استضاف خيمة القذافي.. قصر "ملك الكاتشب" الذي قد يضيعه ترمب

مقابل 7.5 مليون دولار عام 1995، اشترى دونالد ترمب القصر الواقع في مقاطعة وستشستر التابعة لولاية نيويورك، وكان الهدف أن يصبح ملعبا عالميا للغولف، لكن الأمر لم يتحقق وفقا لفوربس عام 2014.

فقد احتج سكان البلدات المحيطة على المشروع الذي يمتد على مساحة 230 فدانا و3 بلدات في المقاطعة، بسبب وجود مخاوف من الازدحام المروري وتلوث بحيرة مجاورة توفر مياه الشرب لهم.

غيّر ترمب خطته وحصل على تراخيص لبناء منازل فخمة، لكن المعارضة المجتمعية كانت له بالمرصاد، فالنزاعات القانونية أوقفت هذا الخطة أيضا، وفقا لأسوشيتد برس.

كان ترمب يخطط لبناء 15 مسكنا بحجم القصر وصفها عام 2004 بأنها "مساكن راقية للغاية، لم يسبق رؤية مثلها على الساحل الشرقي".

الضجة الكبرى لهذا المنتجع كانت مع السماح للرئيس الليبي الراحل معمر القذافي بنصب خيمته، لأنه لم يكن لديه مكان آخر للإقامة -وقتها- في أثناء زيارته للأمم المتحدة عام 2009.

أوقف المسؤولون العمل في الخيمة ولم يذهب القذافي إلى هناك قط، أما ترمب فقد أنكر في البداية معرفته بأن الأمر مرتبط بحاكم ليبيا، لكنه اعترف لاحقا بأنه "كسب الكثير من المال" من خلال تأجير الأرض له.

يوجين ماير، الذي أصبح لاحقا رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي ومالك صحيفة واشنطن بوست، بنى القصر الرئيسي في سيفن سبرينغز ليكون مقرا للعطلة الصيفية عام 1919.

ويحوي القصر 60 غرفة، بالإضافة إلى 15 غرفة نوم، وجناحين، و3 حمامات سباحة.

إلى جوار القصر هناك واحد آخر على طراز تيودور، بُني في العام نفسه على يد صديق ماير وشريكه "إتش جيه هاينز" مؤسس شركة الكاتشب.

واستغرق البناء ما يقرب من 5 سنوات و500 من البنائين والحرفيين من جميع أنحاء العالم، للتأكد من أن المنزل قد تم تصميمه بصورة فاخرة وبدقة، وفقا للموقع الرسمي لشركة ترمب.

لم يكن القصر مجرد مقر للعطلة الصيفية، وإنما شهد أيضا اللحظات السعيدة للعائلة، فقد تزوجت فيه ابنة ماير ووريثة واشنطن بوست كاثرين غراهام فيه عام 1940.

وتحكي في مذكراتها عن المكان فتقول: "كلما كبرت كرهت الوحدة في المزرعة، ولكن في أيام طفولتي كان الأمر كما كتبت لوالدي في عمر العاشرة (مكان قديم عظيم)".

بالأساس كان المؤسس ماير يمتلك ما يصل إلى 700 فدان، لكنه أهدى إلى منظمة الحفاظ على الطبيعة 247 فدانا.

أما الأراضي والمباني المتبقية التي تشكل سيفن سبرينغز فقد ذهبت إلى جامعة ييل عام 1973 بعد وفاة أغنيس ماير، قبل أن تعود الملكية مرة أخرى إلى المؤسسة الخيرية التي نقلت الملكية إلى جامعة روكفلر، وباعتها بدورها إلى دونالد ترمب.

في عام 2022، رفعت رئيسة الادعاء العام في نيويورك ليتيشا جيمس دعوى قضائية تتهم فيها ترمب بالمبالغة في تقدير صافي ثروته بما يصل إلى 3.6 مليار دولار في البيانات المالية المقدمة إلى البنوك.

وقد وجد القاضي آرثر إنغورن، أن هذه الثروة المبالغ فيها جاءت من أجل الحصول على شروط أفضل بشأن القروض من دويتشه بنك، ولعب سيفن سبرينغز دورا في ذلك، بحسب بلومبرغ.

وحكم إنغورن أن ترمب قدر العقار بأكثر من خمسة أضعاف قيمته المقدرة في بعض السنوات -بما يصل إلى 291 مليون دولار- في كثير من الأحيان من خلال تضمين قيمة القصور التي لم تكن موجودة.