جيش إسرائيل يقود عملياته من "حفرة"

صحافيو إسرائيل هيوم، الذين قاموا بجولة داخل مقر "الحفرة" في الشمال، قالوا إنه من السهل أن تتوه في النفق ذي الرطوبة العالية في أعماق الأرض، لاتساعه وكثرة تفرعاته.

أي شخص يأتي للمكان عليه ترك الهاتف خارج "الحفرة" مهما كانت رتبته في الجيش لتجنب الاختراق، ولا يسمح سوى لعدد محدود من الأشخاص المصرح لهم بالدخول إلى المنطقة، بحسب المصدر.

المقر مقسم إلى غرف، وفق التقسيمات العملياتية والعسكرية، إذ تكون هناك غرف حربية لكل شُعب المنظومة الأمنية، وفي أغلبها يتم الدخول فقط عبر بصمة الأصبع لمن يحملون تصريحاً بذلك.

هناك أيضاً غرف نوم، ويجري إنشاء المزيد منها، وهناك صالة ألعاب رياضية وكنيس يهودي وغرفة طعام بها طاولات صغيرة للأكل، بهذا الشكل يضمن الجيش عدم حاجة عناصره إلى الخروج من النفق طوال فترة المهام الموكلة إليهم.

كل تفاصيل عمليات القتال في جنوب لبنان والجولان السوري تتم إدارتها من هذا المقر الذي يُعد عين الجيش الإسرائيلي وعقله في الشمال، وتحتوي "الحفرة" على غرفة الحرب التي يطلق عليها الجيش اسم "القلب النابض" للمقر.

ففي تلك الغرفة، يوجد عشرات الضباط والجنود وتنتشر شاشات الكمبيوتر خلف الطاولات الطويلة التي يجلس حولها ممثلو جميع القوات الإسرائيلية العاملة في الميدان، إلى جانب ممثلين عن هيئة الأركان العامة والقوات الجوية.

في قلب الحفرة النابض يوجد قائد القيادة الشمالية اللواء أوري جوردين، وقائد المخابرات، وقائد الهجوم. إذ يوجهون العمليات، بما في ذلك العمليات السرية عبر الحدود وأوامر الاغتيالات والهجمات على البنية التحتية، بحسب الصحيفة.

الشاشات المتعددة في الغرفة تعرض صوراً حية من مختلف وسائل المراقبة الإسرائيلية للبلدات اللبنانية، مثل الطائرات من دون طيار والطائرات المقاتلة والكاميرات المنتشرة على طول الحدود، ليتسنى للجنود رصد الأهداف.

ومن تلك الغرفة تُعطى الأوامر المباشرة إلى مشغلي الطائرات من دون طيار أو الطيارين الحربيين لمهاجمة أهداف معينة، لتظهر بعدها عملية القصف على الشاشة.

فإذا أضاءت الشاشة باللون الأزرق فإن الهجوم إسرائيلي، وإذا كان اللون أحمر فهو هجوم من حزب الله.

وتقول الصحيفة، إن الأمر بالنسبة للجنود هو مجرد ضغطة زر في هدوء، وبعد خروجهم من الحفرة ومشاهدتهم للتلفاز حينها يفهمون تأثير تلك الضربات على أرض الواقع.

ومن غرفة قلب النفق، يدير قادة الجيش أيضاً الحرب إلى مستوى المعارك الفردية والاستماع والتدخل والفصل بين الجنود في الميدان.

صحيفة إسرائيل هيوم تقول إن قاعدة القيادة الشمالية أصبحت أحد الأهداف الرئيسية لجماعة حزب الله، وأنه جرى استهدافها بهجمات صاروخية وطائرات من دون طيار.

وبعد يوم واحد من زيارة طاقم الصحيفة للمقر، ضرب صاروخ قاتل المبنى، وقتل مجندة وأصاب 8 آخرين.

وقال الصحافي إيدان أفني، الذي زار المقر، إنه أحد المباني الموجودة في وسط القاعدة، تظهر عليه علامات اصطدام طائرة من دون طيار ضربته قبل بضعة أسابيع فقط، وأحدثت أضرارا طفيفة، لكنها كانت دقيقة.

لذلك، تم بناء مقر الحفرة للقيادة تحت الأرض، بسبب الخوف من محاولات تعطيل نشاط القيادة في الحرب، وفقاً لإيدان.