3 ملايين يورو للمؤتمر.. كم تخسر إسرائيل من إلغاء "سياحة المؤتمرات"؟

أحد أبرز المؤتمرات التي ألغيت مؤخرا في إسرائيل، كان لعملاق الرقائق الإلكترونية للذكاء الاصطناعي Nvidia، والذي كان من المقرر عقده في تل أبيب بحضور 2500 باحث ومطور ورجل أعمال بحسب شبكة CNBC.

وتناقش أجندة المؤتمر مجالات عدة مثل الذكاء الاصطناعي، والحوسبة الفائقة، ونماذج اللغات الكبيرة، والمركبات ذاتية القيادة، والرعاية الصحية، والأمن السيبراني.

كانت من شأن تلك الفعالية إعطاء دفعة كبيرة لشركات الهاي تيك الإسرائيلية الناشئة والتسويق للصناعات الإسرائيلية بشكل كبير وسط حضور نخبة من رجال الأعمال في العالم، لكن سارعت إنفيديا لإلغاء المؤتمر بمجرد وقوع هجوم 7 أكتوبر.

العام 2024، كان من المفترض أن يصبح عام ازدهار لقطاع المؤتمرات الإسرائيلية.

على سبيل المثال، تنقل صحيفة The Marker عن إيال هاليفي، الرئيس التنفيذي لشركة تنظيم المؤتمرات باراغون غلوبال قوله إن تجربة إسرائيل الناجحة عالمياً في مكافحة وباء كورونا، أظهرتها كواحدة من الدول ذات الشعبية في مجال تنظيم المؤتمرات الطبية.

وفازت إسرائيل بالعديد من المناقصات الدولية لعقد مؤتمرات ومعارض في مجال الطب والتكنولوجيا والفضاء، وكانت النظرة إيجابية تجاه مستوى الأمن والأمان في البلاد.

لكن هاليفي يقول إن ازدهار الصناعة انقلب رأساً على عقب، بمجرد انطلاق شرارة هجوم 7 أكتوبر والحرب التي تلته.

الصحيفة الإسرائيلية تقول بأنه في العام 2019 فقط، زار تل أبيب والقدس نحو 105 آلاف سائح أجنبي، فقط لحضور مؤتمرات مختلفة.

وكان العائد المادي المباشر لتنظيم تلك المؤتمرات والمعارض في مختلف مجالات التكنولوجيا والطب والأمن والأسلحة نحو 1.4 مليار شيكل (أكثر من 382 مليون دولار)، بالإضافة لحوالي 2.5 مليار شيكل (أكثر من 682 مليون دولار) إضافية هي حجم العوائد غير المباشرة كحجز الفنادق والإنفاق الاستهلاكي للزوار.

إسرائيل كانت تجني من المؤتمر الواحد الذي يحضره نحو 1000 شخص ما يصل إلى 3 ملايين يورو.

كان من المتوقع أن تزداد عائدات المؤتمرات بشكل كبير خلال عامي 2023 و2024 بعد خروج العالم من وباء كورونا وعودة الحياة الطبيعية، لكن الحرب غيرت كل ذلك.

قطاع تنظيم المؤتمرات الإسرائيلي، يحاول البقاء على قيد الحياة حالياً بتنظيم مؤتمرات محلية، وتقول ذا ماركر إن القطاع بدأ بالتعافي تدريجياً في شهري يناير وفبراير 2024، لكن على المستوى المحلي فقط.

أحد أبرز تلك المؤتمرات المحلية هو المؤتمر الأول للمدينة العقارية في إيلات في منتصف شهر فبراير، بالإضافة لمؤتمر آخر في نهاية الشهر في إيلات أيضاً حول الطاقة المتجددة، ومعرض السياحة في إكسبو في تل أبيب في أبريل المقبل.

لكن الصحيفة تقول بأن نشاط قطاع المؤتمرات الحالي لا يتجاوز إلا 25% مقارنة بالسنوات العادية.

وتنقل ذا ماركر عن ليئور جلفاند، الرئيس التنفيذي لشركة أرترا لتنظيم المؤتمرات الدولية قوله إنه "ليس هناك مزاج ولا رغبة، والناس من الخارج لا يأتون"، مضيفاً أنه يتوقع أن حضور إكسبو تل أبيب لن يتمكن من ملء نصف القاعة.

ويوضح إيال هاليفي أن الحرب أدت لـ"تدني المزاج الوطني وعزلتنا عن العالم".

إيال هاليفي يقول إن إسرائيل تخسر حالياً مئات الملايين بسبب إلغاء سياحة المؤتمرات، مضيفا أنه تم إلغاء مؤتمر دولي كبير في إسرائيل حول الفضاء وآخر حول الإلكترونيات، بالإضافة لمؤتمر طبي عالمي كبير وكان سيستضيف 1500 متخصص من جميع أنحاء العالم.

أما ليئور جلفاند فقال "منذ 7 أكتوبر، تلقينا موجة كاسحة من الإلغاءات حتى عام 2025"، مضيفاً أن نظرة العالم لحرب إسرائيل على غزة مختلفة عن العمليات العسكرية السابقة.

وأضاف "يبدو هذه المرة أن العالم قد فقد الثقة في صورة إسرائيل الأمنية. الضرر الذي لحق بصورة إسرائيل هائل، والمنظمات الدولية تقول لنا الآن: شكراً، ولكن لا شكراً. ويقومون بإلغاء مؤتمرات عملنا عليها لمدة 3 سنوات".

الهيئات الراعية لتلك المؤتمرات قررت إما تأجيلها لعدة سنوات من الآن أو نقلها لدول أخرى.

رحلات العمل وسياحة المؤتمرات الإسرائيلية ليست وحدها التي انخفضت بشكل هائل في الأشهر الأربعة الأخيرة، فقطاع السياحة يعاني أيضاً بشكل كبير منذ اندلاع الحرب.

تقول ذا ماركر في تقرير آخر إن هجوم 7 أكتوبر والحرب التي تلته كان لهما تأثير قوي على قطاع السياحة مثل تأثر إغلاقات كورونا الكاملة وأكثر.

السائحون الأجانب يخشون السفر لإسرائيل، والإسرائيليون أنفسهم مترددون في الذهاب لمناطق الجذب المحلية، وهناك تباطؤ حتى في رحلات السياح الإسرائيليين للخارج ما جعل شركات السياحة في خطر حقيقي.