"خدعة" إيران النووية

تعلم طهران أن أي تحرك من جانبها لتقليص مخزون اليورانيوم، الذي يمكن استخدامه في الأسلحة، سيكون موضع ترحيب من قبل الدبلوماسيين في الوكالة الدولية للطاقة الذين يجتمعون في الرابع من مارس بفيينا.

وأعربت قبل أيام الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن "قلقها المتزايد"، بحسب تقرير لها غير معد للنشر اطلعت عليه وكالة فرانس برس.

أشار المدير العام للوكالة، رافايل غروسي، إلى أن "إيران تدلي بتصريحات علنية حول القدرات التقنية لإنتاج الأسلحة النووية، ما يعزز المخاوف"، داعيا طهران إلى التعاون التام، بعدما استمرت العلاقات بين الطرفين بالتدهور في الأشهر الأخيرة.

علي فايز عضو مجموعة الأزمات الدولية، يقول لبلومبرغ: "إن القلق الرئيسي بشأن الأنشطة النووية الإيرانية، لا يتعلق بما هو ظاهر، بل بالجزء الذي لم يعد مرئيا".

وقال مسؤول أوروبي طلب عدم ذكر اسمه إن "خفض المخزون من خلال تحويل اليورانيوم إلى وقود مرغوب به في الصناعات النووية، لا يخفف المخاوف بشأن الجوانب الأخرى من البرنامج النووي الإيراني".

تؤكد إيران أن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية ومدنية بحتة، وهي الدولة الوحيدة التي لا تملك أسلحة نووية وتنتج اليورانيوم المخصب بنسبة 60%.، بحسب صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية.

ووصفت التقارير السرية للوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتي تم توزيعها على الدول الأعضاء يوم الاثنين، خطورة برنامج إيران النووي، كما سلطت الضوء على رفض طهران المستمر للتعاون مع الوكالة في القضايا الأساسية، مثل حظر بعض مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من دخول البلاد، بحسب الصحيفة.

وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، في مقابلة للصحيفة الأميركية: "إن خفض إيران لليورانيوم عالي التخصيب يمثل تذبذبات هامشية في مخزون طهران ونحن لا نرى أو نعتبر هذا مؤشرا لأي شيء".

وفقاً لتعريف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن حوالي 42 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% هي الكمية التي يمكن بها إنتاج سلاح ذري واحد من الناحية النظرية.

وذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنه بين يونيو ونوفمبر من العام الماضي، أبطأت إيران وتيرة التخصيب إلى 3 كيلوغرامات شهريا، لكنها زادت المعدل مرة أخرى إلى 9 كيلوغرامات في نهاية العام.

وبموجب الاتفاق النووي الأصلي مع القوى العالمية في عام 2015، سمح لإيران بتخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء تصل إلى 3.67% فقط، والاحتفاظ بمخزون من اليورانيوم يبلغ 300 كيلوغرام.

قال نائب رئيس مبادرة التهديد النووي، إريك بروير، لوكالة أسوشيتد برس إن إيران من المحتمل أن تصنع عدة قنابل نووية.

وأضاف بروير: "تمتلك إيران ما يكفي من المواد بنسبة 60% لصنع ما يقرب من ثلاثة أسلحة نووية، إذا تم تخصيبها إلى نسبة 90%، وعندما تضيف مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% و5%، فإن لديها ما يكفي من المواد لصنع عدة قنابل إضافية".

واختتم بروير: "ستحتاج إيران إلى بضعة أسابيع فقط لإنتاج تلك المواد المستخدمة في صنع الأسلحة، ولكن ربما تحتاج إلى وقت أطول بكثير - سنة أو أكثر - لبناء قنبلة فعلية يمكنها إيصالها".