"نقطة تحول" على خط أنقرة-بغداد.. ماذا سيحدث للأكراد؟

كتب كبير مستشاري وزير الخارجية التركي، نوح يلماز، عبر حسابه الشخصي في إكس أن تركيا والعراق، وبعد الاجتماع، تجاوزا "التهديد المشترك" وقرّرا القتال سوية ضد "إرهاب حزب العمال ولأول مرة".

"قرار سيكون نقطة تحول"... و"سوف نرى النتائج تدريجيا"، كما تابع يلماز.

وأوضح الباحث والصحافي التركي، ليفنت كمال أن "أنقرة تغلبت على عقبة سياسية مع بغداد بشأن حزب العمال الكردستاني".

وأضاف أنها "مهّدت الطريق لعملياتها في موسم الصيف بموجب المادة 51 من الأمم المتحدة وعلى أساس اتفاقية عام 1983 مع العراق".

مديرة مكتب صحيفة "ديلي صباح" في أنقرة، ديلارا أصلان، أشارت إلى أن "تعريف العراق لحزب العمال كمنظمة محظورة يعتبر تحولا للمرة الأولى".

وأضافت: "البيان المشترك هام على أصعدة عدة: تعريف حزب العمال، مشاركة الأمر للعامة وذكر القتال المشترك للمرة الأولى".

في القمة الأمنية التي انطلقت عصر الخميس، كانت أسماء المسؤولين الأتراك الحاضرين لافتة، كونهم توزعوا على 4 مسارات "عسكر، أمن، استخبارات، داخلية".

وكذلك الأمر من الجانب العراقي، حيث حضر وزير الخارجية والدفاع ومستشار الأمن القومي ورئيس "هيئة الحشد الشعبي" ووزير داخلية إقليم كردستان ووكيل جهاز المخابرات.

وفي نهاية اجتماعهم أصدروا بيانا مشتركا كان أبرز ما جاء فيه:

• العراق يعتبر "حزب العمال" منظمة محظورة وتركيا ترحب بالقرار المتخذ.
• الجانبان تشاورا بشأن الإجراءات الواجب اتخاذها ضد التنظيم وامتداداته (الحزب).
• الجانبان أكدا على أن "حزب العمال" يمثل تهديدا أمنيا لكل من تركيا والعراق.
• تقرر إنشاء لجان دائمة مشتركة تعمل في مجالات: مكافحة الإرهاب والتجارة والزراعة والطاقة والمياه والصحة والنقل.
• تكثيف التحضيرات لإنجاح زيارة أردوغان إلى العراق في أبريل المقبل.

أوردت كاتبة العمود في صحيفة "حرييت"، هاندي فيرات الآتي:

• أنقرة عازمة على إنهاء "وجود التنظيم" في المنطقة هذا الصيف.
• تلقت رسائل إيجابية من بغداد حول هذه القضية.
• بغداد تؤيد تنفيذ مشروع "طريق التنمية"، ولتحقيق ذلك يجب "إنشاء منطقة خالية من المنظمات الإرهابية".
• أنقرة تريد إغلاق الخط الواقع على حدود تركيا والعراق.
• إنشاء ممر أمني بطول 30-40 كيلومترا على الحدود.

كشفت الكاتبة فيرات والمقرّبة من أردوغان، أن الأتراك يفكرون، وبعد توصلهم لتفاهم مع العراقيين، باتخاذ إجراءات عسكرية.

من هذه الإجراءات: سد الفجوة بين ميتينا وزاب تماما، وإزالة منطقة غارا من كونها تهديدا، و"تطهير منطقة هاكورك".

تفكر تركيا أيضا بـ:

• استمرار العمليات في قنديل
• "تطهير منطقة آسوس" التي تبعد عن الحدود التركية الفعلية نحو 150-200 كيلومتر حيث يتمركز "مقاتلو حزب العمال".

وستكون "العمليات المقبلة والمتوقعة مشتركة"، حسب الكاتبة التركية.

وقالت إن هذا الموضوع تمت مناقشته في القمة الأمنية.

وأضافت أنه "في حال إنشاء مركز العمليات المشتركة الذي طرحته أنقرة سيتمكن البلدان من تحقيق نتائج أسرع ضد التنظيم".

يرى أستاذ العلاقات الدولية، الدكتور سمير صالحة، أن الانفتاح التركي-الأميركي الأخير "مهم جدا".

ويبدو له أن واشنطن بدأت تراجع موقفها وسياساتها، وباتت تتفهّم ما تقوله أنقرة حول المسائل التي تثيرها، على رأسها تهديدات "حزب العمال".

صالحة أشار خلال حديثه لبلينكس إلى الاتصالات التركية السياسية والاستخباراتية التي حصلت بين واشنطن وأنقرة مؤخرا.

وأضاف أنه "لا يمكن فصلها عن التقارب التركي-العراقي الحالي".

ستكون العملية العسكرية الجديدة في شمال العراق والتي تلمح وتهدد بها تركيا بالتنسيق مع بغداد هذه المرة، وفق تحليله.

ويتابع صالحة "هذا هو الهدف التركي على الأقل. إما أن تقوم السلطة المركزية بمفردها بالعملية وتفرض سياستها، أو أن يكون هناك تنسيق عسكري أمني عراقي-تركي للقضاء على مجموعات حزب العمال".

أستاذ العلاقات الدولية صالحة يوضح أنه بات هناك قراءات سياسية وأمنية جديدة في الجانبين العراقي والتركي.

وتذهب هذه القراءات "باتجاه مراجعة المواقف وطرح استراتيجية تحرّك مشترك لإزالة أسباب الخلاف في الملفات الثنائية والإقليمية"، حسب صالحة.

وترتبط القناعة الجديدة وفق شرحه بـ:

• الحراك الإقليمي والتطورات ككل في المنطقة.
• وجود أكثر من ملف على مستوى الإقليم يؤثر على علاقات ومصالح البلدين.
• استفادة أطراف من التوتر الحاصل، إيران أو أميركا، وأحيانا مجموعات محلية.
• العامل التجاري والاقتصادي المهم، والمرتبط بمشروع "طريق التنمية".

يعتقد الباحث في السياسات الاستراتيجية، كاظم ياور أن "أردوغان سيزور العراق قريبا".

ولذلك كان لا بد من اتخاذ خطوات تمهيدية وحل الملفات العالقة وخاصة المتعلقة "بالملف الأمني".

ويقول لبلينكس "بقاء حزب العمال وملفه مفتوحا يؤثر على المشروع العملاق بالنسبة للعراق وتركيا استراتيجيا واقتصاديا (طريق التنمية)".

وعلى أساس ذلك يمكن قراءة مخرجات القمة الأمنية التي حصلت في بغداد.

ويضيف ياور أن "الاستراتيجية العراقية تركّز كثيرا على المشروع الكبير"، وتركيا شريك لا يمكن إيجاد بديل عنه.

وتابع أن "العراق استشعر مخاطر بقاء ملف حزب العمال مفتوحا على الحدود، وتداعياته"، واتجه للتنسيق مع تركيا.

يعتبر المحلل السياسي العراقي، هيثم الهيتي أن ما حصل على خط أنقرة-بغداد "مرحلة جديدة من عملية استيعاب المشروع الكردي وتهميشه إلى أبعد مستوى ممكن".

ويعتقد أن "الأمر سيكون بموافقة عراقية وإقليمية ودولية".

كما يضيف لبلينكس بالقول: "هناك نوع من التشظي الكردي وزيادة النفوذ الإيراني والتركي في المنطقة، وإعادة صياغة العراق وسوريا إلى المركزية بدلا من الفيدرالية".

ويشير صالحة إلى هدف تصّر تركيا على حسمه جنوبا، وهو "سد الفراغ الحاصل بين شمال سوريا وشمال العراق، والربط الأمني الذي تستفيد منه مجموعات قسد".

"التنسيق بين أنقرة وبغداد هدفه قطع الطريق على مجموعات قسد للتنقل والوصول لشمال العراق، وضبط الحدود بشكل سريع"، وفق صالحة.

وبينما يقول إنها "نقطة تم التفاهم عليها" يردف أن "العقبة الأساسية هو موقف السليمانية المتمسكة بدعم إيران ولعب ورقة قسد وحزب العمال".