جنوب أفريقيا أخرى.. البرازيل تدير ظهرها لإسرائيل

في حديثه الذي أثار حفيظة إسرائيل، قال الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، إن ما يحدث في قطاع غزة مع الشعب الفلسطيني ليس له مثيل في لحظات تاريخية أخرى، ثم أضاف: "في الواقع، لقد حدث عندما قرر هتلر قتل اليهود".

في أعقاب التصريحات، استدعت إسرائيل سفير البرازيل لديها للتوبيخ، كما صرح وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس: "كلمات الرئيس البرازيلي مخجلة وخطيرة.. لن يمس أحد بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".

بنيامين نتنياهو أيضا ندد بتصريحات الرئيس البرازيلي، بحسب شبكة بلومبيرغ، إذ اعتبر المقارنة بين إسرائيل والهولوكوست النازي تجاوزًا لخط أحمر.

وفي بيان رسمي صادر عن مكتب كاتس، اعتبرت إسرائيل لولا دا سيلفا شخصا غير مرحب به في البلاد، لحين التراجع عن تصريحاته، بحسب وكالة رويترز، وجاء في البيان: "لن ننسى ولن نغفر، إنه هجوم جاد، ومعادٍ للسامية".

البرازيل بدورها استدعت السفير الإسرائيلي لديها، لكنها تقف ساكنة أمام الشرط الذي وضعته تل أبيب أمام عودة الترحيب بلولا دا سيلفا.

فلا تنوي البرازيل التراجع عن التصريحات التي أدلى بها الرئيس، بحسب مصادر على اطلاع بالمسألة تحدثت لوكالة رويترز.

شخص غير مرحّب به في دولة ما، أو Persona non grata باللاتينية، هي عبارة قانونية أو مصطلح يعني منع دبلوماسي محدد من دخول البلاد بصفته الدبلوماسية، أو تعاقب دبلوماسيا مقيما فعليا في البلاد بسبب سلوك غير مناسب، وذلك بحسب تعريف المتحف الوطني للدبلوماسية الأميركية.

واستُخدم المصطلح لأول مرة في القرن الـ19، أي أنه لا يعود للعصور الرومانية، وإنما يندرج تحت تصنيف اللاتينية الجديدة، بحسب صحيفة وول ستريت جورنال.

أزمة البرازيل ليست الأولى بأي حال منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة شهر أكتوبر الماضي.

فعلاقة إسرائيل الدبلوماسية بجنوب أفريقيا تأزمت هي الأخرى، فقد صرّح الرئيس سيريل رامافوزا، في وقت سابق، بأن بلاده تعتقد أن إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة.

إلا أن الحراك الجنوب أفريقي لم يتوقف على عتبة التصريحات، ففي نوفمبر الماضي استدعت جنوب أفريقيا سفيرها لدى إسرائيل وسحبت طاقمها الدبلوماسي منها.

لاحقا في الشهر ذاته، وافق البرلمان الجنوب أفريقي على قرار يؤيد قطع العلاقات مع إسرائيل وإغلاق السفارة، وذلك بموجب 248 صوتا مقابل 91 معارضا فقط، وفقا لوكالة أسوشيتد برس.

رفعت جنوب إفريقيا أيضا دعوى أمام محكمة العدل الدولية، اتهمت فيها إسرائيل بعدم الالتزام باتفاقية منع الإبادة الجماعية في قطاع غزة.