إسرائيل تخسر حرب غزة "بعيون جنرالاتها"

اللواء (احتياط) إسرائيل زيف يجادل أن الحرب على غزة "خاسرة وبلا هدف" لأن حماس "ما زالت تنبض" بعد كل هذا الوقت.

زيف، الرئيس السابق لمديرية العمليات في الجيش الإسرائيلي، قال مؤخراً في حوار على راديو 103FM إن هجوم الجيش على مستشفى الشفاء بعد 4 أشهر على الانسحاب منها دليل "أنه من الناحية العملية، لا تزال حماس تسيطر على المنطقة".

وأضاف الجنرال أن حماس "تضررت قدراتها العسكرية بالفعل، بلا شك. لكن لا يزال لديهم الآلاف من الإرهابيين. ولا تزال الأراضي من حيث السيطرة المدنية في أيدي حماس؛ والمنظمة حية وما زالت تمارس نشاطها".

ورأى زيف أن الفشل الإسرائيلي ليس ميدانياً فحسب، بل سياسيا أيضاً لأن الجيش الإسرائيلي سحب معظم قواته من القطاع بعد مرور 5 أشهر "بدون أي هدف سياسي يمكن التنبؤ به".

وتابع: "يعرف الجيش الإسرائيلي ما يجب فعله، لكننا نخسر الحرب. فليس لها أهداف ولا اتجاه".

وأشار زيف أيضاً إلى الفشل الدبلوماسي الذي تعانيه إسرائيل بسبب الحرب، قائلاً إن "إسرائيل في خضم أزمة دولية خطيرة للغاية. لا أتذكر أزمة كهذه من قبل. وهذا ليس نتيجة الافتقار إلى المناصرة فحسب، بل الافتقار إلى السياسة أيضا".

وأضاف الجنرال بأن الإسرائيليين تعرض عليهم يومياً صور "أعمال بطولية" للجيش الإسرائيلي في غزة بينما يرى العالم "صور الأزمة الإنسانية والهدم والدمار" ما يدفع الرأي العام العالمي للوقوف ضد إسرائيل وهو ما ينذر في النهاية بتغير في الموقف الأميركي تجاه حليفتها الأقرب.

وحذر من أن انخفاض الدعم الأميركي يعني أن إسرائيل "ربما تتمكن من الصمود لبضعة أشهر"، لكنها لن تكون قادرة دون دعم حلفائها على الاستمرار في غزة أو فتح جبهة جديدة مع حزب الله في الشمال.

وعند سؤاله عما إذا كانت إسرائيل تخطط لإقناع أميركا بضرورة اجتياح في رفح، أجاب الجنرال زيف "لا. نحن أنفسنا غير مقتنعين. إذا كانت رفح بهذه الأهمية، فلماذا لم ندخلها بالفعل؟ المشكلة العسكرية الرئيسية كانت في غزة بالمناسبة. بعد ما حدث في 7 أكتوبر، تقدمنا بحذر وبقوة زائدة، ولم نتصرف بمهارة استثنائية ولم نخلق سيطرة".

يوافق الجنرال زيف في الرأي الجنرال إسحاق بريك (احتياط)، القائد السابق للكليات العسكرية الإسرائيلية الذي قال إن دخول إسرائيل لرفح قد يعرضها للخطر وإن زعم نتنياهو بأن محاربة الكتائب الأربعة التابعة للقسام في رفح ستؤدي لانهيار حماس هي "كذبة خطيرة للغاية".

وكتب الجنرال زيف في صحيفة معاريف الإسرائيلية بأنه "أصبح اليوم من الواضح للجميع أن التدمير الكامل لحماس هو خيال رئيس الوزراء وأتباعه" وأنهم يقومون بخداع الجمهور بهذا الوهم الذي لا أساس له من الواقع وفي الوقت نفسه يضعون العقبات أمام تحرير الرهائن.

اللواء بريك اتهم القيادة الإسرائيلية بفقدان بوصلتها وأنها باتت تخشى انتهاء الحرب حتى لا تضر بحكم نتنياهو كرئيس للوزراء، مضيفاً أن نتيجة ذلك أنه "لا نصر كامل على حماس، ولا إطلاق سراح جميع المختطفين".

الجنرال أضاف أن الحرب الإسرائيلية على غزة إذا فشلت في استعادة الرهائن فإنها "ستظل محفورة في أذهان الرأي العام باعتبارها فشلاً ذريعاً" هو الأسوأ في تاريخ إسرائيل منذ تأسيسها، سواء على صعيد هجوم حماس المفاجئ في 7 أكتوبر أو فشل الجيش في تحقيق أهداف الحرب في القضاء على حماس واستعادة المحتجزين.

بريك يجادل أن دخول رفح "سلاح ذو حدين، ضرره يفوق نفعه عشرات المرات" ويعد رهانا على أمن البلاد، لأنه "قد يفجر علاقاتنا مع الولايات المتحدة، التي هي بالفعل هشة للغاية اليوم، ويزيد مقاطعة العالم كله لإسرائيل".

وحذر من أن هذا قد يعني المزيد من المقاطعة الاقتصادية وحظر إرسال الأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية الأساسية لإسرائيل وقد يؤدي لحرب إقليمية متعددة الجبهات أو فقدان السلام مع مصر في حالة وصول القتال لمحور فيلادلفيا علاوة على احتمالية مقتل جميع الرهائن.

الجنرال بريك استطرد بأنه إذا كان اجتياح رفح ضرورياً لكل هذا الحد، فكان من باب أولى أن يقوم الجيش الإسرائيلي بتنفيذ ذلك التوغل البري في بداية الحرب عندما كان تعداد سكان المدينة 250 ألف نسمة، بدلاً من الآن عندما وصل عدد النازحين في رفح نحو 1.4 مليون شخص.

ووافق بريك الجنرال إسرائيل زيف القول إن حماس ما زالت موجودة في شمال غزة على الرغم من اجتياح الجيش الإسرائيلي لها.

وزير الدفاع السابق موشيه يعالون يعد من أبرز رموز اليمين الوسطي في المنظومة الأمنية الإسرائيلية، فقد قاد حرب إسرائيل السابقة على غزة عام 2014 وعمل سابقاً رئيساً لأركان الجيش خلال الانتفاضة الثانية.

يعالون قال إن نتنياهو يدرك أنه لن ينتصر في غزة، لذلك يستعمل تهديد اجتياح رفح كحيلة وجزء من حملته الدعائية الانتخابية لكي يتسنى له إلقاء اللوم على بايدن في عدم تحقيق إسرائيل "النصر المطلق" الذي وعدهم به.

الجنرال السابق يجادل أن دليل عدم صدق نوايا نتنياهو تنفيذ خطة رفح هي أن الجيش الإسرائيلي اليوم سحب 24 من ألويته في غزة من أصل 28 ولم يترك سوى 4.

وأشار يعالون بأن شركاء نتنياهو المتطرفين مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريش يشعرون بالفرح إبان هجوم 7 أكتوبر والحرب على غزة لإنها "تقرب عودة المسيح".