جنود إسرائيليون "يحاربون أنفسهم" بالسوشيال ميديا

الصورة التي نشرها يوسي غامزو على ستوري الإنستغرام الخاص به، نشرها أيضا على صفحته في فيسبوك، وقال نشطاء تداولوا لقطة شاشة لصفحته على فيسبوك إن يوسي لم يحذف البوست فحسب، بل حذف كل صفحته التي لم تعد موجودة على فيسبوك وإنستغرام.

وفي صباح السادس من فبراير، وبعد مرور ٢٤ ساعة من انتشار الصورة على نطاق واسع، اختفت صفحة يوسي غامزو عن تطبيقي فيسبوك وإنستغرام.

إبان انتشار الصورة تعرف سكان من غزة على الرجل الفلسطيني الذي بدا منهكا من التعذيب في الصورة، وقالوا إن اسمه حمزة من حي الشجاعية، وكان الجيش الإسرائيلي قد قتل والده وزوجة أخيه وابن أخيه الرضيع.

وتابع الصحافي يونس الطيرواي قصة الصورة ونشر فيديو يظهر جنودا إسرائيليين وهم يقتادون حمزة وسط شوارع محفرة وأبنية مهدمة.

خصص يونس الطيراوي حسابه على منصة إكس عقب بدء الحرب البرية في غزة، لرصد الانتهاكات التي يقوم بها الجنود بحق المدنيين.

ويبدو على صفحته أنه لا يعتمد بذلك على المصادر الفلسطينية، بل ينشر يونس صورا وفيديوهات من حسابات جنود إسرائيليين في أغلبها حسابات على فيسبوك ويرفق معها مصدرها.

من خان يونس، ومدينة غزة، ومخيم جباليا ينشر الجنود الإسرائيليون صورا يصفها الفلسطينيون بـ"المستفزة".

في إحدى الصور التي نشرها يونس نقلا عن جنود إسرائيليين، يظهر جنود يحملون صورة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وفي صور أخرى يظهرون مع علم حركة فتح الأصفر وشعارها الشهير، العاصفة.

في فيديوهات أخرى ظهر فيها صوت الجنود الإسرائيليون وهم يتلفظون بألفاظ نابية عن أهل غزة وسط دبابتهم وجرافاتهم العسكرية. ونقل يونس هذا الفيديو عن حساب جندي يدعى باروك بريزمان على فيسبوك.

آدر كين درور هو جندي آخر تتبعه يونس، وفي صفحته على فيسبوك يظهر مع أصدقائه يضعون علم إسرائيل فوق أحد المنازل في خان يونس.

وفي وقت سابق كان آدر كين قد نشر فيديوهات لتفجير مربعات سكنية في قطاع غزة.

وسط هذه الصور والفيديوهات الكثيرة التي تنتشر للجنود الإسرائيليين في غزة، ثمة جنود يقومون باعتقالات في مدن ومخيمات الضفة وينشرون ذلك على صفحاتهم الشخصية على فيسبوك.

يوهاي فازانا الجندي الذي ينشر فيديوهات، أغلبها من شمال الضفة الغربية، نشر في ٢٥ يناير فيديوهات لاعتقاله فلسطينيين في الضفة، مع دمجها بأغاني حماسية.

صور أخرى لم ينشرها الإعلام الإسرائيلي، لكن يوهاي نشرها بنفسه على فيسبوك، هي صور مقبرة غلاف غزة التي دفن فيها القتلى هجوم ٧ أكتوبر في الكيبوتسات وفي حفل نوفا الموسيقي.

وأظهرت الصور دمارا كبيرا في البيوت في غلاف غزة بالإضافة إلى جنود إسرائيليون عند قبور القتلى "يحيون ذكراهم" حسبما وصف يوهاي فازانا.

المستشارة القانونية لمنظمة القانون من أجل فلسطين البريطانية غير الهادفة للربح، قالت في ندوة إلكترونية نظمتها المنظمة إن الحوادث التي يصورها الجنود الإسرائيليون بالكاميرات وينشرونها عبر الإنترنت هي جرائم حرب بموجب القانون الدولي.

جنوب أفريقيا اعتمدت بالفعل على بعض الصور والفيديوهات التي نشرها جنود إسرائيليون بأنفسهم على مواقع التواصل الاجتماعي، في قضية "الإبادة الجماعية" التي تقدمت بها ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية.