بوتين وقادة العالم على يوتيوب.. هل انتهى عصر "الإعلام المرئي"؟

نشر كارلسون مقطع فيديو من موسكو، الثلاثاء، قال فيه إنه سيجري مقابلة مع بوتين، مشيرا إلى أن الصحافيين الغربيين أجروا مقابلات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عدة مرات، ولكن لا يمكنهم الانزعاج من إجراء مقابلة مع الرئيس الروسي.

حدّ بوتين بصورة كبيرة من اتصالاته مع وسائل الإعلام الدولية منذ أن شن الحرب في أوكرانيا في فبراير 2022.

وأجبرت السلطات بعض المنافذ الإعلامية الروسية المستقلة على الإغلاق، ومنعت وسائل إعلام أخرى، وأمرت عددا من المراسلين الأجانب بمغادرة البلاد.

وتمت دعوة الصحافيين الغربيين لحضور المؤتمر الصحافي السنوي الذي يعقده بوتين في ديسمبر، وهو المؤتمر الأول منذ بدء الحرب، ولكن لم يحظ سوى اثنين فقط بالفرصة لطرح سؤال.

قال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم بوتين، للصحافيين، إنه تم اختيار كارلسون لإجراء المقابلة، لأن "موقفه يختلف عن وسائل الإعلام الأخرى الناطقة باللغة الإنكليزية".

قبل خروجه من فوكس، شكك كارلسون مرارا وتكرارا في صحة الدعم الأميركي لأوكرانيا في أعقاب العملية العسكرية لروسيا، وتساءل لماذا يُطلب من الأميركيين أن يكرهوا بوتين كثيرا.

وفي مقطع الفيديو الخاص به هذا الأسبوع، ندد كارلسون بوسائل الإعلام الأميركية "الفاسدة"، بسبب "جلسات التشجيع مع زيلينسكي"، التي قال إنها تهدف إلى إدخال أميركا في حرب مع أوروبا الشرقية ودفع ثمنها.

وأوضح بيسكوف أن الكرملين تلقى طلبات كثيرة من قنوات تلفزيونية وصحف غربية كبيرة، التي أكد أنها "تتخذ موقفا أحادي الجانب".

وقال بيسكوف إن موقف كارلسون "ليس بأي حال من الأحوال مؤيدا لروسيا ولا مؤيدا لأوكرانيا، بل يؤيد أميركا".

يبدو أن هذه التصريحات ضغطت على الصحافيين الكبار في القنوات التلفزيونية، فقالت كريستيان أمانبور من سي إن إن: "هل يعتقد تاكر حقا أننا كصحافيين لم نحاول إجراء مقابلة مع الرئيس بوتين كل يوم منذ غزوه الشامل لأوكرانيا؟ إنه أمر سخيف، سنستمر في المطالبة بإجراء مقابلة، تماما كما فعلنا منذ سنوات حتى الآن".

بينما وضع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يختلف عن بوتين، فقد أجرى مقابلة مع اليوتيوبر الفرنسي هوغو ترافرز في 4 سبتمبر 2023، تزامنا مع بداية العام الدراسي الفرنسي.

ووجه اليوتيوبر أسئلة خاصة إلى رئيس الدولة حول حظر ارتداء الحجاب في المدارس. وأكد إيمانويل ماكرون: "من رياض الأطفال إلى البكالوريا، المدرسة علمانية ولا مكان للرموز الدينية".

وتعرضت المقابلة المخصصة للشباب حول مستقبلهم للانتقاد. وأوضحت شركة تيليراما الفرنسية أن ترافرز، الذي حققت مقابلاته السياسية نجاحا كبيرا خلال الانتخابات الرئاسية لعامي 2017 و2022، "اعتمد على الهيئة المعتادة للتلفزيون وحاول فرضها على يوتيوب، دون أن يحتفظ بعلاماته الفريدة".

أعلن بيرس مورغان مغادرة برنامج TalkTV للتركيز على منصة يوتيوب، وبينما ستظل بعض المقابلات معروضة على التلفزيون، لكن مورغان يصف الالتزام بالعرض اليومي بأنه "قيد غير ضروري".

وقد يعود السبب لنمو قناته بصورة كبيرة خلال العامين الماضيين، وأصبح لديه ما لا يقل عن 2.3 مليون مشترك.

وصف مورغان قناة اليوتيوب بأنها تتمتع "بعقلية الشركات الناشئة"، وقال إن التغيير سيسمح بإجراء مقابلات أطول مع ضيوف أكبر مدعومين بمزيد من المقاطع.

وقال مورغان: "من الواضح أن هناك طلبا عالميا هائلا على المحتوى الذي نصنعه، لكن الالتزام بعرض يومي في جدول زمني محدد، مع كل ما ينطوي عليه ذلك من حساسيات التحرير والوقت، كان بمثابة قيود غير ضرورية على نحو متزايد".

وأضاف: "الناس يشاهدون المحتوى على موقع يوتيوب بدلا من التلفزيون التقليدي وليس لدي مشكلة في ذلك".

"يفضّل جيل الشباب الحصول على أخبارهم من وسائل التواصل الاجتماعي بدلا من التلفزيون، وذلك لأنهم يفضلون ترشيحات الأخبار التي تقدمها الخوارزميات، بدلا من المحررين"، بحسب معهد رويترز لدراسة الصحافة في تقريره السنوي للأخبار الرقمية للعام 2023.

وانخفضت الثقة في الأخبار نقطتين مئويتين في العام الماضي، ما أدى إلى عكس المكاسب التي تحققت في العديد من البلدان في ذروة جائحة فيروس كورونا.

في المتوسط، يقول 40% من الأشخاص إنهم يثقون بمعظم الأخبار في معظم الأوقات. وشهدت الولايات المتحدة زيادة في الثقة بالأخبار بمقدار 6 نقاط، لتصل إلى 32%، لكنها لا تزال من بين أدنى المعدلات في الاستطلاع.

وتيك توك هي شبكة التواصل الاجتماعي الأسرع نموا كـ"مصدر للأخبار"، بحسب تقرير رويترز، إذ يستخدمها 20% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاما للحصول على الأخبار، بزيادة ٥ نقاط مئوية عن ٢٠٢٢.

وبحسب توقعات ستاتيستا لعام 2025، فإنه من المتوقع أن يرتفع متوسط الوقت اليومي الذي يتم قضاؤه على المنصات الإخبارية الرقمية من 7 ساعات و19 دقيقة في عام 2022 إلى ما يقرب من 8 ساعات في عام 2025.

ويُعزى ارتفاع استهلاك الوسائط عبر الإنترنت في عام 2020 جزئيا إلى تفشي فيروس كورونا.