معاناة السودانيين بعد 10 أشهر من اندلاع الحرب

دمرت الحرب المستمرة منذ 10 أشهر في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية البنية التحتية للبلاد.

تقدر دراسة الخسائر المالية للنظام الصحي بمبلغ 700 مليون دولار، حيث إن 70٪ من المستشفيات باتت خارج الخدمة إثر استهداف بعضها بقصف مدفعي وتحويل أخرى إلى ثكنات عسكرية.

كما تفيد الدراسة أن المستشفيات التي لم تُستهدف مبانيها اضطرت لتعليق خدماتها بسبب انقطاع التيار الكهربائي ونقص الوقود اللازم لتشغيل المولدات وكذلك الإمدادات الطبية إضافة إلى النقص الحاد في العاملين بالقطاع الصحي.

ويقدر اقتصاديون سودانيون الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الحرب بأكثر من 9 مليارات دولار، أي ما يقرب من 100 مليون دولار يوميا، في حين تقدر قيمة الممتلكات والسلع المنهوبة بنحو 40 مليار دولار إضافية، وفقا لموقع دبنقا السوداني.

يتوقع جيمس إلدر، المتحدث باسم اليونيسف، أن يعاني 3.5 مليون طفل من سوء التغذية الحاد، وهو ما سيجعل الأطفال أكثر عرضة للوفاة بنحو 10 أمثال بسبب أمراض مثل الكوليرا والملاريا.

تحث اليونيسف على جمع 840 مليون دولار لمساعدة ما يزيد قليلا عن 7.5 مليون طفل، لكن إلدر أبدى أسفه لعدم كفاية الأموال التي تم جمعها في النداءات السابقة.

وقال "على الرغم من حجم الاحتياجات، لم يتسن الحصول على التمويل الذي سعت إليه اليونيسف العام الماضي لنحو ثلاثة أرباع الأطفال في السودان".

أجبرت المعارك 1.6 مليون سوداني على الفرار إلى الخارج، مثل تشاد ومصر وجمهورية أفريقيا الوسطى وإثيوبيا وجنوب السودان، حسب ما ذكرته فرنس بريس.

كما أدت الاشتباكات إلى نزوح 6.1 مليون شخص داخل البلاد، وفقا لتقرير نشرته الأمم المتحدة في منتصف فبراير الماضي.

ودعت الأمم المتحدة الدول إلى عدم نسيان المدنيين الذين يعانون من الحرب في السودان وحثت على جمع 4.1 مليار دولار لتلبية احتياجاتهم الإنسانية ودعم أولئك الذين فروا إلى دول مجاورة.

وفي هذا الشأن، انضمت فرنسا للدعوة إلى النظر في الأزمة التي تمر منها السودان حيث أعلن وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه أن بلاده ستستضيف مؤتمرا إنسانيا منتصف أبريل المقبل لدعم السودان.

قال آلان بوسويل من مجموعة الأزمات الدولية لوكالة أسوشيتد برس إن "ما يحدث في السودان لن يبقى في السودان. تبدو تشاد وجنوب السودان معرضتين بشكل مباشر لخطر التداعيات المحتملة".

ونشر موقع لويي إنستيتيوت تقريرا عن انعكاسات أزمة السودان على العالم والتي حددها في ارتفاع عدد اللاجئين، ولاسيما بالدول المجاورة.

وتعتبر جنوب السودان من الدول التي ستتأثر بنزوح السودانيين، حيث سيزيد نزوح عشرات الآلاف من انتشار الأمراض والزيادة في الأسعار فضلا عن التوتر بين المجموعات العرقية حول الأرض والموارد الطبيعية، وفقا لمنظمة سوليداريتي أنتيرناسيونال.