"نهج جديد".. واشنطن تسعى إلى "رسم عملية رفح" وليس إيقافها

خلال حوار غالانت وأوستن شدد الأخير على ضرورة تجنب تفاقم ما وصفه بـ "الكارثة" المتصاعدة في غزة، حيث يواجه المدنيون الفلسطينيون الجوع والمرض والخطر منذ 7 أكتوبر.

وبحسب الصحيفة، فإن الإدارة الأميركية ترى "ضرورة أخلاقية وضرورة استراتيجية" لحماية المدنيين في القطاع الذي قتلت إسرائيل فيه أكثر من 33 ألف فلسطيني، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

وما تزال واشنطن تضغط على إسرائيل لتبني بدائل "أقل تدميرا" من الهجوم العسكري على مدينة رفح الجنوبية، حسبما تصفه الإدارة الأميركية.

زيارة غالانت إلى واشنطن هذا الأسبوع لها أهمية بالغة، خاصة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ألغى فجأة زيارة وفد رفيع المستوى إلى واشنطن حسبما قالت رويترز، وذلك لأنه "غاضب" من قرار الولايات المتحدة بالسماح بتمرير قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدعو إلى "وقف غير مشروط لإطلاق النار" في غزة، بحسب مصادر إسرائيلية.

في 3 مارس كان جزء من الداخل الإسرائيلي يرى في خطة الولايات المتحدة للحل طرحا منطقيا، وهذا ما دفع عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس إلى السفر إلى واشنطن لإجراء مباحثات، وهو ما أزعج نتنياهو، بحسب تايمز أوف إسرائيل. على أثر ذلك بعث الأخير توصية إلى سفير بلاده في واشنطن بألا يستقبل غانتس وحاول عرقلة مهامه في أميركا.

كل هذه الأحداث تظهر خلافا كبيرا بين إسرائيل وحليفتها الكبرى الولايات المتحدة في طريقة التوصل إلى حل في هذه الحرب.

وبحسب واشنطن بوست، فإن أميركا بحاجة لحل سريع لحرب غزة بسبب عدد الضحايا المدنيين المرتفع للغاية، وعدم القدرة على إدخال المساعدات الإنسانية بشكل كاف.

تريد إدارة بايدن أن تدعم هدف إسرائيل المتمثل في تفكيك كتائب حماس "المتبقية" في رفح، لكنها ترى أن "إيجاد نهج بديل" يحمي المدنيين الفلسطينيين "هو في الحقيقة الأولوية".

وتنتظر رفح أن تجتمع أميركا بإسرائيل من أجل مناقشة خطط الأخيرة العسكرية في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة، وذلك بعد إلغاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المحادثات المزمعة فجأة مع واشنطن، حسبما قالت رويترز.

تفاصيل "النهج الجديد" لواشنطن في إدارة الحرب ولمرحلة ما بعد الحرب أيضا غير واضحة بشكل كامل حتى اللحظة، لكن مسؤولا أميركيا أكد للصحيفة، أن بلاده تضغط على إسرائيل، بشأن العمليات الإنسانية والعسكرية؛ وتعزيز الأمن على الحدود الجنوبية لغزة مع مصر. وهو ما أكده الوزير أوستن في تصريحاته السابقة.

على الجهة المقابلة نصح البيت الأبيض إسرائيل باستخدام أسلوب "الاستهداف الدقيق" للقادة المسلحين.

وكشفت رويترز أن الأميركيين يعتزمون إطلاع المسؤولين الإسرائيليين على البدائل للقضاء على حركة حماس في غزة دون شن هجوم بري في رفح لأنه سيمثل "كارثة" بالنسبة لواشنطن.

الحرب في غزة أثارت جدلا حول مدى التزام الولايات المتحدة بالدعم العسكري. وامتنع مسؤول الدفاع عن القول للصحيفة، ما إذا كانت الولايات المتحدة ستفرض شروطا على المساعدات العسكرية لإسرائيل إذا لم تمتثل لطلباتها، لكنه أشار إلى تعهد تل أبيب بالامتثال للقانون الدولي.

إسرائيل التي انتقدت بشدة موقف الولايات المتحدة بعدم استخدام "الفيتو" في مجلس الأمن بشأن قراره الأخير، ما زالت الصديق الوفي لأميركا. وهذا ما أكده وزير الدفاع الأميركي أوستن بقوله: "الولايات المتحدة هي أقرب صديق لإسرائيل وهذا لن يتغير".

لكن تبقى مسألة النهج الجديد في رفح هي العارض الأساسي، فبحسب فرانس برس، فإن الرئيس جو بايدن طلب شخصيا من نتنياهو إرسال وفد إلى الولايات المتحدة للبحث في "بدائل" محتملة لعملية عسكرية في رفح.

لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي قرر الإثنين إلغاء زيارة الوفد احتجاجا على عدم استخدام أميركا للفيتو.

مجلس الأمن الذي صوت على قرار وقف فوري لإطلاق النار في غزة، لا يستطيع أن يلزم إسرائيل بإيقاف الحرب، فالتزام إسرائيل بالقرار ـ إن أرادت - هو نهج أخلاقي فقط.

لذلك قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في زيارته للعاصمة الإيرانية طهران صباح 27 مارس، إن أميركا "غير قادرة على فرض إدارتها على المجتمع الدولي".

وتسعى أميركا بحسب محللين إلى تحقيق أهداف إسرائيل في الحرب مع الحفاظ على عدم زيادة أعداد الضحايا المدنيين في حرب شردت أكثر من مليون فلسطيني من بيوتهم، وحرمتهم من الغذاء والماء النظيف وسط إغلاق لكافة المعابر التي يمكن أن يخرج منها الغزيون.