حرب غزة تجفف حليب المرضعات

في رفح، استقرت أسرة الرضيعتين ألما وسلمى، حيث الحياة ما هي سوى خيمة متواضعة، لا تقي من برد الشتاء، وشح مقيم في الطعام.

في الخيمة تجلس الأم عاجزة عن إطعام الصغيرتين، بعد أن أصابها سوء التغذية، بينما يتعين على الجدة محاولة إيجاد وجبة يومية للصغيرتين.

لا تتوقف المعاناة كما تصف الجدة لوكالة رويترز عند حاجز العثور على علبة حليب صناعي، بل هناك أيضا رحلة أخرى لمحاولة العثور على مياه نظيفة.

عندما تنجح الجدة في المهمتين، تذهب إلى بقعة من النيران حضرتها أمام الخيمة كي تغلي المياه وتحضر الحليب للصغيرتين.

تقول الجدة: "لا توجد تغذية للأمهات، لا يوجد طعام ليأكلنه، فكيف يرضعن؟..كل يوم أطعمها (أم الطفلتين) الزعتر، لا يوجد شيء آخر للأكل".

في بعض الأحيان، يتحول سوء التغذية إلى مشكلة جانبية أمام مصاب أكبر.

قبل أن تشتعل الحرب، سكنت رينا بيت لاهية في شمال قطاع غزة برفقة زوجها عمر، وطفلها حديث الولادة أحمد كما تقول لصحيفة الغارديان البريطانية.

مع بدء القصف على القطاع، هربت الأسرة من منزل قريب لآخر، إلا أن الموت لاحقها على نحو غير متوقع، فأثناء خروج الأب لشراء بعض احتياجات الأسرة في الـ١٧ من أكتوبر، أُصيب في غارة جوية وتوفي.

بعد موت الأب اضطرت الأم إلى رحلة نزوح إلى خانيونس ثم رفح، لكنها عجزت في كل الأحوال عن إرضاع صغيرها تحت وطأة الحزن.

تقول الأم: "بعد وفاته (زوجها) تدهورت حالتي النفسية..لم أعد أستطيع إرضاع أحمد".

وفقا لمنظمة الصحة العالمية تعاني الأمهات والصغار على حد سواء، إذ أن 95% من النساء الحوامل والمرضعات يعانين من الفقر الغذائي الحاد، مقابل 90% من الأطفال تحت عمر سنتين.

في الوقت ذاته 64٪ من الأسر تتناول وجبة واحدة في اليوم.

تعمد بعض الأسر إلى تقليل الحصص الغذائية التي يتناولها الكبار لمحاولة ضمانة أن يحصل الأطفال على كميات أكبر من الطعام، إلا أن المحاولات ليست مجدية في بعض الأحيان.

• في شمال قطاع غزة يعاني ١ من كل ٦ أطفال تحت عمر السنتين من سوء التغذية الحاد
• ما يقارب 3%من هؤلاء يعانون بالفعل من الهزال الشديد وهو أسوأ صور سوء التغذية وأكثرها تهديدا للحياة.

أما في جنوب القطاع ورفح بالتحديد:

• يعاني 5% من الأطفال تحت عمر سنتين من سوء التغذية الحاد.

أعلن برنامج الأغذية العالمي أمس الثلاثاء الموافق ٢٠ فبراير عن توقف مؤقت في تسليم المساعدات الغذائية لشمال قطاع غزة، وذلك إلى أن تسمح الظروف في القطاع بـ "توزيع آمن" لتلك الإمدادات الضرورية.

كان البرنامج قد استأنف توزيع المساعدات في الشمال يوم الأحد بعد تعليق لمدة ثلاثة أسابيع، بسبب هجوم على شاحنة تابعة لوكالة الأونروا.

ففيما تتدهور الظروف الإنسانية في القطاع، لا تمضي عملية توزيع المساعدات على نحو مستقيم إذ تعرضت قافلة من الشاحنات لهجوم من حشود المواطنين الجوعى أثناء توجهها نحو مدينة غزة، كما تعرضت لإطلاق نار لدى دخولها المدينة، بحسب وكالة رويترز.

أما في المنطقة ما بين خانيونس ودير البلح فقد تعرضت شاحنة تابعة لبرنامج الأغذية للنهب، وتعرض سائقها للضرب.