بعد أفدييفكا.. هل بدأت أوكرانيا مرحلة الانهيار؟

سيطرت القوات الروسية على أفدييفكا في 18 فبراير، وهو ما اعتبر أول انتصار لبوتين منذ ضمه مدينة باخموت في مايو 2023، وفقا لمجلة ذا إيكونوميست.

ونقلت صحيفة التلغراف البريطانية عن مسؤولين غربيين قولهم إن الاستيلاء على أفدييفكا لا يمثل بداية انهيار للقوات الأوكرانية، لأن "الروس يفتقرون إلى الفاعلية القتالية، حتى يتمكنوا من المضي قدمًا من أفدييفكا".

ومع ذلك، تشير مصادر إلى تقدم القوات الروسية بعدد من الجبهات في أوكرانيا، إذ سيطرت على بلدة سيفريني غربا، وتواصل توغلها باتجاه تونينكي. ومن الجهة الشمالية، تتقدم للسيطرة على أورليفكا، في الوقت الذي تحاول فيه إعادة السيطرة على بعض المدن التي كانت قد استعادتها أوكرانيا في الهجوم المضاد الذي شنته في الصيف الماضي.

نشرت صحيفة تليغراف تقريرا يشير إلى أنّ الجنود الأوكرانيين يعانون نقصا حادا في مخزون الذخائر، لدرجة أن معداتهم فارغة ولا يستطيعون استهداف الجنود الروس.

ونقلت الصحيفة عن أحد الجنود قوله "إذا كان لدينا ما يكفي من القذائف، يمكننا تدمير العدو من مواقع مثل هذا الحقل، إذ لدينا نقطة مراقبة مثالية".

وبعدما وعدت الولايات المتحدة والدول الأوروبية، كييف، بتوفير أكثر من 200 مليون ذخيرة بحلول مارس 2024، لا يوجد في مخازن الاتحاد الأوروبي سوى 542 ألفا فقط، وهو عدد ضئيل مقارنة بـ4 ملايين ذخيرة لدى روسيا، بالإضافة إلى قدرتها على إنتاج 2.1 مليون ذخيرة محليا بعام 2024.

ويمكّن هذا التفوق روسيا من إطلاق 10 آلاف ذخيرة يوميا، في الوقت الذي لا يتجاوز فيه عدد الذخائر التي تطلقها أوكرانيا ألفين.

في ظل نقص الذخائر والانتصارات الروسية، يعاني الجنود الأوكرانيون تراجع المعنويات القتالية. ونقلت الصحيفة عن جندي أوكراني قوله: "ليست هناك فائدة من القتال إذا لم يكن لدينا ما يكفي من الذخيرة. إذا استمر الوضع هكذا لبضع سنوات أخرى فستحدث كارثة".

على عكس أداء قواتها البرية، يبدو أنّ البحرية الأوكرانية تحقق أداءً أفضل في مواجهة الأسطول الروسي في البحر الأسود، إذ تفيد تقارير أوكرانية وغربية بتدمير 25 سفينة وغواصة روسية واحدة، وفقا لمجلة ذا إيكونوميست.

في 14 فبراير، نشر مسؤولون أوكرانيون صورا لما وصفوه بتدمير سفينة روسية، وقالوا إنّ باقي السفن اضطرت على أثر ذلك إلى الابتعاد عن الساحل الأوكراني.

وتُعد البارجة الحربية "موسكفا" أشهر سفينة روسية تمكنت القوات الأوكرانية من إغراقها في أبريل 2022 بعد استهدافها بصاروخين من طراز نبتون المضاد للسفن، في حين قالت روسيا إن السفينة غرقت بعد حريق غير محدد المصدر في ظل ظروف جوية سيئة وبحر عاصف.

ذكر تقرير نشرته نيويورك تايمز في 22 فبراير 2024، أن الجهود الغربية لعزل روسيا باءت بالفشل، وأن الرئيس فلاديمير بوتين ليس معزولاً كما كان يأمل المسؤولون الأميركيون.

ويشير التقرير إلى أنّ "قوة روسيا المتأصلة في إمداداتها الهائلة من النفط والغاز الطبيعي كانت سبباً في تعزيز قدرتها المالية والسياسية على الصمود"، بل وفي زيادة نفوذ موسكو في أجزاء من آسيا وأفريقيا وأميركا الجنوبية.

ولفت التقرير إلى أنّ دولاً مثل الصين والهند والبرازيل تشتري النفط الروسي بكميات قياسية، مستفيدة من التخفيضات الكبيرة التي تقدمها موسكو. ومع هذه العلاقات الاقتصادية المتنامية، تولّدت علاقات دبلوماسية قوية، بما في ذلك مع بعض شركاء الولايات المتحدة المقربين.

حتى العقوبات المفروضة على المليارديرات الروس لم تؤثر في ثرواتهم، وفقاً لمجلة فوربس، في نسختها الروسية، إذ ذكرت أن أغنى أغنياء روسيا أضافوا 152 مليار دولار إلى ثرواتهم خلال العام المنصرم بفضل ارتفاع أسعار الموارد الطبيعية.

وبحسب تقرير المجلة، الذي نقلته أيضاً وكالة رويترز، بلغ عدد المليارديرات في العام الماضي 110، بزيادة 22 عن عام 2022، كما أنّ إجمالي ثرواتهم ارتفع إلى 505 مليارات دولار من 353 مليار دولار في عام 2022.

وقالت فوربس، إن القائمة كان من الممكن أن تطول لولا تخلي 5 من المليارديرات عن جنسيتهم الروسية، وهم يورى ميلنر مؤسس دي.إس.تى غلوبال، ونيكولاي ستورونسكي مؤسس ريفولت، وتيمور تورلوف مؤسس فريدوم فاينانس، وسيرجى دميتريف، وفالينتين كيبياتفكوف المؤسسان المشاركان لشركة جيت برين.

من ناحية أخرى أظهرت تقارير غربية وروسية ازدياد مستوى دخل المواطنين الروس، غير متأثرين بذلك بموجات العقوبات الغربية التي توصف بأنها الأقسى على الإطلاق في تاريخ العقوبات.

ففي دراسة أصدرتها مؤسسة فين إكسبيرزيا الروسية للتدقيق والاستشارات، أظهرت النتائج أن عدد الروس من ذوي الدخل المتوسط ازداد بـ10 ملايين شخص في عام 2022، ليصل عدد السكان الذين يكسبون أكثر من 45 ألف روبل شهريا (500 دولار) إلى 53 مليون مواطن.

وأيضا تشير التقارير إلى أن العقوبات الاقتصادية كانت لها انعكاسات إيجابية على المواطنين الروس، كما أوضح الصحافي الأميركي تاكر كارلسون خلال جولة في متجر للأغذية بروسيا واندهاشه بما يمكن للمواطن الروسي العادي شراؤه مقارنة بنظيره الأميركي. واتهمت وسائل إعلامية غربية كارلسون بتنفيذ حملة دعائية لصالح بوتين.