سياسة
توالت ردود الأفعال الدولية، بعدما قُتل أكثر من 118 فلسطينيا، الخميس، في شمال غزة خلال عملية توزيع مساعدات، فيما يُعرف إعلاميا باسم "مجزرة الرشيد" أو "مجزرة دوار النابلسي".
وأفاد طبيب في مستشفى الشفاء بمدينة غزة، بأن الجنود الإسرائيليين أطلقوا النار على "آلاف المواطنين" الذين هرعوا نحو شاحنات تحمل مساعدات.
وبحسب شهود عيان ووزارة الصحة في غزة، فتح الجنود الإسرائيليون المتمركزون قرب قافلة المساعدات النار على الحشد الذي اندفع نحو الشاحنات عند وصولها إلى دوار النابلسي في غرب المدينة.
من جانبه، قال مصدر من الجيش الإسرائيلي، إن الجنود الذين شعروا "بالتهديد" أطلقوا الرصاص الحي، لكنها نفت أن يكون إطلاق النار أوقع هذا العدد من القتلى.
وتحدث الجيش عن سقوط "عشرات القتلى والجرحى" من جراء التدافع أو تعرضهم للدهس من قبل الحشود التي "حاصرت الشاحنات ونهبت" حمولتها.
أدانت دولة الإمارات الحادث وطالبت بتحقيق مستقل وشفاف ومعاقبة المتسببين، محذرة من الوضع الإنساني الكارثي بالغ الحساسية والخطورة، بحسب ما أفادت وكالة أنباء الإمارات (وام).
واستنكرت المملكة العربية السعودية بشدة، استهداف المدنيين العزل شمال قطاع غزة، مطالبة المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم بإلزام إسرائيل بقواعد القانون الدولي.
واعتبرت مصر استهداف مواطنين مسالمين استهتارا بقيمة الإنسان وقدسية روحه.
الولايات المتحدة قالت إنها تدرس "الروايات المتضاربة" بشأن ما حدث، وأوضحت أنها "تضغط للحصول على أجوبة" بشأن ما وقع، وحثّت في الوقت نفسه إسرائيل على ضمان الوصول "الآمن" للمساعدات في غزة.
أعلنت الصين، الجمعة، أنها "تدين بشدّة" مقتل عشرات الفلسطينيين في أثناء توزيع مساعدات بشمال قطاع غزة.
وقالت الناطقة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ: "تشعر الصين بالصدمة حيال هذه الحادثة وتدينها بشدّة.. نعرب عن حزننا على الضحايا وتعاطفنا مع الجرحى".
وقالت ماو، إن "الصين تحضّ الأطراف المعنية، خصوصا إسرائيل، على وقف إطلاق النار ووضع حد للقتال فورا وحماية سلامة المدنيين بصورة جدية وضمان إمكانية دخول المساعدات الإنسانية وتجنّب كارثة إنسانية أكثر خطورة".
تعليقا على الواقعة، قال مسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث، إن "الحياة في غزة تلفظ أنفاسها الأخيرة على نحو يثير الرعب".
من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على لسان المتحدث باسمه "لا نعرف تحديدا ما حدث. ولكن سواء قتل هؤلاء الأشخاص بنيران إسرائيلية، أو سحقتهم الحشود، أو دهستهم الشاحنات، فهذه أعمال عنف مرتبطة بطريقة ما بهذا النزاع"، مضيفا أن الواقعة جرت في "ظروف مروعة".
وأضاف أنه "مصدوم" من أحدث تطورات الحرب مع إسرائيل التي تقول سلطات فلسطينية إن أكثر من 30 ألف مدني قتلوا فيها منذ السابع من أكتوبر.
أدانت الرئاسة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة "المجزرة البشعة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي"، واتهمت إسرائيل بالسعي إلى "ذبح الشعب الفلسطيني وتهجيره من أرضه".
وطالب السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن الدولي بإصدار قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار خلال اجتماعه الطارئ الخميس.
وقال رياض منصور للصحافة، إن "هذه المجزرة الوحشية دليل على أنه ما دام مجلس الأمن مشلولا ويتم فرض الفيتو، فإن الفلسطينيين يدفعون حياتهم ثمنا".
أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فجر الجمعة، عن "أشدّ الإدانة"، مطالباً بجلاء "حقيقة" ما جرى وتحقيق "العدالة" للضحايا.
وقال، في منشور على منصة إكس للتواصل الاجتماعي: "سخط عميق إزاء الصور الآتية من غزة حيث استُهدف مدنيون من قبل جنود إسرائيليين".
من جانبه، ندد منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على منصة إكس بـ"المجزرة الجديدة" بين المدنيين في غزة الذين هم في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية.
وقال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، عبر منصة إكس، إن "الطبيعة غير المقبولة لما حدث في غزة (...) تؤكد الحاجة الملحة لوقف إطلاق النار".
وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان: "إسرائيل أضافت جريمة جديدة إلى جرائمها ضد الإنسانية".
قال الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، عبر منصة إكس: "في أثناء انتظار الغذاء، قُتل أكثر من 100 فلسطيني على يد (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو. يسمى هذا إبادة جماعية ويذكرنا بالهولوكوست رغم أن القوى العالمية لا تريد الاعتراف بذلك".
وأضاف الرئيس اليساري "لهذا السبب، علقت كولومبيا جميع مشترياتها من الأسلحة من إسرائيل".
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة