خلافات أميركا وإسرائيل.. المواجهة "الأشد وقاحة"

متحدثا بصورة شخصية مع السيناتور الديمقراطي مايكل بينيت، قال بايدن: "تحدثت مع نتنياهو، ولا تكرر كلامي لمدى سريته. قلت لـ(بيبي) -اسم شهرة نتنياهو-: تعال إلى السيد المسيح"، في إشارة إلى اجتماع جدي بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي.

لم يدرك بايدن أن الميكروفون كان مفتوحا، ليكون ذلك أحدث سلسلة من التوتر بين بايدن ونتنياهو، الذي لجأ إلى المرحلة التالية في دوائر السياسة الأميركية "اللوبي الإسرائيلي".

فقد وقف "بيبي"، كما يطلق عليه، أمام لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية ينتقد تصريحات ساكن البيت الأبيض الذي قال إن الجيش الإسرائيلي قتل عددا كبيرا جدا من المدنيين في محاولته هزيمة حماس.

قال نتنياهو: "لا يمكنك القول إنك تدعم حق إسرائيل في الوجود والدفاع عن نفسها، ثم تعارض إسرائيل عندما تمارس هذا الحق"، في إشارة إلى المطالب الأميركية بتأجيل الهجوم على رفح.

في هذا الأمر يرى رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت، أن نتنياهو يلعب لعبة محفوفة بالمخاطر قد تكلف إسرائيل الكثير، خاصة مع تصاعد الخلاف بشأن عدد الضحايا المدنيين.

وقال مارتن إنديك، سفير الولايات المتحدة السابق لدى إسرائيل ومبعوث السلام لباراك أوباما، لصحيفة فاينانشيال تايمز: "لو كان نتنياهو قلقا بشأن العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل لما سمح للأمور بالتدهور إلى هذه النقطة".

ويضيف إنديك، أن ما يهم نتنياهو هو الحفاظ على تحالفه مع اليمينيين، فيرى أن أفضل طريقة للقيام بذلك هي مواجهة بايدن بدلا من استيعابه.

عندما اندلعت الحرب الأهلية في لبنان، التي امتدت 15 عاما، كان قصف إسرائيل للعاصمة اللبنانية بيروت والمنطقة الغربية منها واحدا من أبرز فصول هذه الحرب، وواحدا من أهم فصول المواجهة بين إسرائيل وأميركا.

فكان توصيف الرئيس الأميركي -حينها- رونالد ريغان لما يحدث حينما تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيغن، بأنه "بداية هولوكوست".

فما كان من بيغن أن أمر بوقف القصف وعاد ليتهم قوات منظمة التحرير الفلسطينية بالقصف المدفعي.

ويقول ريغان، في يومياته المؤرخة 12 أغسطس 1982: "لقد استخدمت كلمة (الهولوكوست) عمدًا، وقلت (لبيغن) إن رمز حربه أصبح صورة لطفل يبلغ من العمر 7 أشهر وقد تم تفجير ذراعيه".

لطالما تحدث الرئيس الأميركي جو بايدن عن لقائه التاريخي، الذي امتد 100 دقيقة، مع رئيسة الوزراء الإسرائيلية غولدا مائير في عام 1973 قبل 40 يوما من حرب 6 أكتوبر، ليظهر دعمه الممتد لعقود لإسرائيل منذ أن كان عضوا في الكونغرس شابا.

لكن هناك جانبا آخر لم يذكره بايدن كشف الخلاف بينه وبين المرأة الحديدية لإسرائيل، فقد قال إنه يعتقد أن إسرائيل هي المهيمنة عسكريا في المنطقة، ولذلك اقترح أن تبدأ -أي إسرائيل- خطوة أولى نحو السلام من خلال الانسحابات الأحادية الجانب من المناطق التي ليست لها أهمية استراتيجية.

بالإضافة إلى ذلك، فقد انتقد بايدن إدارة الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون، لأن "إسرائيل جرّتها"، وأن مجلس الشيوخ الذي ينتمي إليه لا يستطيع إجراء نقاش حقيقي حول الوضع في الشرق الأوسط، لأن الأعضاء يتخوّفون من التقول بأمور تغضب الناخب اليهودي، بحسب تايمز أوف إسرائيل.