إثيوبيا بعد إيطاليا.. دبلوماسية نتنياهو "غير مرغوبة"

أفراهام ناجوسا، صاحب الـ65 عاما، يُعد من الشخصيات المثيرة للجدل، حتى بالنسبة إلى الإسرائيليين، إذ هاجر لتل أبيب عام 1985 في رحلة عبر الهند، بسبب انتمائه للصهيونية على حد زعمه، لكن بعد وصوله عمل لسنوات مع منظمات مسيحية تبشيرية تعمل على نشر الدين المسيحي بين اليهود.

ناجوسا نفى ذلك، زاعما أنه يحافظ على نمط حياة يهودي متدين، وأن تلك كانت مجرد وظيفة مهنية.

لكن صحيفة تايمز أوف إسرائيل كشفت عن رسالة كتبها ناجوسا عام 1981 لمبشّر يُدعى روجر كاولي، مؤسس مجموعة بريطانية تخدم رعايا الكنيسة بين الشعب اليهودي، وصف فيها نفسه بأنه مسيحي خائف من إجباره على أن يصبح يهوديًا وختم بتوقيع "ابنك في المسيحية".

تلك المنظمة أوفدته في عام 1982، ضمن بعثات للتدريب في بريطانيا والهند، شريطة أن يعود إلى العمل على نشر المسيحية في إثيوبيا، ثم في إسرائيل.

يعيش في إسرائيل نحو 100 ألف من اليهود الإثيوبيين، يعاني معظمهم من الفقر والتهميش والعنصرية، وهم نوعان، الأول يسمى "بيتا إسرائيل"، وهم مَن حافظوا على يهوديتهم في أثناء وجودهم بإثيوبيا، والآخر يُدعى "الفلاشا مورا"، وهم من اعتنقوا الديانة المسيحية.

ناجوسا يجادل بأنه من إثيوبيي "بيتا إسرائيل"، ويفخر بذلك.

إسرائيل بدأت استقبال اليهود الإثيوبيين "بيتا إسرائيل" في ثمانينيات القرن الماضي، ثم ضغط بعض أعضائهم على تل أبيب لاستقبال الفلاشا، الذين تربطهم بهم صلات قرابة، وهو ما حدث بداية من التسعينيات.

ناجوسا لعب دورا محوريا ومهما في تشجيع هجرة عشرات آلاف يهود الفلاشا الإثيوبيين إلى إسرائيل، بحسب تايمز أوف إسرائيل.

لكن الأسلوب الذي اتبعه في ذلك يبدو أنه لم يكن نظيفاً. إذ تتهمه إثيوبيا بإحراق كوخ يهودي وتصوير الحريق ونشر الفيديو، للترويج لرواية وجود موجة معاداة سامية قوية في إثيوبيا، بهدف ترويع الفلاشا والبيتا وتشجيعهم على الهجرة إلى إسرائيل.

على أثر تلك الحادثة منعت السلطات الإثيوبية ناجوسا من دخول البلاد لعدة سنوات، بحسب صحيفة يديعوت أحرونوت.

لكن على الرغم من تلك الأمور المثيرة للجدل في حياة ناجوسا الذي يحمل درجة الدكتوراه في مجال التعليم، فإن حزب الليكود الذي يرأسه نتنياهو ارتأى فيه جسراً مهماً لحشد أصوات الإثيوبيين داخل مجتمعه.

ويُعد عضو الكنيست السابق أحد الحلفاء المقربين لوزير التعاون الإقليمي دافيد أمسالم، أحد المؤيدين الرئيسيين لنتنياهو، وهو ما قد يفسّر اختياره لمنصب السفير لدى إثيوبيا، على الرغم من إشكاليات ذلك القرار.

إجراءات تعيين السفراء عادة تتم بواسطة تقديم الدولة المعينة طلب تأكيد التعيين إلى الدولة المضيفة، ليتم التصديق عليه.

بإمكان أي دولة عدم الموافقة على تعيين هذا السفير أو ذاك لسبب أو لآخر حسب تقديراتها، ويمكن للحكومات أن ترفض الطلب بصورة صريحة مثلما فعلت إيطاليا مع السفير الإسرائيلي المرشح بيني كشريئيل.

لكن في الكثير من الحالات، ولتجنب الإحراج أو الصدام العلني ترفض الدول قبول طلب تعيين سفير محدد، عن طريق التزام الصمت وإرسال رسائل سرية عبر قنوات دبلوماسية وعدم إعطاء إجابة لفترة طويلة، إلى أن تسأم الدولة المرشحة ذلك السفير وتستبدله.

في حال إثيوبيا فإن ناجوسا كان من المفترض أن يباشر عمله من أديس أبابا في شهر أبريل المقبل، لكن الحكومة الإثيوبية ترفض حتى اللحظة الرد على طلبه الذي تم تقديمه قبل 4 أشهر.