لمن الحسم اليوم؟.. "الثلاثاء الكبير" أمل هيلي الأخير ضد ترمب

أمس الأول، تم إعلان ترمب رسميا فائزاً بولاية ميشيغان، بما يقرب من 68% من الأصوات، بعد أن هزم هيلي أيضاً هزيمة مذّلة في ولايتها الأم، بـ60% من الأصوات، وهو يتقدم بثبات في كل الولايات المتبقية، ويبدو أنه من الصعب إن لم يكن من المستحيل إيقافه.

وبعد فوزه في ميشيغان، يكون ترمب قد اكتسح جميع السباقات التمهيدية للحزب الجمهوري في أيوا، ونيوهامشير، ونيفادا، وجزر فيرجن، وساوث كارولينا.

لكن يبدو أن نيكي هيلي مصممة على الاستمرار حتى النهاية، وفي تصريح لها الأربعاء لشبكة CNN، أكدت أنها أمل الجمهوريين للفوز بالانتخابات الرئاسية العامة في نوفمبر، وقالت "ترمب سيفشل في الفوز بالانتخابات العامة".

ويرى جيف دنكان، القيادي الجمهوري، والنائب السابق لحاكم ولاية جورجيا الأميركية، أنه على الرغم من أن الحسابات الانتخابية واستطلاعات الرأي ليست في صالح هيلي، فإن هناك العديد من الأرقام الأخرى التي يجب ألا يتم إغفالها.

قال دنكان: "خلال الربع الأخير من عام 2023، تفوقت هيلي على ترمب في جمع 24 مليون دولار في تبرعات حملاتهما الانتخابية، مقارنة بـ19 مليون دولار".

وكشف خلال مقال، حول فرص هيلي في الانتخابات، عن تفوقها مرة أخرى في تبرعات الجمهوريين خلال يناير الماضي، إذ تجاوز جمع التبرعات التي قامت بها ما جمعه ترمب مجدداً بنحو 9.8 مليون دولار مقابل 8.8 مليون دولار لمنافسها.

ودعا هيلي إلى عدم الانسحاب من السباق الانتخابي، مهما كانت الضغوط.

وأضاف دنكان "لا يوجد سبب يدعو هيلي إلى التوقف الآن، حتى مع اكتساح ترمب في باقي الولايات، فهناك دائماً المرة القادمة في انتخابات 2028، لربما يستيقظ الناخبون الجمهوريون".

وعلى الجانب المقابل، ذكر تقرير لمجلة إيكونوميست، أنه يمكن التسامح مع فكرة هزيمة هيلي في أول سباقين، سواء كان ذلك في ولاية أيوا أو نيوهامشير، "لكن الإهانة التي عانت منها يوم 24 فبراير وخسارتها المدوية في مسقط رأسها كان أمراً قاتلاً".

من جانبه يري الزميل الأول بمركز بروكينغز للأبحاث، بالعاصمة الأميركية واشنطن، ويليام أ. غالستون، أن الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في كل الولايات عدا ولاية واحدة، لا تعطي مؤشراً حقيقياً للفائز النهائي، مضيفاً: "فوز ترمب بولاية ساوث كارولينا مؤشر حقيقي على عمق شعبيته لدى الناخبين الجمهوريين".

وتابع خلال حوار افتراضي، عبر زووم، حول نتائج الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري الأخيرة، شارك فيه موقع بلينكس، أن ولايتي أيوا أو نيوهامشير لا تعطيان مؤشرات دقيقة على توجهات الناخبين الجمهوريين، لكن ساوث كارولينا مختلفة بشدة، إذ كانت أول ولاية جنوبية تشهد انتخابات تمهيدية قبل عدة أيام، وعادة ناخبيها أكثر تحفظا وأكبر سناً.

وأضاف: "ساوث كارولينا بالتحديد صورة مصغّرة للحزب الجمهوري على مستوى البلاد".

وأضاف، عادة ما يكون مرشح الحزب الجمهوري في نوفمبر هو الفائز بولاية ساوث كارولينا في فبراير، مشيراً إلى أنه منذ عام 1980، كان الجمهوري الوحيد الذي فاز بالترشيح دون الفوز بساوث كارولينا هو ميت رومني، في عام 2012.

وأشار الباحث الأميركي، إلى أن هيلي كانت لتبلي بلاء أفضل من أدائها الحالي في الانتخابات التمهيدية لو واجهت أي مرشح آخر، لكن وجود ترمب في الصورة يجعل كل شيء مختلفاً بالقطع، قائلا: "نشاهد انتخابات تمهيدية غير مسبوقة حقاً من حيث حجم المشاركة واتساع الزخم حولها".

وأضاف غالستون، يحتاج المرشحون الجمهوريون إلى الفوز بـ1215 مندوباً، أي أكثر من نصف المندوبين المتاحين البالغ عددهم 2429 مندوباً، للفوز بالترشيح، وتتوقع حملة ترمب أنه سيكون لديه أكثر من 50% من الأصوات بحلول 19 مارس، مع تصويت أريزونا وفلوريدا، وإلينوي وكانساس وأوهايو.

أما كريس الزميل أول في معهد إنتربرايز الأميركي، ستريوالت، فيرى أن النتائج التي حققها ترمب في الولاية الجنوبية مؤخراً، ربما تعكس بدقة توجهات الحزب الجمهوري، الذي يحظى بشعبية طاغية في الولاية ويسيطر على كل شيء تقريباً.

وتابع، يمثل فوز الرئيس الأميركي السابق انتكاسة كبيرة لجهود هيلي الانتخابية، لا سيما أن الانتخابات جرت في الولاية التي كانت حاكمة لها لست سنوات كاملة.

وأشار الباحث الأميركي، إلى أنه منذ ترشّح رونالد ريغان عام 1976، تعد هذه أسرع انتخابات تمهيدية في الحزب الجمهوري وأكثرها حسماً وأقلها تنافسية.

وتابع: "باستثناء حصول مفاجأة، مثل مشكلة صحية، أو حدث قانوني، يبدو أن ترمب يتجه بسرعة نحو ضمان ترشيح الحزب الجمهوري".

في غضون ذلك، يبدو أن هيلي تراهن على إمكانية استبعاد ترمب من السباق الانتخابي برمته، بسبب القضايا لجنائية التي يواجهها في المحاكم الأميركية.

ومن المقرر أن تبدأ أول محاكمة جنائية لترمب في 25 مارس بمدينة نيويورك، إذ يواجه في هذه القضية تهماً بتزوير سجلات تجارية لإخفاء دفعات مالية قدمها لممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز.

ويواجه ترمب أيضاً 3 مجموعات أخرى من التهم، منها لائحة اتهام اتحادية بالتآمر، لمحاولة قلب نتائج الانتخابات التي فاز فيها بايدن بالرئاسة عام 2020.