المفقودون في غزة بالآلاف.. العد توقف ولا إجابات

على عكس عدد القتلى، الذي تحدثه وزارة الصحة في القطاع المحاصر بشكل يومي، مشفوعا في بعض الأحيان بتفاصيل ديموغرافية عن هؤلاء القتلى، يبدو عدد المفقودين في قطاع غزة أكثر غموضا.

فهناك تقدير وضعته اللجنة الدولية للصليب الأحمر، يرجح أن هناك 5118 مفقود في القطاع المحاصر، تتواصل اللجنة مع ذويهم لجمع المعلومات اللازمة لمحاولة العثور عليهم أو كشف مصائرهم.

إلا أن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، يقدر أن عدد المفقودين بلغ نحو 7000 شخص، 67% منهم نساء وأطفال.

بعض من هؤلاء المفقودين، لم يحظوا بفرصة الذهاب إلى أي مكان، إذ يعتقد أن جثامينهم ما تزال حبيسة أطنان من الركام بعد القصف، كما يشير تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأميركية، أما سبب الاختفاء المرجح الآخر، هو الاعتقال من قبل القوات الإسرائيلية، خاصة خلال رحلة من رحلتين، إما أثناء محاولة الفرار جنوبا، أو محاولة العودة للشمال.

وبالرغم من أن وزارة الصحة الفلسطينية تضيف يوميا تعداد الوفيات جراء القصف الإسرائيلي، إلا أنها باتت تضيف عبارة مكررة في منشورها على منصة فيسبوك مع كل تحديث، إذ تقول: "لا زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم".

يرفض الجيش الإسرائيلي الإفصاح عن أسماء المعتقلين لديه، بحسب الصحيفة الأميركية، إلا أنه يشير إلى أن المشتبه بهم في القيام "بأنشطة إرهابية" ينقلون إلى إسرائيل من قطاع غزة المحاصر حيث يخضعون للتحقيق، وإذ ثبت عدم تورطهم في أنشطة إرهابية يعودون إلى قطاع غزة، أما الآخرين فيبقون رهن الاحتجاز في إسرائيل.

إلا أن الاعتقال في إسرائيل يأتي مصحوبا بمزاعم أخرى، فتقول منظمات حقوقية أنها تتلقى تقارير حول حالات اختفاء قسري في شمال غزة، بالإضافة إلى اعتقالات جماعية وسوء معاملة على يد الجيش الإسرائيلي، حسب وكالة رويترز، وتُحقق المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالتعذيب في تلك المزاعم.

إلا أن إسرائيل ترى تلك الاتهامات بأنها "غير مدعومة بأدلة".

في ديسمبر الماضي، أثارت إسرائيل الجدل بشأن آلية الاعتقال خاصتها، عندما انتشرت صور لمجموعات من المعتقلين الفلسطينين المجردين من ملابسهم، ومعصوبي الأعين، في شمال قطاع غزة.

وأكد الجيش الإسرائيلي آنذاك أنه اعتقل المئات من الفلسطينيين، لكنه أشار أن العديد منهم أُطلق سراحه لاحقا، نظرا لأن الجنود يعملون بطريقة "اعتقل أولا واستجوب لاحقا"، بحسب ما ورد في صحيفة تايمز أوف إسرائيل.

وبرر مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي مشاهد الأشخاص المجردين من ملابسهم بأغراض التفتيش، والتأكد من أنهم لا يحملون أسلحة أو متفجرات، لكنه أكد أن مثل تلك الصور المنتشرة، لا تخدم أحد ولن تعود للظهور.

وبدورها، تفرج هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية عن تحديثات دورية بأعداد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية، إلا أنها تتهم إسرائيل، بإخفاء معتقلي عزة قسريا، حيث ترفض السلطات الإسرائيلية إعلام المؤسسات الحقوقية الدولية والمحلية بأي معلومات عن مصير هؤلاء المعتقلين أو أماكن احتجازهم.

أما عن المفقودين الذين يُعتقد أنهم ما يزالوا تحت الركام، فتقول صحيفة واشنطن بوست إن وزارة الصحة في قطاع غزة، أفرجت أخيرا عن مستند لجمع البيانات عنهم وعن القتلى في آن واحد.

وعن طريق مستند إلكتروني، يتاح للأفراد الدخول وتسجيل بيانات أقاربهم المفقودين، وتحديد المحافظة التي فقدوا فيها، كما يتعين على مقدم البيانات التأكيد في حالة القتلى عما إذا كانوا دفنوا بشكل تقليدي أو دفنوا تحت الأنقاض، كما يشترط المستند تقديم شهود على الوقائع المسجلة.