"الجيوب الإنسانية".. مختبرات إدارة غزة بعد الحرب

تود إسرائيل تحديد مناطق لتكون الأرض لاختبار إدارة القطاع في مرحلة ما بعد الحرب، عن طريق تعيين فلسطينيين لا ينتمون لحماس، لإدارة شؤون تلك المناطق المدنية.

ويقول المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لوكالة رويترز، إن هؤلاء يجب ألا يكونوا موظفين مدرجين على قوائم رواتب السلطة الفلسطينية المعترف بها دوليا.

أما عن هوية هولاء الأشخاص فقد قال المسؤول: "نبحث عن الأشخاص المناسبين للارتقاء إلى مستوى المسؤولية.. لكن من الواضح أن ذلك سيستغرق وقتا، إذ لن يتقدم أحد إذا اعتقد أن حماس ستطلق النار على رأسه"، حسب قوله.

من المفترض أن تقع تلك الجيوب في المناطق التي "تم طرد حماس منها"، وفق تعبير المسؤول الإسرائيلي، الذي يرى أن "نجاح التجربة يتوقف في نهاية الأمر على تحقيق إسرائيل لهدفها المتمثل بتدمير حماس تماما في القطاع".

تشير بعض المؤشرات إلى مناطق محددة، فقد ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن حي الزيتون شمال مدينة غزة هو المرشح لتنفيذ الخطة، والتي بموجبها سيقوم التجار المحليون وقادة المجتمع المدني بتوزيع المساعدات الإنسانية.

وأضافت أن الجيش الإسرائيلي سيوفر الأمن حول حي الزيتون، ووصفت القناة "التوغلات المتجددة للقوات هناك هذا الأسبوع بأنها تهدف إلى القضاء على فلول معقل لحماس تعرض لضربة شديدة في المراحل الأولى من الحرب"، حسب تعبيرها.

تعتبر حماس تلك الخطة محض إعادة احتلال إسرائيلي للقطاع، و"من ثم محكوم عليها بالفشل".

وقال رئيس الدائرة السياسية لحماس في الخارج، سامي أبو زهري: "نحن واثقون أن هذا المشروع هو نوع من العبث والتخبط ولن ينجح بأي حال من الأحوال".

سحبت إسرائيل قواتها ومستوطنيها من القطاع سابقا في عام 2005.

وتقول إسرائيل إنها ستحتفظ بسيطرة أمنية لأجل غير مسمى على غزة بعد الحرب، لكنها تنفي أن يكون ذلك من قبيل إعادة الاحتلال.

أوضح المسؤول الإسرائيلي أن السلطة الفلسطينية، التي تمارس سلطة محدودة في الضفة الغربية المحتلة، سيتم منعها من أن تكون شريكا في "الجيوب الإنسانية" بسبب عدم إدانتها لهجوم حركة حماس على إسرائيل في الـ٧ من أكتوبر.

ومع ذلك، قال المسؤول إن إسرائيل ستكون مستعدة للنظر في ضم شركاء إلى "الجيوب الإنسانية" ممن لهم صلات سابقة بحركة فتح.

وأبدى واصل أبو يوسف، المسؤول الكبير في منظمة التحرير الفلسطينية، رفضه للخطة الإسرائيلية الخميس.

وقال لرويترز: "الحديث عن إدارة محلية هي محاولات إسرائيلية بائسة لن تؤدي إلى شيء، والشعب الفلسطيني الذي صمد أمام آلة الحرب الإسرائيلية على مدار 140 يوما حتى الآن لن يقبل إلا بدولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف".