"سفاري غلاف غزة".. شركات تتربح من هجوم 7 أكتوبر

العديد من كيبوتسات وبلدات غلاف غزة التي تعرضت للاستهداف في يوم 7 أكتوبر، نزح سكانها إلى مراكز إيواء وفنادق في مختلف أنحاء إسرائيل، مثل المزارع بار حيفتس، الذي اضطر وعائلته إلى الرحيل عن منزله إلى مدينة بئر السبع، في حين يرتاد كيبوتس نيريم للاعتناء بمحصوله الزراعي.

لكن هذه الكيبوتسات الفارغة من أهلها غير القادرين على العودة، تعج بأفواج سياحية بصورة منتظمة، في ظاهرة وصفتها القناة الـ12 بأنها "سياحة الكوارث المزدهرة".

كان من بين زوار مناطق الغلاف قادة وزعماء وشخصيات مشهورة ومؤثرون مثل رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورجل الأعمال إيلون ماسك، والممثل جيري ساينفيلد.

وبحسب حيفتس فإن شركات متخصصة باتت تنظم رحلات سياحية مدفوعة إلى مناطق غلاف غزة، إذ تصطحب السياح في جولة حول البيوت التي شهدت أحداث 7 أكتوبر، وتروي لهم أبرز قصص ذلك اليوم.

ويضيف أن هناك جمعيات ومؤسسات تأتي بصحبة زوار لتلك المناطق، من أجل جمع التبرعات.

يرى حيفتس أن قدوم الوفود السياحية إلى المنطقة، في الوقت الذي لا يستطيع فيه هو وعائلته العودة إلى منزلهم، "يمثل عدم احترام"، لأن هناك أناسا قتلوا في تلك المنازل.

يضيف: "هم فضوليون على كل حال، ولم يدعهم أحد إلى هنا. إنه أمر لا معنى له على الإطلاق".

وكتب المزارع الإسرائيلي في منشور احتجاجي ساخر: "لقد أصبحنا رسميا سفاري. متجر الهدايا التذكارية سيفتح قريباً".

قبل شن حماس عملية 7 أكتوبر، كانت منظمة زاكا اليهودية الحريدية تطارد شبح الإفلاس، وتحيطها عدة فضائح مرتبطة بتضخيم أعداد المنتمين إليها للحصول على المزيد من المال، حسب ما كشفت صحيفة هآرتس، فضلا عن اتهام مؤسسها بارتكاب جرائم اغتصاب وتحرش، بحسب تايمز أوف إسرائيل.

في السابع من أكتوبر، استعان الجيش الإسرائيلي بعشرات من متطوعي زاكا لمنطقة غلاف غزة بعد انتهاء الاشتباكات فيها، بهدف جمع الجثث وتنفيذ عمليات البحث.

هذا الأمر جعل اسم المنظمة بارزا بصورة كبيرة في الإعلام الغربي وعمل على تبييض صورتها، ما أدى إلى تدفق أموال التبرعات عليها، التي وصلت إلى أكثر من 50 مليون شيكل (13.6 مليون دولار) خلال أشهر قليلة، بحسب تحقيق لصحيفة هآرتس.

الصحيفة تقول، إن عناصر زاكا كان تركيزهم منصبّا بصفة رئيسية على الترويج لمنظمتهم والعمل الدعائي، مثل القيام بوضع أكياس حفظ الجثث تحمل شعارهم، فوق الجثث المغطاة بالفعل بأكياس حملت شعار الجيش الإسرائيلي.

تتهم الصحيفة الإسرائيلية، طاقم زاكا، بالافتقار إلى المهنية في هذا اليوم بصورة خطيرة، فلم يجمعوا أدلة أو يوثقوا مسارح الجريمة ووضعوا علامات على مركبات وبيوت تدل على تفتيشها بالكامل، في حين كانت فيها بقايا جثث.

لذلك، كانت هناك أكياس مملوءة بأطراف وأشلاء لم يُعرف أصحابها.

أغلب أشهر قصص الرعب المزيفة التي انتشرت عشية هجوم 7 أكتوبر، كان مصدرها منظمة زاكا أو منظمات مماثلة مثل إيشود هاتسالا للطوارئ، وهدفها كان جمع الأموال.

على سبيل المثال، روّج قادة متطوعي زاكا لقصة قطع مقاتلي حماس رؤوس الأطفال الرضع، وبقر بطون نساء إسرائيليات حوامل وشد وثاق نحو 20 طفلاً وإحراقهم.

وتقول هآرتس، في حين أن تلك القصص ثبت عدم صحتها، في حين تضيف الصحافية الإسرائيلية عنات كام أن ما فعلته زاكا ربما كلف إسرائيل الرأي العام العالمي وخسارة قضيتها ضد حماس في محكمة العدل الدولية.