هل أحرج محمد صلاح نفسه بتألقه مع ليفربول؟

تناثرت أنباء في الإعلام المصري حول تواصل الجهاز الفني لمنتخب مصر بقيادة حسام حسن مع محمد صلاح من أجل تنسيق موعد قدومه إلى معسكر مارس، لكن مصادر أكدت لـ"بلينكس" أن لاعب ليفربول لم يتواصل سوى مع أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة.

وتلقى محمد صلاح رسائل عبر تطبيق "واتساب" من إبراهيم حسن، المشرف العام على منتخب مصر، وتوأم حسام حسن المدير الفني للفريق، لكن لاعب ليفربول تجاهل الرد.

وتدخل وزير الشباب والرياضة المصري للوساطة بين صلاح وجهاز المنتخب الفني بسبب وجود خلافات قديمة بينهما، وكان من المقرر عقد اجتماع ثلاثي في حضور الوزير، لكن أُلغيت الفكرة تجنبا لنشوب خلافات جديدة.

وفي تصريحات للإعلام المصري قال صبحي: "تواصلت مع صلاح هاتفيا، وأخبرني أنه ما زال يعاني من ورم بسبب الإصابة التي لحقت به، ويحتاج إلى استكمال العلاج تدريجيا مع ليفربول".

وأشار وزير الرياضة المصري إلى أنه نقل وجهة نظر صلاح إلى حسام وإبراهيم حسن، وأنهما تفهما الموقف، ووافقا على استبعاد اللاعب من المعسكر لمنحه فترة كافية من التعافي.

بعد إعلان اتحاد الكرة المصري استبعاد صلاح من معسكر المنتخب بسبب إصابته، ظهر اللاعب فجأة مع ليفربول في مباراة مصيرية أمام مانشستر سيتي في الدوري الإنكليزي الممتاز انتهت بهدف لكل فريق على ملعب أنفيلد.

صلاح دخل المباراة في نصف الساعة الأخيرة، بعدما جلس على مقاعد البدلاء، ليتأكد بذلك عدم جاهزيته بنسبة 100%، لكن مشاركته بعد ذلك أساسيا أمام سبارتا براغ التشيكي في الدوري الأوروبي، ومانشستر يونايتد في كأس الاتحاد الإنكليزي، أثارت جدلا واسعا.

صلاح لعب 90 دقيقة كاملة أمام سبارتا براغ، وسجل هدفا وصنع 3 أخرى، ثم شارك بعد يومين فقط راحة ضد مانشستر يونايتد أساسيا، وسجل هدفا وتألق في ملعب أولد ترافورد.

البعض اتهم صلاح بتعمد الغياب دون سبب عن معسكر منتخب مصر بعد مشاركته مع ليفربول دون أي تأثير للإصابة، والبعض الآخر منحه العذر خشية تفاقم الإصابة في مباريات ودية غير مهمة مع الفراعنة قد تؤثر على موسمه مع ناديه.

وفي تصريحات لـ"بلينكس" قال اللاعب الدولي المصري السابق، إيهاب المصري: "في البداية يجب أن نسأل سؤالا، هل معسكر منتخب مصر الأهم، أم مباريات الكأس المحلية مع ليفربول؟، بالتأكيد الإجابة ستكون منتخب مصر".

وعن أسباب تفضيل المنتخب على مباريات ليفربول الأخيرة في الدوري الأوروبي والكأس، قال المصري: "منتخب مصر في بداية مرحلة انتقالية جديدة بعد الإخفاق في كأس الأمم الأفريقية، ومع مدير فني جديد، ومن هنا تأتي أهمية وجود لاعب كبير بحجم محمد صلاح في هذه الفترة الحرجة، لدعم الجهاز الجديد ولوضع حد للحديث الدائر عن خلافات بينه وبين حسام حسن".

وأتم لاعب منتخب مصر السابق: "صلاح قيمة كبيرة لمصر، وهو الآن أحد أفضل لاعبي العالم، لكن مشاركته مع ليفربول أساسيا قبل انطلاق المعسكر الذي يغيب عنه للإصابة، تثير التساؤلات حول تفضيل مصلحته الشخصية على منتخب مصر".

وعلق المحلل الفني الرياضي، أحمد فاروق، في تصريحات لـ"بلينكس" قائلا: "صلاح لم ينجح في إدارة الأزمة بشكل جيد، كان من الممكن أن يمر الأمر لو لعب لدقائق معدودة وبشكل تدريجي مع ليفربول، لكننا نتحدث الآن عن ظهور قوي وكامل للاعب في المباريات الأخيرة، وبكل تأكيد هنا باتت لدينا أزمة واضحة".

وأضاف فاروق: "صلاح وضع نفسه في مأزق واضح مع الإعلام والجمهور والجهاز الفني لمنتخب مصر، بسبب مشاركته الكاملة مع ليفربول قبل بداية معسكر المنتخب، وبدا الموضوع وكأنه مشكلة شخصية بين اللاعب ومدرب المنتخب، ومن الممكن أن تتفاقم هذه الأزمة خلال المعسكرات المقبلة وتتحول إلى قنبلة موقوتة".

الجهاز الفني لمنتخب مصر كشف كل ما يتعلق بغياب محمد صلاح عن المعسكر الأول، خلال مؤتمر صحافي، تحدث خلاله إبراهيم حسن في وجود توأمه حسام، مؤكدا أن صلاح هو الذي طلب عدم الحضور.

وقال إبراهيم حسن: "صلاح لا يريد الانضمام لمنتخب مصر في هذه الفترة، فهو يرى أن البقاء في ليفربول والعودة تدريجيا مع فريقه أفضل، وبالتالي لن نضم لاعبا ضد إرادته".

وشدد مشرف المنتخب على أن الجهاز الفني لم يستبعد صلاح مثلما قال البعض، ليكرر جملة "بناء على طلبه" أكثر من 5 مرات في المؤتمر الصحافي للتأكيد على أن اللاعب طلب عدم المشاركة مع منتخب مصر في مارس.

وأتم إبراهيم: "كنت أتمنى انضمام محمد صلاح إلى المعسكر الأول للمنتخب تحت قيادة حسام حسن، لأن البداية القوية كانت ستترك أثرا نفسيا جيدا لدى الجمهور واللاعبين، لكنه أراد أن يظل في ليفربول، واحترمنا رغبته".

ومن جانبه علق، الناقد الرياضي، وليد الحديدي في تصريحات لـ"بلينكس" قائلا: "بالتأكيد يشعر حسام وإبراهيم حسن بالحزن لغياب صلاح عن المعسكر الأول لهما، لكنهما في الوقت نفسه تفهما الموقف وهذا واضح في تصريحاتهما قبل انطلاق المعسكر".

وواصل الحديدي: "ستعود الأمور بصورة طبيعية في التعامل بين حسام حسن ومحمد صلاح بداية من معسكر يونيو المقبل، لأن اللاعب تغيب عن المعسكر الحالي رغبة في الحصول على راحة بعد فترة ضاغطة أصيب خلالها لفترة طويلة، لذلك كان الغياب احترازيا حتى لا يُصاب مجددا ويستكمل موسمه بصورة طبيعية مع ليفربول".

في يناير الماضي، نشبت أزمة بين حسام حسن وإبراهيم حسن من جهة، ومحمد صلاح من جهة أخرى، بعد تصريحات التوأم ضد لاعب ليفربول، الذي ترك معسكر الفراعنة وذهب للعلاج في ليفربول خلال بطولة كأس الأمم الإفريقية.

إبراهيم حسن رد ساخرا على مصطفى يونس لاعب الأهلي السابق، حول ما قدمه محمد صلاح لمنتخب مصر، قائلاً: "في ميزان حسناته"، الأمر الذي أغضب محبي نجم ليفربول.

أما حسام حسن فكان أكثر قسوة على محمد صلاح بعد مغادرته معسكر المنتخب، إذ قال في تصريحات تلفزيونية حول إمكانية عودة اللاعب لبطولة كأس الأمم الأفريقية في الأدوار النهائية بعدما ترك الفريق وغادر إلى إنكلترا: "لو كنت مدربا للمنتخب فلن يعود صلاح في هذه الحالة، حتى لو كنت سأخسر المباراة النهائية من دونه".

وطالب حسام المدرب السابق لمنتخب مصر، روي فيتوريا، بضرورة استبدال صلاح في الشوط الثاني عندما يكون سيئا، معللا بذلك أن ليونيل ميسي أعظم لاعب في تاريخ كرة القدم على حد وصفه يتم استبداله.

وبعد تصريحات التوأم، انتظر الجميع اللقاء المنتظر الذي سيجمعهما بمحمد صلاح، لكن لاعب ليفربول غاب عن المعسكر الأول في مارس، ليؤجل اللقاء إلى تصفيات كأس العالم في شهر يونيو المقبل.