ازدواجية واشنطن في مجلس الأمن: مشروعنا أو الفيتو

اقترحت الولايات المتحدة مشروع قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدعو إلى وقف "مؤقت" لإطلاق النار في الحرب الإسرائيلية على غزة. ويعارض مشروع الولايات المتحدة هجوما بريا كبيرا تشنه حليفتها إسرائيل في رفح وفقا للنص الذي اطلعت عليه رويترز.

وتأتي هذه الخطوة بعد أن أشارت الولايات المتحدة إلى أنها ستستخدم حق النقض يوم الثلاثاء ضد المشروع الجزائري، بسبب مخاوف من أنه قد يعرض المحادثات بين الولايات المتحدة ومصر وإسرائيل وقطر للخطر.

وفق رويترز، فإن أميركا تسعى إلى التوسط في وقف مؤقت للحرب ووقف إطلاق النار، وتسعى لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس.

في الحرب الحالية استخدمت أميركا حق النقض الفيتو مرتين كانتا في صالح إسرائيل وها هي تستعد لاستخدامه للمرة الثالثة.

• المرة الأولى كانت يوم الأربعاء 18 أكتوبر الماضي، حيث استخدمت أميركا الفيتو في مجلس الأمن ضد قرار يدعو إلى هدنة إنسانية بين إسرائيل وحركة حماس للسماح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة.

وتأجل التصويت مرتين خلال اليومين الماضيين لـ18 أكتوبر على النص الذي صاغته البرازيل في ظل محاولة الولايات المتحدة التوسط في إدخال المساعدات إلى غزة. وصوت 12 عضوا لصالح مشروع القرار يوم الأربعاء بينما امتنعت روسيا وبريطانيا عن التصويت.

• المرة الثانية كانت الجمعة 8 ديسمبر الماضي، حيث لم يتمكن مجلس الأمن الدولي من اعتماد مشروع قرار مقدم من دولة الإمارات العربية المتحدة بشأن الحرب في غزة بسبب استخدام الولايات المتحدة الأميركية حق النقض الفيتو بشأن المشروع الذي أيده 13 عضوا من أعضاء المجلس الـ15 مع امتناع المملكة المتحدة عن التصويت.

يذكر أن المرة الأولى التي استخدمت فيها الولايات المتحدة حق النقض لدعم إسرائيل كانت في سبتمبر 1972، عندما استخدمته ضد قرار يدعو إسرائيل إلى وقف عدوانها في لبنان. ومنذ 2001 استخدمت الولايات المتحدة الفيتو لدعم إسرائيل 14 مرة.

اقترحت الولايات المتحدة قرارا لمجلس الأمن الدولي يدعو إلى:

• وقف مؤقت لإطلاق النار.
• عدم قيام إسرائيل بمهاجمة رفح جنوب القطاع.

هذه المرة الأولى التي تدعم فيها الولايات المتحدة صراحة وقف إطلاق النار في غزة. وعلى الرغم من أنها تقول إن الهدنة المؤقتة يجب أن تبدأ "في أقرب وقت ممكن عمليا"، إلا أن ذلك يترك مجالا للمناورة للجيش الإسرائيلي، حسبما قالت صحيفة الغارديان.

وتعكس الخطوة الأميركية مدى استعداد أميركا للمضي عبر الأمم المتحدة للضغط على إسرائيل وعدم الاعتماد فقط على الرسائل الثنائية.

ووفقا للنص الذي اطلعت عليه الغارديان، فإن الهجوم الإسرائيلي على رفح "سيزيد من الأضرار بالمدنيين، وستنعكس تداعياته على السلام والأمن الإقليميين". لذلك ترى أميركا أن مثل هذا الهجوم البري الكبير لا ينبغي أن يستمر في ظل الظروف الحالية.