كواليس خطاب الاتحاد.. أشهر من الإعداد وتدريبات لبايدن

على طريقتها الخاصة، تصف سارادا بيري، وهي إحدى كُتّاب الخطابات في عهد الرئيس باراك أوباما، بأن خطاب حالة الاتحاد يمثّل لحظة فارقة في عالم كُتاب الخطابات، تشبهها بنهائي دوري كرة القدم الأميركية "سوبربول".

ولأنه ليس مجرد خطاب عادي، فإنه عادة ما يتطلّب إعداده أشهرا عديدة، ففي أكتوبر ونوفمبر بحسب حديث بيري لوكالة فرانس برس، تبدأ عملية جمع الأفكار للخطاب، من مصادر مختلفة، كالوزارات والإدارات وأرقام الميزانية.

لاحقا، تُعد مسودة أولية للخطاب قبل عطلة عيد الميلاد، إلا أن "الأمور الجدية" تبدأ حقا بعد العودة مع بداية العام الجديد، بحسب كاتبة الخطابات.

المهمة شاقة في كل الأحوال، فوفقا لتيري شوبلات المساعد السابق للرئيس باراك أوباما، يعد خطاب حالة الاتحاد هو الخطاب "الذي نحلم بكتابته"، لكنه يُضيف: "وبعد ذلك، نأمل ألا نضطر للقيام بذلك مرة أخرى".

هذا العام لا يخاطب الرئيس جو بايدن أعضاء الكونغرس فقط، وإنما ملايين المصوتين الذين يضعون علامة استفهام حول كل من حالته الصحية والعقلية، ومدى أهليته لقيادة الأمور على مدار فترة رئاسية جديدة.

ومن ثم فإن الرئيس ذاته لديه فروض منزلية عليه القيام بها، متمثلة في التدرب على الخطاب. وقد أتم الرئيس تلك المهمة على مدار 3 أيام في كامب ديفيد، إذ أمضى الوقت في التدريب، برفقة 6 من المساعدين، بالإضافة إلى مؤرخ واحد، بحسب تقرير أعدته نيويورك تايمز.

نظريا، تفصلنا عن إلقاء الخطاب ساعات قليلة، إلا أن مساعدي بايدن يؤكدون أن الخطاب سوف يظل قيد التعديل حتى لحظة صعود بايدن على المنصة.

كما أن البيت الأبيض تحفّظ حتى الآن عن الإفصاح عن الموضوعات التي سوف يناقشها بايدن، وعما إذا كان ينوي الإشارة بشكل أو بآخر إلى منافسه المرجح في الانتخابات المقبلة، دونالد ترمب.

بايدن أيضا لا يقوم عادة بالأمور على الطريقة السهلة، ففي العام الماضي قدم الرئيس الأميركي خطابه في أكثر من 9 آلاف كلمة.

ألقى بايدن الخطاب في أكثر من 70 دقيقة، إلا أن الرقم القياسي، يذهب للرئيس الأسبق بيل كلينتون في عام 2000، الذي قدّم خطابه في ساعة و28 دقيقة، حسب وكالة فرانس برس.

بالطبع القائمة الرئيسية لحضور الخطاب معروفة ومحفوظة كل عام، إذ تتشكّل من أعضاء الكونغرس الأميركي.

لكن ذلك ليس كل شيء، فهناك قائمة ضيوف أخرى، قوامها 20 شخصا، أفرج عنها البيت الأبيض في السابع من مارس.

وتتشكل القائمة من أشخاص تجسد حيواتهم القضايا والموضوعات التي سوف يناقشها بايدن في الخطاب، أو يجسدون سياسات إدارته الفعلية.

وعادة ما يحل هؤلاء الضيوف على مقصورة السيدة الأولى، إذ سوف يستمعون معها للخطاب، بحسب موقع البيت الأبيض.

ومن بين ضيوف هذا العام، الشابة جازمين كازاريس، وهي إحدى الناشطات في مجال وضع قيود على تداول الأسلحة، وقد قُتلت شقيقتها في حادث إطلاق نار بمدرسة ابتدائية.

وأيضا كيت كوكس، وهي أم لطفلين من ولاية تكساس، عانت من عواقب حظر الإجهاض في ولايتها.

بالإضافة إلى أولف كريستيرسون، رئيس وزراء السويد، التي انضمت بلاده رسميا لحلف الناتو، الخميس.