علي جمعة.. صاحب "الفتاوى الجريئة" التي شغلت مصر

علي جمعة من مواليد محافظة بني سويف في جنوب مصر، عام 1952، وبدأ حفظ القرآن الكريم في سن العاشرة، وأتمه بجميع القراءات في عامه الـ17.

انتقل إلى القاهرة لاستكمال تعليمه هناك، ليتجه إلى الدعوة الإسلامية ويصبح أحد أشهر الشيوخ في العاصمة، بعد حصوله على عدد كبير من الإجازات العلمية والدراسات الإسلامية.

وتقلّد علي جمعة منصب مفتي الجمهورية عام 2003 وحتى 2013، وعمل عضوا في مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف في عام 2004.

وشغل جمعة العديد من المناصب، من بينها أستاذ أصول الفقة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية في القاهرة، وعضو بمجمع الفقه التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي بجدة، ومشرف عام على الجامع الأزهر، وعضو بمؤتمر الفقه الإسلامي بالهند، كما عمل عضوا بلجنة الفتوى بالأزهر الشريف.

ونال جمعة عدة أوسمة وجوائز، أبرزها وسام الاستقلال من الدرجة الأولى من الملك عبد الله الثاني عاهل الأردن، ونجمة القدس من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والدكتوراه الفخرية من جامعة ليفربول البريطانية، والدكتوراه الفخرية من جامعتي أسيوط وبني سويف في مصر، وحصل على درع الجيش المصري من الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وصدرت عشرات المؤلفات الإسلامية لعلي جمعة، في الفقه الإسلامي والسيرة النبوية، كما أشرف على العديد من الأبحاث ورسائل الدكتوراه، وأنجز كثيرا من الأبحاث المنشورة باسمه في أكثر من 30 دولة حول العالم.

في برنامجه الرمضاني، تلقى علي جمعة سؤالا من طفلة، حول سبب كون الجنة لا يدخلها سوى المسلمين فقط، مع أن هناك أشخاصا من ديانات أخرى يعملون الخير، ليرد مفتي مصر الأسبق بأن هذه المعلومة مغلوطة، وأن الجنة ليست حكرا على المسلمين فقط.

واستشهد جمعة ببعض آيات القرآن وقال "إن الدين عند الله الإسلام، وكله اسمه إسلام لدينا".

إجابة جمعة جلبت له الكثير من الانتقادات، كما أنها جاءت له بالكثير من الآراء التي تثمّن جرأته وتشيد بعلمه وطريقة شرحه للمعلومات للعوام والأطفال من خلال برنامجه الجديد.

وفي فتوى أخرى، أجاب علي جمعة عن سؤال أحد الشباب: "هل العلاقة بين البنت والولد حلال؟ وهل يمكن أن أقول لصديقتي بحبك وحشتيني"، قائلا إن "العلاقة إذا كان يغلفها العفاف، وأب البنت يعرفها، فلا مانع من أن يقول لها ذلك"، وداعب الشاب السائل قائلا: "أنت تحديدا سوف أحصل على رقم هاتفك لأقول لك بحبك وحشتني".

وشدد جمعة على أن الأمر واضح للغاية، فإذا كانت هناك أسرار بين الشاب والفتاة لا يعرفها الأهل، فهذا أمر خاطئ، على عكس لو قالت البنت لوالدها إن هناك علاقة شريفة عفيفة بينهما على أمل الزواج لاحقا، فلا مانع من ذلك.

وأجاز علي جمعة إجراء عمليات التحول الجنسي شرعا، بشرط خضوع الحالة أولا للجنة تتشكل من الأطباء وأعضاء دار الإفتاء والقضاء، وغيرهم من المختصين، للحصول على الموافقات الشرعية والقانونية والطبية وفقا للتقييم الحالي.

وأشار جمعة إلى أن الفقهاء قديما أطلقوا لقب "المشكل" على الشخص الذي يولد بخلل في التركيبة الجنسية، ويصبح محيرا إذا كان ولدا أو بنتا، ويجمع بين الهويتين، مؤكدا جواز إجراء عملية جراحية لإنهاء هذا الاضطراب.

وأثار مفتي مصر الأسبق جدلا واسعا بمخاطبته للآباء بضرورة عدم مراقبة أبنائهم الذين تجاوزوا 18 عاما، مشيرا إلى أن التجسس عليهم غير جائز شرعا، ويجب عليهم استبدال ذلك بالتقرب منهم والتعرف على مشاكلهم بالحوار.

جاء تعيين علي جمعة عام 2003 في منصب المفتي العام لجمهورية مصر العربية، بقرار من الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، ليثير جدلا واسعا في الأوساط العلمية، نظرا لكون الشيخ لم يدرس في الأزهر في بدايته التعليمية.

وتخرج علي جمعة في جامعة عين شمس عام 1973، بعدما حصل على بكالوريوس التجارة، لكنه تبع شغفه في الدعوة الإسلامية، والتحق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة التابعة لجامعة الأزهر، ليحصل على شهادة "ليسانس" عام 1979.

بعد ذلك حصل علي جمعة على "ماجستير" في أصول الفقة من كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر عام 1985، ثم الدكتوراه في التخصص نفسه عام 1988.

انتهت فترة علي جمعة في منصب مفتي الديار المصرية، مع صعود محمد مرسي -وقتها- إلى منصب رئيس الجمهورية، بعد فوزه في الانتخابات على رئيس الوزراء الأسبق أحمد شفيق.

وكشف جمعة عن معلومة أثارت جدلا واسعا حينها، إذ قال: "في ليلة إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية عام 2012، تلقيت خبر فوز أحمد شفيق، وانتقال الحرس الجمهوري إلى مقر إقامته، لكن فجأة تم إعلان العكس، وفاز محمد مرسي، لم أبلع حكم الإخوان منذ اليوم الأول لهم".

واتهم علي جمعة جماعة الإخوان بمحاولة اغتياله أكثر من مرة، كما اتهمهم بمحاولة الاعتداء عليه في جامعة القاهرة، وتلقيه مكالمات هاتفية مزعجة منهم، يتوعدونه في الآخرة.

وكشف جمعة عن واقعة كان بطلها الرئيس الأسبق محمد مرسي، حين قال في العلن خلال وجوده بأحد المطارات في مصر، إن تعيين الشيخ علي جمعة مفتيا للجمهورية مرة أخرى سيكون "على جثته".

وأوضح جمعة: "لم أنتظر من مرسي تمديد فترتي في منصب المفتي، فقد كان له موقف ضدي بسبب خطبة ألقيتها حول المرشحين في انتخابات الرئاسة وقلت وقتها أحمد شفيق إن شاء الله، وذكرت اسم محمد مرسي ولم أقل إن شاء الله".

واعتبر علي جمعة أن جماعة الإخوان المسلمين في مصر هم "خوارج العصر الحالي"، وذلك في حديث تلفزيوني شهير أجراه عام 2014، بعد سقوط حكم الإخوان في مصر.