إسرائيل.. حرب غزة تضرب "صحة الجنود العقلية"

بعد مرور نحو أسبوعين على الحرب وتحديدا في 22 أكتوبر الماضي، قال جنود إسرائيليون إنهم لا يستطيعون الحصول على الدعم النفسي داخل الجيش الإسرائيلي.

وقال خبير نفسي وقتها لصحيفة هآرتس إن الجيش الإسرائيلي لا يتخذ أي خطوات فعالة لمنع الصدمات، وينتظر أن يطلب الجنود المساعدة.

وحذر الخبير من أن العديد من الجنود الإسرائيليين سيجدون صعوبة في العودة إلى الخدمة في غياب خطوات فعالة لتزويدهم بالدعم النفسي.

الصحيفة نقلت عن إحدى الجنود أن الوضع النفسي للجنود غير مريح، وهم يعانون من اضطرابات جعلتهم يطلبون المساعدة من زملائهم الجنود الذين يملكون خلفية "بسيطة" عن العلاج النفسي، معللين ذلك بأن الجيش لم يوفر لهم العلاج والدعم النفسي.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن أن 200 جندي تم تسريحهم من القتال وعادوا إلى منازلهم بسبب مشاكل نفسية ظهرت عندهم خلال وجودهم على الجبهة.

الخميس 29 فبراير أعلن الجيش أنه سيفتتح مركزا لخدمات الصحة العقلية يشمل وحدة للاستجابة القتالية، وهي عيادة لعلاج ما بعد الصدمة للجنود النظاميين.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء 28 فبراير إنه خلال الحرب الحالية دخل العشرات من الأطباء العسكريين إلى القطاع لتقديم علاج أولي للمقاتلين الذين تعرضوا لأحداث معقدة من مختلف الأنواع.

وبحسب الجيش فإن نحو 85% من المقاتلين الذين كانوا بحاجة للعلاج عادوا إلى القتال في غزة، بحسب صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية.

موقع I24 الإسرائيلي قال إن المركز النفسي الجديد سيخصص لتوفير خدمات صحة نفسية عالية الجودة ويمكن لجنود الجيش النظاميين والاحتياطيين الاستفادة من خدماته.

وأطلق الجيش الإسرائيلي مركز اتصال يعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع لتقديم المساعدة الطبية الطارئة، مما يضمن حصول الجنود على رعاية شاملة تعالج الصحة الجسدية والعقلية وسط تحديات العمليات القتالية في غزة.

نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن العقيد غادي أمير، كبير الأطباء النفسيين السابقين في الجيش الإسرائيلي، نشر رسالة وصفتها الصحيفة بـ"غير العادية" على كل مجموعة واتساب تمكن من العثور عليها.

وكان يقدم الإسعافات الأولية النفسية، عبر الهاتف أو شخصيا، لأي جندي نظامي أو احتياطي يحتاج إلى المساعدة، دون إشراك مسؤولي الجيش. وكتب "اتصل بي مباشرة".

وقال أمير للصحيفة: "تلقيت عشرات المكالمات، وبما أنني لست معالجًا محترفًا، فقد أنشأت مجموعة من المتطوعين الذين يتحدثون مع أي شخص يتصل". وأضاف الطبيب المتقاعد: "كان من بين المتصلين جندي مظلي كان يخوض معركة في الجنوب".

منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى فبراير 2024، والجنود النظاميون الاحتياطيون يتحدثون عن عدم توفر إمكانية الوصول الكافي إلى خدمات الإسعافات الأولية النفسية التي يقدمها متخصصون في قوات الجيش الإسرائيلي.

وفي أعقاب هذه التقارير، قدم أطباء متطوعون بشكل غير رسمي خدمات العلاج النفسي للجنود وحتى قادة الجيش.

اليوم ينتظر الجنود الإسرائيليون أن تدور عجلة المركز الطبي النفسي الجديد ليعالجوا اضطراب ما بعد الصدمة الذي يمكن أن يكون قد أصابهم بسبب قتالهم في غزة.

في ذات الوقت يعيش أكثر من 2 مليون مواطن فلسطيني في غزة لا يفكرون بأمراضهم النفسية، لأنهم مشغولون بتأمين طعامهم في ظل الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع.