الدبابات تكسر العظام.. ناجون يروون أهوال مستشفى الشفاء

آلاف النازحين يعتبرون مستشفى الشفاء ملجأ لهم، بعد أن تم إجبار نحو 80% من سكان القطاع على ترك منازلهم والبحث عن مأوى آخر، بسبب القصف الإسرائيلي على المناطق السكنية وتوغل الجيش وآلياته.

من بين آلاف الناجين في مستشفى الشفاء، ظهر جميل الأيوبي، ليخبر العالم بما جرى في الليلة السابقة مع المرضى والموتى، وذلك في اتصال مع أسوشيتد برس.

ويقول جميل، إن الجيش الإسرائيلي قتل العديد من الأشخاص في بداية مداهمته المستشفى، وفي موضع سقط فيه 4 قتلى تقدمت الدبابات الإسرائيلية لتكسر عظامهم دهسا أمام أعين المحتمين بأكبر مجمع طبي ما زال يعمل بالقطاع.

الأيوبي سجل شهادة أخرى، إذ أكد اقتحام الدبابات والجرافات المدرعة لفناء المجمع الطبي لمستشفى الشفاء، وتدمير سيارات الإسعاف الطبية، والمركبات المدنية بالداخل.

الفلسطينيون المحاصرون داخل مستشفى الشفاء لن يتمكنوا من التنقل إلى مكان آخر، بعد تدمير سيارات الإسعاف والمركبات المدنية، وربما لن يستطيع بعضهم التنقل على قدميه من شدة المرض أو الجرح الذي تلقاه جراء النيران الإسرائيلية المستمرة برا وجوا وبحرا في غزة.

في محيط مستشفى الشفاء، كانت هناك بعض المنازل التي ما زالت تضم بداخلها عددا من الأسر التي لم تُجبر على النزوح بعد، حتى جاءت الدبابات الإسرائيلية لتفرض أمرا واقعا جديدا.

كريم أيمن حتات، كان من بين قليلين في غزة لديهم 4 جدران وسقف يحتمون بداخله، لكنه فوجئ وأسرته باقتحام الجيش الإسرائيلي المبنى السكني المكون من 5 طوابق والقريب من مستشفى الشفاء بنحو 100 متر تقريبا، وإجبار كل من بداخله على المغادرة.

وقال حتات إنه وأسرته كانوا يشعرون باهتزاز المبنى مع القذائف الإسرائيلية المستمرة في محيط مستشفى الشفاء، ليضطروا إلى الاختباء في المطبخ، بوصفه أبعد نقطة ممكنة في منزلهم.

وكشف حتات عن إجبار الجيش الإسرائيلي رجال المبنى على خلع ملابسهم، وتفحصهم ثم اعتقال 4 من بينهم، وأمروهم بالسير معصوبي الأعين خلف الدبابات في وسط الانفجارات والنيران الكثيفة، ثم إجبار البقية على مغادرة بيوتهم.

ووثق عابد رضوان، شهادة جديدة حول التهجير في محيط مستشفى الشفاء، وقال إن القوات الإسرائيلية اقتحمت كل المباني في منطقة المستشفى واعتقلت الكثير من الأشخاص، وأجبرت الباقين على السير باتجاه الجنوب، تاركين منازلهم وأمتعتهم.

وأشار عابد إلى أن رحلة السكان النازحين من منازلهم باتجاه الجنوب، احتوت على الكثير من مشاهد الدمار، ورائحة الدم المنتشرة في الشوارع، والجثث الملقاة في منتصف الطرقات في كل مكان.

وفي وقت تتسع خلاله حجم المأساة الفلسطينية في غزة، يتحدث قادة الجيش الإسرائيلي عن مدى إعجابهم بالعملية العسكرية في مستشفى الشفاء، إذ قال قائد القيادة الجنوبية، الجنرال يارون فينكلمان، إنها "جريئة وصعبة ومثيرة للإعجاب".

وأشاد بقدرة الجيش الإسرائيلي على اعتقال المئات، مؤكدا الحصول على معلومات استخباراتية قيمة نتيجة للعمليات.

من جانبه أصدر الجيش الإسرائيلي بيانا، السبت، قال خلاله إن عملية مستشفى الشفاء لن تنتهي إلا عندما يصبح "آخر إرهابي" بين قبضته، سواء كان حيا أو ميتا.

كما ادعت إسرائيل وجود نفق أسفل المستشفى يؤدي إلى عدد من الغرف تحت الأرض، قالت إنه مركز قيادة متطور تستخدمه حركة حماس هناك، وكشفت عن العثور على أسلحة بداخل المستشفى.