هنية والسنوار.. لماذا تتباين الآراء حول الهدنة؟

اختلفت مطالب السنوار عن مطالب رئيس المكتب السياسي للحركة المتواجد في قطر إسماعيل هنية، والذي يقود المحادثات مع المسؤولين القطريين والمصريين والأميركيين.

ظهر تباين الآراء، بين الاثنين، بسبب اتفاق وقف إطلاق النار. وبحسب الصحيفة، كان هنية على استعداد لقبول وقف القتال لمدة ٦ أسابيع لتقديم بعض الراحة لسكان غزة الذين يبلغ تعدادهم 2.3 مليون نسمة.

ويرى هنية أنهم يستطيعون استغلال الوقت لاستكشاف إمكانية التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار والانسحاب العسكري الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة.

يرى السنوار، الذي يقود المعركة من داخل غزة، أن المفاوضات يجب أن تفضي إلى وقف "دائم" لإطلاق النار، وتقول وول ستريت جورنال إن مسؤولين مصريين مطلعين على المفاوضات يقولون إن السنوار يعتقد أن اليد العليا في المفاوضات له، لأن إسرائيل تشهد انقسامات داخلية في الحكومة ومجلس الحرب.

مطلب السنوار، يأتي وفق مسؤولين مصريين في وقت تزيد الخلافات بين واشنطن وإسرائيل، وهذا ما يدركه السنوار، ويعول عليه، لذلك فهو يدفع من أجل تضمين وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من غزة.

ظهرت التوترات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، خلال الأيام الأخيرة، ودل على ذلك خطاب نائبة الرئيس، كامالا هاريس، الأحد، حين دعت إلى وقف فوري لإطلاق النار لمدة ٦ أسابيع.

وتشير الصحيفة إلى أن "حجم المعاناة الهائل في غزة، يجب أن يكون هناك وقف فوري لإطلاق النار".

ويضغط مسؤولون أميركيون وعرب منذ أسابيع على إسرائيل وحماس للموافقة على هدنة مدتها ٦ أسابيع قبل بداية شهر رمضان.

ويقول أشخاص مطلعون على الأمر إن مدير وكالة المخابرات المركزية CIA، ويليام بيرنز، كان قد شارك بشكل رئيسي في مفاوضات غزة، وسافر إلى مصر، يوم الأربعاء 6 مارس، وإلى قطر، يوم الخميس، لبحث ملف الرهائن العالق في المفاوضات.

تربط إسرائيل بين انهيار المحادثات، ومضيّها قدما في عملية عسكرية ضد مدينة رفح التي يعيش فيها أكثر من مليون فلسطيني.

وهذا هو الملف الآخر الذي ظهر فيه الخلاف بين الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل. وقال الجيش الإسرائيلي إنه "سيواصل العمل ضد جميع كتائب حماس في جميع أنحاء القطاع، بما في ذلك رفح، آخر معقل لحماس".

في السياق عينه، أوضح نتنياهو، الخميس 7 مارس: "من يطلب منا عدم العمل في رفح، يقول لنا أن نخسر الحرب وهذا لن يحدث".

الولايات المتحدة حذرت من قبل من مثل هذه الخطوة، من دون خطة للحد من الأضرار التي ستلحق بالمدنيين. ويقول المحللون إن إسرائيل ليست مستعدة بعد للتحرك نحو رفح بسبب نقص القوات والحاجة إلى إجلاء المدنيين.

ما يمكن أن يغير الحسابات لدى حماس، ويجعلها تعيد النظر في مطالبها هو أن قطر هددت بطرد مسؤولي حماس من الدوحة إذا فشلوا في إقناع قادة الحركة في غزة بالموافقة على صفقة، وفقا لمسؤول في حماس ومسؤولين مصريين، تحدثوا مع وول ستريت جورنال.

قال مسؤولون عرب وإسرائيليون إنهم يخشون من أن السنوار يقوض عمدا المحادثات على أمل أن يحشد رمضان الدعم الشعبي العربي لحماس، مما يؤدي إلى تصعيد التوترات في الضفة الغربية والقدس.

إحدى النقاط الشائكة في المفاوضات بخلاف "مدة وقف إطلاق النار" هو عدم ذكر حماس عدد الرهائن الذين ما زالوا على قيد الحياة، فيما تعتقد إسرائيل أن 30 منهم ماتوا.

أيضا، تطالب حماس بالسماح للفلسطينيين النازحين في الجنوب بالعودة بحرية إلى الشمال. ولا تريد إسرائيل السماح حتى لا تسمح للمقاتلين بالتحرك بحرية.

ناشدت حماس، الخميس، الفلسطينيين ومؤيديهم للنهوض خلال شهر رمضان. وقالت الحركة في بيان لها: "إننا ندعو شعبنا إلى أن يجعل أيامه ولياليه ميدان نصرة وانتصار لأهلنا في قطاع غزة والقدس والمسجد الأقصى".

وهذا ما تخشاه الإدارة الأميركية، أن يتحول رمضان إلى ساحة مواجهة في الضفة الغربية والقدس.