بعد ٧ أكتوبر ليس كما قبله.. لماذا تخشى إسرائيل "الأقصى في رمضان"؟

وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير رفع توصية للحكومة بمنع عرب الداخل من الدخول للمسجد الأقصى في رمضان، كإجراء أمني يفرضه سير الأحداث الجارية في غزة والضفة الغربية.

تعليقا على هذه التوصية، قالت صحيفة تايمز أوف إسرائيل والقناة الإسرائيلية ١٣ إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقف إلى جانب وزير الأمن القومي اليميني إيتمار بن غفير، وأيد القيود المفروضة على وصول "العرب الإسرائيليين إلى المسجد الأقصى في الحرم القدسي خلال شهر رمضان".

وتقول الصحيفة إن قرار نتنياهو ليس نهائيا ما زال قيد النظر.

وبعد التقارير العديدة التي وردت في الصحافة الإسرائيلية عن الموضوع، رد مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على التقارير ببيان وصفته تايمز أوف إسرائيل بـ"الغامض" قال فيه إن رئيس الوزراء "اتخذ قرارا متوازنا يسمح بحرية الدين مع الحدود الأمنية اللازمة، والتي وضعها مسؤولون محترفون".

وأضاف البيان أن "أي تقرير آخر غير صحيح" دون أن يوضح القرار الذي اتخذ وما هي القيود التي سيتم وضعها.

يعتقد الشاباك أن السماح لعدد صغير من المصلين بالدخول إلى المسجد الأقصى سيساعد في منع الاشتباكات مع الشرطة. وأشار الشاباك إلى أن حماس لم تطلق على أحداث 7 أكتوبر بالصدفة اسم "طوفان الأقصى" عبثا، وحذرت من ضرورة تجنب الاعتداء على السكان المسلمين في إسرائيل والضفة الغربية خلال الفترة الحساسة وهي شهر رمضان.

قرارات نتنياهو التي يعارضها أعضاء في الحكومة والكنيست أكدها زعيم المعارضة يائير لابيد الذي نشر على منصة إكس أن هناك قيود سيتم فرضها على الصلاة في المسجد الأقصى خلال رمضان.

لكنه قال إن هذه القرارات سيحددها المسؤولون الأمنيون حسب التطورات الزمنية في البلاد.

ومثل "أبو خالد" وعائلته، اعتاد الفلسطينيون المسلمون أن يذهبوا بأعداد كبيرة إلى المسجد الأقصى في أيام الجمعة من شهر رمضان. وفي أول يوم جمعة من مضان ٢٠٢٣ أدى ١٠٠ ألف مصلٍ فلسطيني صلاة الجمعة في المسجد، وفي الأيام الأخرى ارتفع العدد ووصل إلى ما يقرب الربع مليون ليلة ٢٧ من رمضان (ليلة القدر).

حتى مع السماح بدخول الفلسطينيين لم يكن الوضع سهلا، فوفقا لوكالة وفا عن أول جمعة من رمضان ٢٠٢٣، منعت إسرائيل العشرات من الدخول إلى القدس عبر حاجز قلنديا العسكري.

كما أغلقت الشرطة مفترقات شوارع وطرق رئيسية بسواتر حديدية، ونشرت نحو 200 عنصر إضافي في شوارع وأزقة البلدة القديمة، وعرقلت وصول المصلين إلى المسجد، وأطلقت طائرة مسيرة في أجوائه، فيما اعتلى عناصرها أسطح مبانٍ ملاصقة للمسجد.

الفلسطينيون الذين ينتظرون قرارا بشأن دخولهم القدس، جاءهم الجواب في النشرة المسائية على قناة "كان" الإسرائيلية التي قالت إنه لن يسمح بدخول الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الحرم القدسي، وإذا حدث استثناء سيكون لمن تجاوزت أعمارهم الستين عاما.

وفيما يتعلق بـ"عرب الداخل" وسكان القدس، فستدرس الشرطة إمكانية تقييد دخول عشرات الآلاف منهم. وفي هذه الحالة أيضًا، سيتم وضع شرط العمر، لكن لم يتم اتخاذ قرار بشأن هذا الأمر بعد، بحسب قناة "كان".