليُعاد تسكينهم داخل العاصمة السورية دمشق وحلب، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

في يناير 2020، بدأ العراقيون يومهم على وقع انفجار ضخم، تبيّن لاحقا أنه غارة أميركية في محيط مطار بغداد الدولي قتلت قائد فيلق القدس، ذراع الحرس الثوري الإيراني في الخارج، قاسم سليماني.

قُتل سليماني إلى جانب نائب قائد الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، ليزاد التوتر في المنطقة، لكن الرد الإيراني لم يتعد إطلاق 18 صاروخا باليستيا نحو قاعدة عين الأسد في العراق.

ترمب كشف لاحقا أن إيران تواصلت مع أميركا قبل هذه العملية، مشيرا إلى أنه "لم يتوتر في هذه الليلة"، لأنه يعرف ما سيحدث.

في الوقت الحالي، وقبل الضربة الأميركية أعلن البيت الأبيض أن واشنطن لا تريد حربا مع إيران، بل أيضا سمح بإعلان خطط الضربات في العراق وسوريا، وهو ما يثير التساؤل.

وتصف سانام فاكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط في معهد تشاتام هاوس البريطاني للدراسات، قبل يومين من تنفيذ تلك الغارات، ما يحدث أنه "نوع من التفاوض وراء الكواليس لإدارة التوترات حتى لا تتصاعد".

بينما رأى محللون أن إشارة البيت الأبيض إلى نيته قبل الضربات منحت إيران الوقت لإعادة تموضع الأفراد والمعدات، ما يحد من فاعلية الهجمات الأميركية، لكنه قد يخفف أيضا الضغط على طهران للرد، بحسب وول ستريت جورنال.

ورغم قوة ضربة ترمب لإيران عبر قتل سليماني، فإن المنطقة لم تكن تواجه خطر الحرب الإقليمية، أما بايدن فتبدو خياراته محدودة، بحسب وصف المحلل نيلك باتون والش على سي إن إن.

يشرح باتون ذلك بالقول: "الخيار الوحيد أمامه كان أن يضرب بقوة كافية تظهر أنه يقصد ذلك، مع التأكد من قدرة الخصوم على استيعاب الضربة دون الرد بالمثل".

ويشير إلى أن واشنطن وطهران لا تريدان المواجهة والدخول في حرب، نظرا لاقتراب بايدن من الانتخابات، أو إضافة مشكلات جديدة إلى سياستها تجاه إسرائيل.

أما إيران فاقتصادها هش، واضطراباتها الداخلية تكفيها، بالإضافة إلى استمرار تأثيرها في إقليم الشرق الأوسط.

ولهذا كله، فالقوة التي استخدمها بايدن كانت مدروسة، بحسب المحلل السياسي الأميركي.