كلاكيت ثاني مرة.. لماذا تعود إسرائيل لمعارك حسمتها؟

اليوم تقف الحرب في محطة "رفح"، إذ تعتزم القيادة الإسرائيلية على اجتياح المدينة الحدودية، إلا أن القوات التي من المفترض أن تستعد للمرحلة المقبلة منخرطة بالفعل في معارك بمدينة غزة، في الشمال، وكذلك في محيط خان يونس، وهي المناطق التي أعلنت تل أبيب سابقا أنها هزمت حماس فيها، وتمكنت من تفكيكها.

يشي ذلك بأن القيادة الإسرائيلية ربما تسرعت في إعلان انتصارات في مدينتي غزة وخان يونس، بصورة مُبكرة، حسبما يقول يوسي ميكيلبيرغ، محلل شؤون الشرق الأوسط في مركز تشاتام هاوس البحثي، لصحيفة وول ستريت جورنال الأميركية.

بينما على أرض الواقع، يتمكن مقاتلو حماس من العودة إلى السطح، وإكمال المعارك مرة أخرى على طريقتهم الخاصة.

أما الحكومة الإسرائيلية فقد سقطت في الحيرة والتردد، بشأن ما إذا كانت مستعدة الآن للجوء إلى الحل السياسي لإنهاء الحرب.

يقف خلف النتيجة التي وصلت إليها إسرائيل اليوم، عدد من القرارات التي تعود ربما إلى أكتوبر الماضي، والآلية التي بدأت من خلالها الاجتياح البري لقطاع غزة من الأساس.

فعلى سبيل المثال، تضمنت بعض خطط الطوارئ الإسرائيلية نماذج لاجتياح قطاع غزة لم تُطبق على أرض الواقع، منها نموذج لاجتياح متزامن لمدن غزة وخان يونس ورفح، والسيطرة عليها في غضون أسبوعين، بحسب تحليل نشرته صحيفة تايمز في إسرائيل.

إلا أن عملية الاجتياح البري للقطاع التي تمت فعليا كانت بطيئة، ربما بسبب عدم ثقة القيادة الإسرائيلية بقدرة الجيش على القيام بالمناورات البرية المطلوبة، خاصة في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر.

بطء إسرائيل في عمليتها البرية كلفها أيضا جنود الاحتياط، إذ عادوا إلى أعمالهم بعد أشهر قلائل من اندلاع الحرب لدفع الاقتصاد.

أصبحت إسرائيل تقاتل دون الجزء الأكبر من قوتها، في حين تبدو المهمة المحددة سلفا بالقضاء التام على حماس بعيدة المنال.

في الوقت نفسه، بات قادة حماس على علم بأنهم تمكنوا من تخطي الفترة الأسوأ من الهجمة الإسرائيلية، وكل ما عليهم فعله هو الصمود، مع وجود ما يكفي من القوة لإعادة تجميع الصفوف، بحسب تحليل تايمز أوف إسرائيل.

الآن، تستعد إسرائيل لتوسيع نطاق عملياتها لتشمل مدينة رفح أيضا، بالتزامن مع القتال المشتعل في مدينة غزة وخان يونس.

إلا أن إسرائيل تواجه معارضة دولية وأممية لاجتياح المدينة التي يتكدس فيها مئات الآلاف من النازحين.

المعارضة لا تأتي من المجتمع الدولي بوجه عام، وإنما من حلفاء إسرائيل المقربين أيضا، مثل الولايات المتحدة، التي صرح وزير خارجيتها، الجمعة الماضية، بأن أي هجوم كبير على رفح يعرّض الحياة المدنية والأمن الإسرائيلي ذاته للخطر، كما يعرض إسرائيل للعزلة.