اغتيال الكعبي.. حرب تصفيات بين "الصدريين" و"العصائب"

في إشارة وجدها الكثيرون تشير بأصابع الاتهام إلى التيار الصدري الذي تُعد محافظة ميسان من أكبر معاقله، وغالباً ما كانت تشهد نزاعات مسلحة بين الطرفين، قال زعيم ميليشيا عصائب أهل الحق: "إلى متى تبقى ميسان رهينة بيد القتلة القذرين والعصابات وتجار المخدرات"، مضيفاً: "أما آن لهذه المحافظة أن تنجلي عنها ظلمات الانفلات والاستهتار إلى نور القانون والنظام؟".

ودعا الخزعلي، في بيان تعزية له حول مقتل الكعبي، كل أفراد جماعته إلى عدم الانجرار إلى أي استفزاز.

في المقابل، نشر الكثير من أنصار عصائب أهل الحق مقاطع لعملية اغتيال الكعبي.

واتهم عدد منهم بصورة مباشرة أو غير مباشرة، زعيم التيار الصدري، وأفراد سرايا السلام، الجناح المسلّح للتيّار، بالوقوف خلف عملية اغتيال الكعبي.

اغتيال الكعبي والتوتر في ميسان بين الصدريين والعصائب ليس الأول في المحافظة الجنوبية الشيعية، التي تُعد أحد أبرز معاقل التيار الصدري. كثيراً ما شهدت نزاعات وتصفيات بين الطرفين دون قدرة الدولة على التحرّك، وحل النزاع المعقد والقديم بين الطرفين في السيطرة على المحافظة.

وفي احتجاجات عام 2019 التي اندلعت في أغلب المحافظات العراقية، قُتل أحد أبرز قياديي عصائب أهل الحق وشقيقه من قبل محتجين غاضبين حاصروه في سيارة الإسعاف، التي كان يُنقل بها مع شقيقه، ثم اغتيل شقيق ثالث لهما، وهو ضابط في وزارة الداخلية، واتهمت العصائب أنصار التيّار بالوقوف خلف العملية.

وفي فبراير 2022، اغتيل عضو في التيّار الصدري، يدعى كرار أبو رغيف، ظهر في مقطع قتل وسام العلياوي، واتهم الكثيرون العصائب بالوقوف خلف العملية ثأرا لقائدهم المقتول.

وحينها صدرت بيانات للخزعلي تدعو الصدر إلى التبرؤ من بعض العناصر المسيئة، ثم تلاها بيان من الصدر لإيقاف الفتنة والتهدئة، وإرسال وفد خاص من قبله للتحقق فيما يحصل.

انبثقت "عصائب أهل الحق" بعد انشقاق زعيمها، قيس الخزعلي، عن جيش المهدي الذي أسسه مقتدى الصدر، بعد أعوام من الحرب الطائفية التي شهدتها البلاد، والتي تُتهم فيها الميليشيات المسلّحة بجرائم استهداف للمدنيين.

وعصائب أهل الحق من بين الميليشيات المسلحة التي تنضوي تحت لواء الحشد الشعبي في العراق، بحسب تصنيف لوكالة أسوشيتد برس.

ومنذ انشقاقه، بقيت العلاقات متوترة بين الخزعلي والصدر، على الرغم من مساعٍ للتهدئة اقترنت بتشكيل الحكومات العراقية، خاصة أن الطرفين يمتلكان نواباً في البرلمان العراقي.

كما أن الطرفين يمتلكان السلاح وبينهما الكثير من العداوات والاغتيالات المتبادلة ومحاولات فرض السيطرة وإثبات القوة في المدن الشيعية، لا سيما البصرة وميسان وبغداد، وغالباً ما تندلع نزاعات مسلحة في تلك المحافظات بين الجهتين.